وجه أكثر من 96 مثقفًا وناشطًا عربيًا و23 منظمة حقوقية مصرية وعربية، نداء بمناسبة مرور 60 عامًا على صدور الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، انتقدوا فيه تفشى حالات قمع حرية التعبير فى البلاد العربية، بسبب المحاكمة الدينية للرأى والتعبير والإبداع، لدرجة وصفها البيان بـ«غير المسبوقة» فى الفترات الأخيرة، مشيرًا إلى أنها طالت أسماء من كل المجالات فى أغلب البلدان العربية.
وطالب الموقعون على النداء خلال ورشة عمل عن الدين وحرية التعبير فى العالم العربى، التى عقدت مؤخرًا بالعاصمة الفرنسية باريس، المؤسسات والتيارات الدينية الرسمية وغير الرسمية فى البلاد العربية، بتنحية المنظور الدينى فى النظر إلى التعبير الفكرى والأكاديمى والأدبى والفنى، معتبرين أن هذه الوصاية باسم الدين على حرية الفكر والأدب تسىء إلى الحرية والدين معًا، لأنها تقمع اجتهاد المفكرين وتكبح خيال المبدعين وتعطل طاقات الأمة الساعية إلى التقدم.
واعتبر النداء أن تلك «الوصاية» تسىء إلى الدين، لأنها تظهره فى مظهر القامع الكابح المتسلط، وتعطى الآخرين صورة كريهة متخلفة قبيحة عن مجتمعاتنا العربية.
ودعا النداء المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية إلى التركيز فى عملها الأصلى على حماية القرآن والأحاديث النبوية الشريفة من التحريف والدس، وطالب النداء بتنقية الدساتير والتشريعات والقوانين فى العالم العربى من كل ما يكبح حرية الرأى والاعتقاد والإبداع، وشدد على أهمية إسقاط هذه السلطات تحفظاتها المخبأة خلف الثوابت القومية أو الدينية للتهرب من الالتزام بالمواثيق الدولية الخاصة بحرية الفكر والإبداع والاعتقاد.
وانتقد نداء المثقفين، ما تقوم به السلطات السياسية والدينية ووضع الدين فى تناقض مع حرية التعبير، لافتاً إلى أن ذلك لا يعنى سوى جمود الدين والحرية على السواء ومن ثم جمود حركة المجتمع بأسره.
مؤكداً أن فك الاشتباك بين الدين وحرية التعبير يمثل إحدى الحلقات المفقودة الأساسية فى نهوض مجتمعاتنا العربية ومواكبة التاريخ قبل الخروج منه، وأن أى تعارض بين الطرفين ينبغى أن يحل بالمساجلة لا بالمساجنة، وبالمحاورة لا المصادرة باعتبار أن هذا أنفع للدين وحرية التعبير ولمستقبلنا المرتجى.
كان من أبرز الموقعين على النداء، الشاعر السورى أدونيس، أحمد فؤاد نجم، أحمد عبدالمعطى حجازى.