تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في زيارة مفاجئة، السبت، عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية المتمركزة بالكمائن والنقاط الأمنية بالعريش، بعد نجاح القوات المسلحة في توجيه ضربة قاصمة للعناصر التكفيرية خلال محاولة الهجوم الإرهابي الغادر، الذي تعرضت له عدد من الكمائن والنقاط الأمنية بشمال سيناء.
وظهر الرئيس السيسي، خلال الزيارة، مرتديا الزي العسكري للمرة الأولى بعد توليه رئاسة الجمهورية، في دلالة واضحة على أن جميع المصريين يصطفون في خندق واحد مع قواتهم المسلحة في حربها على الإرهاب، وأن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تزيد رجالها إلا إصرارا وقوة على تحقيق الأمن والاستقرار والمضي قدما نحو بناء المستقبل.
وتفقد السيسي مركز عمليات قطاع تأمين شمال سيناء، واستمع لشرح تناول سير العملية وسرعة رد الفعل للتعامل الحاسم مع العناصر التكفيرية المسلحة التي حاولت الهجوم على الكمائن، كما تابع سير العمليات العسكرية والأمنية المبذولة بالتعاون بين الجيشين الثاني والثالث الميداني وعناصر الدعم من الأفرع الرئيسية وأجهزة القوات المسلحة، بالتعاون مع الشرطة المدنية، لتمشيط ومداهمة الأوكار والبؤر الإرهابية والقضاء على العناصر التكفيرية في شبه جزيرة سيناء .
كما تفقد الرئيس بعض النقاط والارتكازات الأمنية بالعريش، معبرًا عن سعادته بما حققه أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين أكدوا ثقة الشعب المصري، وأشاد بما لمسه من روح معنوية عالية يتمتع بها المقاتلون الذين أقسموا على النصر أو الشهادة، من أجل الوفاء بالمهام المقدسة المكلفين بها، كما تفقد جانبا من الأسلحة والذخائر والمضبوطات التي تم ضبطها خلال عمليات التمشيط والمداهمة والمواجهات مع العناصر التكفيرية.
وخلال لقائه بمقاتلي القوات المسلحة بالعريش، وقف الرئيس دقيقة حدادا وتحية لأرواح الشهداء والمصابين، الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء لمصر، كما قدم التحية العسكرية لهم تقديرا واعتزازا بما يبذلوه من جهد لحماية الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات.
وأكد السيسي أن التاريخ سيتوقف طويلا أمام ما يقوم به الجيش المصري، للحفاظ على حدود مصر وأرضها وأمن شعبها واستقرارها، رغم الظروف بالغة الصعوبة التي تمر بها المنطقة، فضلًا عن مساهمته مع الدولة في مجالات التطوير والتنمية وتحسين قدرات مصر وبنيتها الأساسية والاقتصادية.
وأضاف الرئيس: «الشعب المصري يدرك جيدا أن ما حدث من عمليات إرهابية خلال الأيام الماضية، من استهداف النائب العام، كان يحمل رسائل من أهل الشر إلى الشعب الذي خرج بالملايين في 30 يونيو للدفاع عن قيمهم وحضارتهم، بأنهم سيكممون صوت المصريين بقتل محامي الشعب».
وتابع: «ما استتبع ذلك من هجوم على القوات في الشيخ زويد، والذي تم الترويج له بالداخل والخارج للإعلان عن ولاية إسلامية بسيناء بعد عامين من تحرك المصريين لتغيير النظام، كان يهدف لإرسال صورة غير حقيقية عن الأمن والاستقرار في مصر، والنيل من كرامة مصر وشعبها، لكن أبناء الشعب المصري من رجال القوات المسلحة استبسلوا في الدفاع عن شرف مصر بكل عزة واقتدار».
وأضاف الرئيس: «كنا نتابع الموضوع لحظة بلحظة، وكنا على يقين من قدرة رجال القوات المسلحة على إدارة العمليات بشكل قوي، وما استتبعه من نتائج بنهاية اليوم»، وأكد أن العالم أيقن أن أمن مصر هو الدعامة الحقيقية للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن أعداءنا يعلمون جيدا قيمة الجيش المصري وقدرته على دحر الإرهاب في سيناء، لكنه يعمل وفقًا لقيم ومبادئ وطنية أصيلة للحفاظ على أرواح الأبرياء في ظل ظروف وتحديات بالغة الصعوبة.
وشدد السيسي على أنه لن يستطيع أحد أن يروع المصريين أو يقهر إرادتهم، أو أن يفرض عليهم أي شيء طالما أن الجيش المصري موجود، مؤكدا أن الشعب المصري يقف خلف أبنائه من رجال القوات المسلحة وما يقومون به من مهام وطنية في سيناء وعبر الحدود الغربية والجنوبية بكل أمانة وشرف.
وقدم الرئيس التعازي باسم مصر وقواتها المسلحة لكل أسرة مصرية قدمت شهيدا أو مصابا للحفاظ على كل شبر من أرض مصر وصون مقدساتها.