x

جمال الغيطانى: نادم على عملى بـ«الصحافة الثقافية»

الأحد 28-06-2015 11:45 | كتب: اخبار |
تصوير : محمد معروف

يقول الأديب الكبير مختصراً بعبارته شرح طويل «أجىء مزودا بتلك المعارف التى اكتسبتها من وجودى الأول الموشك على النفاد.. كم من أوقات أنفقتها لأدرك البديهيات.. ومازلت أتهجى بعض مفردات الأبجدية، كلمات ودع بها الغيطانى عامه المنصرم، متمنيا استمرار حواسه كما هى فى العام الجديد ليقرأ ما يريد ويكتب ما يشاء.

■ ما الشىء الذى ندمت عليه فى حياتك وإن عاد بك العمر لن تفعله مرة أُخرى؟

-ندمت على عملى بالصحافة الثقافية، لأن المسؤولية تفرض عليك خصومات أنت لست طرفا فيها، فلو عاد بى العمر لن أعمل فى الصحافة وسأتفرغ للكتابة، فقد أضرنى هذا الأمر كثيرا، حتى إنه كان سببا فى تأخر حصولى على العديد من الجوائز، فكل منا له رأيه لكنه ربما لا يعبر عنه صراحة، أما أنا فبحكم عملى الصحفى كنت أعبر عن رأيى، ولو تسبب ذلك فى خصومات مع السلطة أو المثقفين، ومن لا ترضيه يصبح لك خصما.

■ ما تقييمك للحياة الثقافية فى مصر؟

-حقيقةً أنا لم أعد مهموما بالحياة الأدبية، ولكنى مهموم بنفسى أكثر، غير أنه من المؤكد أن الحياة الأدبية حاليًا مختلفة عن الستينيات، فبرغم ازدهار القصة القصيرة والرواية وظهور جيل من الروائيين الشباب إلا أن الحياه الأدبية محاطة بالمخاطر، مثل ظاهرة «الأكثر مبيعاً» التى أدت إلى الاستسهال، فالأكثر مبيعا خطر مخطط له إضافةً إلى خطر «الجوائز»، فهناك كم هائل من الروايات يرتبط ظهوره بموعد الجوائز العالمية، فقبل جائزة «البوكر» نجد فيضانا من الروايات ولكن الكاتب الذى يكتب لشىء غير الكتابة لن ينتج عملا أدبيا محترما.

■ ما رأيك فى أداء وزير الثقافة الحالى؟

-الوزير الحالى «عبدالواحد النبوى» يتعامل مع الجميع على مسافة واحدة، لذا هو أفضل كثيرا من الوزير السابق «جابر عصفور» الذى اعتبر أداءه صدمة للمثقفين، لتعامله مع المثقفين حسب ذوقه، أما عن الأداء العام للوزارة فمازال دون المتوقع.

■ من الذى تتابع أعماله من الروائيين؟

-أنا أحترم الكاتب الذى يكتب من أجل الأدب وليس للأكثر مبيعاً، لذا أقرأ لصديق عمرى يوسف القعيد، وصنع الله إبراهيم الذى أحترمه كثيراً، ومحمد المخزنجى، ومحمد المنسى قنديل.

■ هل تؤيد ما يوجه للإعلام من اتهامات؟

-لا يوجد بمصر إعلام يُحترم، وهذه إحدى كوارث الدستور الذى أنتجه السيد «عمرو موسى» بإلغائه وزارة الإعلام دون وجود بديل إعلامى وطنى قوى، يستطيع أن يواجه الحملات الإعلامية الشرسة من قطر، وتركيا التى تضخ أموالا طائلة لتشويه سمعة مصر، فالإعلام الحالى أغلبه موجه لمصالح شخصية.

