أنهى أرسنال رسمياً صفقة تعاقده مع بيتر تشيك، حارس مرمى تشيلسي السابق، ليبدأ تدعيم النقوصات في قائمته للموسم الجديد، الذي ينتظر فيه أن يكون منافساً قوياً على الدوري الإنجليزي والذهاب لأدوار متقدمة في دوري الأبطال.
أرسنال سيستفيد بمكاسب عديدة من هذه الصفقة، مع ضرر واحد فقط يمكن أن ينتج عنها.
أولاً المكاسب:
(1) من أفضل 5 حراس مرمى في العالم: للمرة الأولى منذ 10 سنوات يمتلك أرسنال حارس مرمى «كبير»، منذ رحيل «ليمان» -الذي حقق الفريق في وجوده موسم اللاهزيمة ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا- دخل الفريق دوامة كبرى مع حراس متوسطين دائماً من قبيل «ألمونيا».. «فابيانسكي».. «مانوني».. «تشيزني»، وحين جاء «أوسبينا» في الستة أشهر الأخيرة كان نقلة في حراسة المرمى التي عانت وتزامنت مع سنين النادي العجاف.
بيتر تشيك هو نقلة أخرى، مستوى أعلى حتى من «ليمان»، سيمنحك 3 سنوات على الأقل ستملك دائمًا حارسًا من أفضل حراس العالم، وسينهي بعض المباريات وأحياناً البطولات فقط لأنه حارسك، أرسنال مثلاً خرج من دوري أبطال أوروبا أمام موناكو لأنها مباراة «أوسبينا» السيئة الوحيدة التي يستقبل فيها أكثر من هدفين.. «تشيك» لن يخذلك في مباريات كهذه.
(2) القائد: أرسنال لا يملك قائد أيضًا منذ سنوات، رسمياً قائده الحالي هو «أرتيتا» وبعده «ميرتساكر»،ولكن بعيدًا عن الشارة.. لا يوجد اللاعب الذي يستطيع لَضْم الفريق في الأوقات الأصعب، خبرة «تشيك» خلال السنوات العشرة الأخيرة مع تشيلسي ستجعله يمنح الفريق من شخصيته.
(3) مشروع أرسنال الجديد: جانب من أن تكون بطلاً هو إيمانك بقدرتك على تحقيق البطولة، لسنوات افتقد أرسنال (شخصية البطل)، للظروف الاقتصادية وصغر عمر اللاعبين وقلة خبرتهم، مع جلب أسماء مثل «أوزيل» و«سانشيز» ثم «تشيك»، إلى جانب المواهب التي يمتلكها أرسنال من الأصل، يزداد الإيمان بقدرة الفريق على المنافسة، رقميًا كان أفضل فريق في إنجلترا عام 2015.. مع وجود «تشيك» وباقي صفقات الصيف المنتظرة.. فوجوده كخصم على الدوري وإيمان لاعبيه ومشجعيه بقدرتهم على الفوز سيزداد جداً.
(4) نادي جاذب للنجوم: في 2012 رحل «فان بيرسي» لأنه لا يوافق على سياسة النادي التعاقدية، من حينها وقَّع أرسنال مع «كازورلا» «أوزيل» «سانشيز» «تشيك» في أربع سنوات على التوالي، ولم يفقد أي من نجومه بعد انتهاء ديون استاد الإمارات.
تلك التقوية المستمرة تجعل النادي فعلاً عنصر جذب مهم للاعبين كبار، الكلام حالياً على «فيدال» مثلاً الذي سيأتي كي ينافس على الدوري الإنجليزي والأبطال رفقة هؤلاء، كذلك أي مهاجم من الفئة الأولى سيسعى الفريق للتعاقد معه، وَفرة الأسماء الكبيرة، خصوصاً بقيمة وأهمية وندرة «تشيك»، تمنح النادي ثقلاً وجاذبية أكبر في الـ«ميركانو».
على الناحية الأخرى هناك ضرر واحد قد يحدث من تلك الصفقة.. وهو «ديفيد أوسبينا».
«أوسبينا» يرفض أن يكون احتياطياً بعد تعاقد النادي مع «تشيك»، ولم تتم إدارة الأمور معه بشكل جيد من أجل إبقاءه والاتفاق على اللعب في مباريات الكأس والكارلينج مثلاً مقابل لعب «تشيك» في الدوري والشامبيونز، مما يعني أن فقدان الكولومبي الدولي، الذي قدم مباراة أسطورية قبل أيام أمام الأرجنتين، هو الاحتمال الأقرب.
رحيل «أوسبينا» على المدى القريب يعني أن الحارس الثاني سيظل «تشيزني»، الذي يعاني من تدهور عنيف في مستواه خلال الموسم الأخير، وأن الفجوة بينه وبين «تشيك» في المستوىستكون كارثية، وفي حال أي إصابة للأخير سيعاني أرسنال من ورطة الموسم، وحتى في مباريات الكأس التي ينتظر أن يلعبها سيضع الفريق في مواقف صعبة كما حدث في الموسم الأخير.
أما على المدى البعيد.. فإن «أوسبينا»، صاحب الـ26 عاماً فقط، هو «مستقبل» طويل للفريق، مستواه يتطور بشدة، ولا يتسبب في أي أخطاء كبيرة، وهو واحد من أفضل حراس (الصف الثاني) في العالم –مع «برافو» مثلاً أو «أوبلاك» أو «سيسلين»-، لذلك فخسارته.. والدخول في دوامة حراس المرمى مرة أخرى بعد 3 أو 4 مواسم عند اعتزال «تشيك»، هذا هو الضرر الوحيد من الصفقة، والذي يمكن تلافيه بتفاوض جيد مع «أوسبينا» والتأكيد على أنه سيلعب في الكأس والـ«كارلنج» خلال الموسم المقبل.
ولكن في العموم، أرسنال سيستفيد كثيرًا بتلك الصفقة، وهي واحدة ربما من أهم الصفقات في تاريخه، وأكثر من يعرف ذلك هو جوزيه مورينيو نفسه، الذي حاول تعطيلها لوقتٍ طويل قبل أن يستسلم في النهاية لرغبة اللاعب.