فى الطابق السادس بأحد عقارات مساكن مصر العليا، تسكن أسرة «وليد أحمد على»، الشاب الذى أعدمته مجموعة من عناصر حركة العقاب الثورى التابعة لجماعة الإخوان، بدعوى أنه تعاون مع أجهزة الأمن، وتسبب فى القبض على بعض عناصر الجماعة، وهناك وجدنا قفلاً على باب العقار، لكن الجيران أكدوا أن أسرة الضحية موجودون، طرقنا الباب فاستقبلنا شقيقه «طارق» ووالدته «مها صلاح الدين»، كانا فى حالة قلق وتردد.. وبعد محاولات وافقت الأم على إجراء اللقاء، وكشفت أن نجلها كان يخطط للابتعاد عن حلوان خلال أواخر الشهر الماضى.
■ متى وقعت جريمة قتل وليد؟
- حسب روايات الشهود وتحريات مباحث حلوان وما توصلت له من معلومات، اختفى وليد فى 4 مايو الماضى وتم إغلاق هاتفه المحمول، ثم وقع الحادث بعد ذلك بيوم قبل منتصف الليل، ليتم نقله إلى المشرحة فى 6 مايو.
■ معنى ذلك أنك لم تكتشفى المسؤول عن مقتل ابنك إلا بعد بث الجماعة الإرهابية فيديو القتل.
- لم أر الفيديو حتى الآن، ومنذ وفاته ونحن نتابع التحقيقات والتحريات حول القاتل بين مباحث حلوان ونيابة جنوب القاهرة.
■ هل كنت تتوقعين أن يكون القاتل من الإخوان؟
- وليد كانت يحكى أسراره لشقيقته من والده المقيمة بالعريش، وكان يحدثها دائما بالساعات، إذ إن له 5 شقيقات من والده، واكتشفت منها أن جماعة الإخوان تبحث عنه لقتله، وأنه كان يعتزم الهروب وطلب من شقيقته إبلاغى فى حال هرب حتى أطمئن وأعرف سبب اختبائه وترك خطاباً لى.
■ وماذا وجدت فى الخطاب؟
- وليد وجه رسالة يؤكد لى فيها أنه قرر الهروب والاختباء حرصاً على سلامتنا، وأنه توقف عن العمل والتعاون مع قسم حلوان، وأبلغهم بأنه لن يستمر معهم حتى مع رفضهم، لذا قرر الهروب من الطرفين، الجماعة والشرطة، لكن للأسف فات الأوان.
■ هل كنت تعلمين أنه يتعاون مع الجهات الأمنية؟
- اكتشفت الأمر عندما قرأت الخطاب الذى عثرت عليه بعد مقتله بأيام، وقطعت الخطاب ثم جمعته، وعلمت من شقيقته أن مباحث حلوان وأحد أمناء الشرطة ضغطوا عليه ليتعاون معهم.
■ وما الضغوط؟
- وليد مصاب بطلق نارى فى صدره بعد فض رابعة 2013 أثناء أحداث محيط قسم حلوان وتم نقله إلى مستشفى حلوان العام ما بين الحياة والموت، بعدها تم اقتياده إلى القسم وبعد يوم واحد تم الإفراج عنه دون محضر أو ورقة تثبت أنه مشكوك فى أمره.
■ لم تلاحظى أى اتصالات بين وليد وأجهزة الأمن؟
- كان أمين الشرطة دائم الاتصال به، وكان وليد يتردد دائماً قبل الرد عليه، وكان مرعوباً، وحين طلبت منه إخبارى عن المتصل وسبب تخوفه أكد لى أن القسم يطلب منه مصاحبتهم بالميكروباص الذى يعمل عليه للنزول معهم فى حملة مداهمات بحلوان، وهو أمر شائع، لذا طلبت منه التوقف عن العمل معهم، فقال: «مقدرشي».
■ لماذا؟
- قال إن القسم لا يسمح لأحد بالتوقف عن التعامل معهم، وقال بالنص: «مش هيسبونى فى حالى»، ووليد كان حاصلا على شهادات تقدير وامتياز فى حفظ القرآن، وقدم طلبا للالتحاق بأحد المعاهد، وفى هذا العام طلب منى السماح له بالعمل كسائق ميكروباص لحين الالتحاق بالمعهد.
■ هل وليد، حسب الفيديو، دائم المشاركة فى مسيرات جماعة الإخوان بحلوان؟
- علمت من أصدقاء له جاءوا لتقديم واجب العزاء أنه كان يتردد من حين لآخر على المسيرات، لكن علمت أن ذلك كان بضغوط من أمين الشرطة.
■ خلال فترة الشهر الماضى، هل ظهرت أى تفاصيل جديدة عن الحادث؟
- تم اختطاف وليد من شارع صلاح سالم بجوارنا، حيث كانت تلاحقه سيارة نصف نقل، وقبل اختطافه بساعة كان مع أمين الشرطة بقسم حلوان بناء على طلب القسم، وبعدها سلم السيارة لمالكها ليتم خطفه بعدها.
■ هل القبض على المتهمين بقتل ابنك جعلك تشعرين أنه تم القصاص له؟
- لدى إحساس أن أحد أفراد القسم سلم ابنى للإرهابيين، وهو التفسير المنطقى لوصول الجماعة إليه، وأطالب النائب العام ووزير الداخلية بالتحقيق فى الواقعة مع جميع من تعاون معهم ابنى بقسم حلوان، وحقه فى رقبة الطرفين الأمن والإخوان.
■ هل اتخذتِ اى إجراءات قانونية لتحقيق ما تطلبينه؟
- نعم.. قدمت بلاغا للنائب العام وتم تحويله إلى المحامى العام لنيابة جنوب القاهرة للتحقيق فيه، وطلبت التحقيق فى شهادة الطفل الذى شاهد بعض وقائع قتل ابنى فى شارع امتداد 15 مايو، وهى منطقة هادئة وشبه خالية من السكان.
■ وما هى شهادته؟
- قال إن سيارة ذهبية اللون زجاجها أسود كانت تقف فى الصحراء تحمل وليد، وأنه ثم سمع صوت طلقات نارية وجهها شخص يرتدى قميصا أبيض به بقع سوداء، وهذا الطفل أبلغ الأهالى الذين وجدوا ابنى مقتولا بعدها، حيث اخترق الرصاص جميع أنحاء جسده.
■ وهل قدمتِ المعلومات للأجهزة الأمنية؟
- شهادة الطفل سمعها وكيل النيابة، إلا أن شهود واقعة اختطافه خائفون ورفضوا التكلم وطلبوا منى عدم ذكر أسمائهم، وأرسلت فاكسا إلى وزير الداخلية ووسائل الإعلام للتحقيق فى الواقعة.
■■ «المصرى اليوم» تحفظت على اسم أمين الشرطة بقسم حلوان حرصاً على سرية التحريات وتحقيقات القضية.