■ هل مازالت تستشعر الخطر على مصر كما قلت من قبل أنها على حافة الهاوية؟

-نعم، مصر محاطة بالعديد من المخاطر والمطامع، صحيح نحن نجحنا أن نهرب من عنق الزجاجة، لكن المسؤولية صعبة، فيظل الإرهاب الحالى والمؤامرات التى تدبر ضدنا فى الخفاء، لكنى واثق أن مصر قادرة على أن تعبر هذه المرحلة الحرجة، فمن اقتلع الطغاة يستطيع أن يحارب أى إرهاب.

■ ما تقييمك لأداء السيسى بعد عام من الحكم؟

-مصر تعيش حالة استثنائية، فالأخطار تحيط بها من كل جانب، والسيسى يحارب فى مائة جبهة ومازلت عند تأييدى له، برغم أنه لم يتمكن إلى الآن من أن يأخذ خطوات فعلية على أرض الواقع لينفذ ما يرغب فيه مثلما فعل عبدالناصر، لكنه أنقذنا من أن ندخل فى حرب أهلية، بعد أن كنا على شفا حفرة منها، لكنى متأكد أنه رجل المرحلة المناسب، وأتوقع أنه لو استمر على نفس الخطى فى مواجهة الإرهاب ستصل مصر معه إلى بر الأمان خلال خمس سنوات.

■ هل أنت راض عن أداء حكومة المهندس إبراهيم محلب؟

-أنا لست راضياً عنها، فأداء الحكومة الحالى أقل من المتوقع بكثير، ولا تمتلك حلولا مبتكرة لما يواجهها من مشكلات، مثلها مثل سابقيها، تُسقط الفقراء من حساباتها، وتنحاز لرجال الأعمال الذين كونوا ثروات هائلة من «دم» هذا الشعب، فأنا لست ضد رجال الأعمال الوطنيين ممن يقدمون مشروعات على أرض الواقع.

■ ما ذكرياتك مع شهر رمضان؟

-رمضان شهر روحانيات وبساطة، ارتبط فى ذهنى منذ الصغر بالاستعدادات التى كنا نقوم بها لاستقباله، وكذلك «الفانوس» الذى كان الوسيلة الوحيدة للترفيه، إضافة لصلاة التراويح فى الحسين ثم الجلوس على «المقاهى» برغم أنها كانت من المحرمات، لكن فى رمضان كان يسمح بها لنتبادل الأخبار، ونعيش فرحة هذا الشهر، وأنا اعتبر نفسى محظوظا لأنى عشت رمضان فى القاهرة القديمة، حيث الأصالة والتراث «ولمة العيلة»، التى لم تعد موجودة فى ظل الضغوط الحالية، فرمضان حاليا أصبح مرتبطا بالحسيات والماديات.

■ كيف ترى الدراما الرمضانية الحالية؟

-الدراما هذا العام «مزعجة»، ومشكلتها الأساسية هى «الكسل»، وهذا يؤكد إفلاس الإعلام الخاص، إضافة إلى الألفاظ المبتذلة التى تستخدم فى الدراما، والتى من شأنها أن تحول هذا الشهر الفضيل إلى «مسخرة».

■ حصلت على العديد من الجوائز فماهى الأقرب إليك؟

-جائزة النيل بالنسبة لى قمة التكريم، رغم أنه جاء متأخرا، إلا أنى سعيدٌ بحصولى عليها باسمها الجديد، وليس باسمها السابق، حينما كانت تحمل اسم «مبارك»، فجائزة النيل تعنى شريان الحياة، فكيف لشخص أن يجعل من نفسه قيمه أكثرمن قيمة الدولة.

■ ماذا تتمنى فى عامك الجديد؟

-على المستوى الشخصى أتمنى مزيداً من الصحة، فأنا فى سن متقدمة وحالتى الصحية معروفة للجميع، فما أتمناه أن تظل حواسى كما هى حتى أظل أقرأ وأكتب، وأتمنى أن تتجاوز مصر هذه المرحلة الأخطر فى تاريخها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية