اقترحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تكون القاهرة هى العاصمة الإسلامية التى سيلقى فيها الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما خطابه الموجه للعالم الإسلامى، وأشارت إلى أن مساعدى أوباما قالوا: «إن الرئيس المنتخب يدرس إمكانية إلقاء خطاب مهم حول السياسة الخارجية فى إحدى العواصم الإسلامية خلال المائة يوم الأولى من حكمه».
وعددت الصحيفة فى تقرير أعدته هيلين كوبر ونشرته الصحيفة على موقعها الإلكترونى أمس العواصم الإسلامية، محاولة البحث عن العاصمة الأمثل لإلقاء الخطاب، وقالت: «إن القائمة طويلة تمتد من الكويت والرياض إلى وجادوجو فى بوركينا فاسو، وطشقند فى أوزبكستان».
وأضافت فى التقرير الذى حمل عنوان «بحثا عن العاصمة الأمثل لإلقاء الخطاب» إن «قيام أوباما بإلقاء هذا الخطاب فى ديترويت بولاية ميتشجان التى تضم 30 ألفاً من العرب، كما يقترح البعض، سيعد من قبيل الغش والخداع، ولن يحقق بأى حال من الأحوال ما يسعى له أوباما ومساعدوه من خلال هذا الخطاب الرامى إلى رأب الصدع بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى».
وتابعت أن «الهدف من الخطاب يجعل كلا من بوركينا فاسو وجزر المالديف خارج القائمة»، مشيرة إلى أنه «باستطلاع رأى الخبراء والدبلوماسيين كانت القاهرة هى الخيار الأمثل».
وأوضحت الصحيفة الأسباب التى تجعل القاهرة هى المكان الأفضل، وقالت إن «القاهرة ستكون خياراً مثالياً»، فهى «دولة مسلمة وبها عدد سكان بما يكفى»، كما أنها «حليفة لواشنطن، لكن هناك ما يكفى من التوتر فى العلاقات بين البلدين، الذى يجعل اختيارها أمراً جريئاً».
وأضافت: «أن مصر بها الكثير من المشاكل حول الديمقراطية، والتى من الممكن أن يتحدث عنها أوباما مباشرة ويطالب بتحسين النموذج الديمقراطى فى البلاد»، مشيرة إلى «وجود جماعة الإخوان المسلمين بالقاهرة، التى تتبنى مبادئها مجموعة واسعة من العالم الإسلامى».
وأشارت الصحيفة إلى أن «جهاز الخدمة السرية قد لا يحبذ هذا الاختيار، لكن القاهرة ليست إسلام أباد»، على حد قولها، وقالت إن أحد أعضاء فريق أوباما ذكر «احتمال اختيار القاهرة».
ونقلت الصحيفة عن سامح شكرى السفير المصرى فى واشنطن قوله: «غنى عن القول، أن رئيس الولايات المتحدة هو دائماً موضع ترحيب فى مصر»، مضيفاً أن «إلقاء مثل هذا الخطاب من القاهرة سيعزز بلاشك الرسالة المقصودة منه، خاصة أن القاهرة تعد منذ فترة طويلة مركزا إسلاميا للتعليم والمنح الدراسية، إضافة إلى دور مصر المحورى فى الشرق الأوسط».
وعددت الصحيفة أسباب عدم صلاحية العواصم الأخرى لإلقاء الخطاب، ونقلت عن رئيس القوة الأمريكية فى فلسطين زياد عسيلى أن «اختيار دمشق سيكون بمثابة مكافأة للقيادة السورية وهذا أمر سابق للأوان ولا يمكن أن يحدث قبل عام على الأقل من وصول سوريا إلى اتفاق سلام مع إسرائيل».
وحول ما إذا كان اختيار رام الله سيكون جيداً حيث سيعد من قبيل التضامن مع القضية، قال عسيلى: «أعترض على ذلك، لأن الفلسطينيين يريدون القدس عاصمة لهم، وإلقاء كلمة فى القدس سيفتح سلة من المشكلات، وهذا لن يحدث»،
وبالنسبة لاقتراح البعض باختيار جاكرتا، قال عسيلى: «إن اختيار جاكرتا سيثير تساؤلات الناس، على الرغم من أن أندونيسيا تضم أكبر أغلبية مسلمة تقدر بـ177 مليون نسمة، لكن فكرة أن أوباما عاش ودرس هناك من قبل ستجعل اختيارها من قبيل الخداع».
وقالت الصحيفة إن «بغداد، بالتأكيد خارج قائمة الاختيارات، وإلقاء خطاب فيها سيعد من قبيل التصديق على الحرب فى العراق التى يعارضها أوباما»، أما بيروت فتضم الكثير من أعضاء حزب الله كما أن الرئيس اللبنانى مسيحى.
وأضافت أنه من السابق لأوانه إلقاء هذا الخطاب فى طهران، أما العاصمة الأردنية عمان فقد سبق لأوباما زيارتها، بينما تعد إسلام آباد خطرة جداً،
وبالنسبة لأنقرة فهى آمنة جداً، لكن الأتراك لن يكونوا مجانين إلى هذا الحد ليسمحوا لأوباما أن يصل للعالم الإسلامى عن طريقهم فى الوقت يسعون فيه للانضمام للاتحاد الأوروبى، ونقلت عن دبلوماسى تركى قوله ليس لدينا مشاكل حول هويتنا العلمانية، ولكننا دولة علمانية.
أما الرياض فقالت الصحيفة إن «مساعدى الأمن القومى لأوباما رفضوها»، وبالنسبة للكويت وأبوظبى والدوحة نقلت الصحيفة عن مستشار السياسة الخارجية لأوباما قوله: «لا أعتقد أنها ستكون عاصمة خليجية».