x

جمال الجمل أخجل من الصمت.. أخجل من الكلام جمال الجمل الأربعاء 01-07-2015 23:04


لم يكن في بالي أن أكتب، فأنا في سرير المرض أعاني نوبة ضغط مرتفع غير عادية، لكنني أخجل من الصمت في هذا الاحتفال الدموي المجنون، وعندما استجمعت نفسي وحاولت أن أكتب، لم أجد ما أقول، فالكلام يخجل في حضرة الدم المراق.

ماذا حدث لنا؟

وأي حال وصلنا إليه؟

ومن أين جاءت هذه الجماعات المسعورة؟

ومن يقف وراء دعمها وتسليحها وتدريبها وانتشارها، ومدها بالمخططات السرطانية التي تستهدف تدمير خلايا المجتمع، وتمزيق نسيج الوطن، وتدمير مناعته؟

لا وقت للتأمل، ولا مجال لعبارات الحكمة الهادئة، المسؤولية أخطر من أن تنتظر، لا صبر على إرهاب، لاصبر على نزيف، لا صبر على وطن غارق تحت الماء.. تحت الدم.

منذ أيام استيقظت مبكرا، منقبض الروح، كئيب التفكير، ولم أعرف لذلك سببا، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم، ودعوت أن يمر اليوم على خير، وبعد ساعتين وصلني خبر التفجير الذي استهدف النائب العام، لكن شيفرات الانقباض ظلت مستمرة، كنت أشعر أن حدثا آخر أكبر وأخطر هو الذي يملؤني بهذه الكآبة الغامضة، ولما وصلني خبر الوفاة، استمر الانقباض واستمر الغموض، وتواترت أخبار الدم، والانتقام الأسود، والكوابيس السريالية في أكتوبر وسيناء، لكن الانقباض ظل مستمرا، لا أعرف له سببا، ولا أعرف إذا كانت هذه الحالة الغامضة هي التي انتهت بي مريضا في المستشفى، أم أن المرض هو الذي أدى إليها، فلأول مرة يصل ضغط دمي إلى هذه الدرجة من الارتفاع المخيف، ولأول مرة أشعر بهذا العجز القاتل أمام المجهول، وهذا أخطر ما يهدد المستقبل، لأن المستقبل هو الغيب.. هو الغد القادم، ومن يخشى من غده، ويخاف من القادم بهذه الدرجة، فهو بائس يفسد حياته بأفكاره وانقباضاته الغامضة، ويجلس كئيبا حزينا مثلي تحت الحجر الذي يسد طريقه إلى المستقبل.

أنا في مأزق، لا أعرف طبيعته بدقة، ولا أعرف كيف أخرج منه، ولا أستطيع أن أتعايش معه.

وأنا (الذي أقصده) هو كل مصري مثلي، يريد أن يعيش حياته باستقرار، يحلم بأن اليوم يعقبه غد، والليل يليه نهار.

فهل هذا كثير علينا يا ربي؟

ألا نستحق أن نعود شعبا مسالما طيبا يعيش في بلد يباهي العالم بالسلم والأمان.. كما كنا، وكما كان؟.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية