بعدما فشل كل منهما في تقديم المستوى الراقي وتحقيق توقعات الجماهير خلال مباريات الدور الأول من بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا»، المقامة حاليًا في تشيلي، يسعى كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي والكولومبي جيمس رودريجيز إلى تعويض ما فاتهما، عندما يلتقيان، الجمعة، في المواجهة بين منتخبيهما بدور الثمانية للبطولة.
وما زال كل من اللاعبين مدينًا بالكثير تجاه جماهيره، التي تعلق عليه آمالًا عريضة في البطولة الحالية، خاصة أنهما فشلا في الظهور بالمستوى اللائق خلال مباريات الدور الأول.
ولكن مباراة، السبت، قد تكون الفرصة المثالية أمام كل منهما للسطوع والتأكيد على كونه أحد أبطال هذه النسخة.
وسبق لـ«ميسي» و«رودريجيز» أن التقيا وجهًا لوجه من خلال مباريات فريقيهما في الدوري الإسباني، ولكن مباراة السبت ستكون ذات مذاق مختلف.
وتغلب «ميسي» على العقم التهديفي الذي لازمه في «كوبا أمريكا» منذ نسخة 2007، وهز شباك منتخب باراجواي من ركلة جزاء في المباراة الأولى لفريقه بالبطولة الحالية، والتي انتهت بالتعادل «2-2».
ولكن النجم الكبير فشل في هز الشباك في المباراتين التاليتين أمام أوروجواي وجامايكا، بعدما واجه دفاعًا متكتلًا في كل من المباراتين.
والآن، أصبح «ميسي» مطالبًا بإيجاد الثغرات في دفاع المنتخب الكولومبي في مباراة، السبت، إذا أراد مواصلة المسيرة مع فريقه في البطولة الحالية والتأهل للمربع الذهبي، لأن أي نتيجة أخرى ستفتح الباب أمام جدل هائل بشأن قوة المنتخب الأرجنتيني ومسيرة «ميسي» مع الفريق.
ويدرك «ميسي» أنه سيواجه منتخبًا قويًا وعنيدًا يتمتع بدفاع عنيف، رغم غياب كارلوس سانشيز عن الدفاع الكولومبي في هذه المباراة بسبب الإيقاف.
في المقابل، لم يهز «رودريجيز»، 23 عامًا، الشباك في البطولة الحالية حتى الآن، رغم تتويجه هدافًا لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وأوضح اللاعب: «لم أرغب أبدا في تقديم عروض سيئة ولكن شيئًا ما حدث للجميع، باستثناء فوز تشيلي على بوليفيا «5-0»، لم يستطع أي فريق أن يلعب جيدًا في الدور الأول، يعاني اللاعبون الموهوبون بعض الشيء عندما يواجهون خشونة زائدة وقوة بدنية»، ملقيًا بهذا اللوم من المستوى المتواضع له بالدور الأول على الخشونة الزائدة من لاعبي المنافسين.
ويبدو أن التحدي القادم هو ما يتمناه «رودريجيز» تمامًا، حيث يواجه المنتخب الكولومبي المنتخب الأرجنتيني، الذي لا يلجأ للدفاع المتكتل، مما سيتيح بعض المساحات أمام «رودريجيز» وزملائه.
ورغم الاستحواذ على الكرة بشكل كبير من قبل المنتخب الأرجنتيني، بقيادة المدرب خيراردو مارتينو، ونجم الهجوم ليونيل ميسي، يعاني لاعبو الأرجنتين من ضعف قدرتهم على استعادة الكرة لدى فقدانها، وهو ما يصب في مصلحة المنتخب الكولومبي أيضًا.
وأوضح «رودريجيز» أن مباراة السبت هي المواجهة التي كان يتمناها، ولكنه أكد أن الإخفاق في هذه المباراة لن يكون له أي أعذار أو مبررات، بعدما حالف الفريق الحظ وتأهل بصعوبة من الدور الأول لدور الثمانية، رغم أنه كان مهددًا حتى اللحظة الأخيرة من مباريات الدور الأول بالغياب عن دور الثمانية.
ويمكن اعتبار المباراة بين المنتخبين الأرجنتيني والكولومبي بمثابة مواجهة خاصة تحت شعار «ميسي يواجه جيمس»، حيث تشهد المباراة تحديًا شخصيًا كبيرًا لكل منهما.
ويرفض «رودريجيز»، نجم ريـال مدريد الإسباني، الدخول في مقارنة مع «ميسي»، نجم برشلونة.
وقال «رودريجيز»، اللاعب السابق لفرق بانفيلد الأرجنتيني وبورتو البرتغالي وموناكو الفرنسي: «ميسي لاعب من عالم آخر، لا يمكن المقارنة بين جيمس وميسي لأنها ستكون ظالمة».
ولم يعد هز الشباك هو الهدف الأكبر لـ«ميسي»، الذي احتفل، الأربعاء، بعيد ميلاده الثامن والعشرين، ولكن الهدف الذي يصبو إليه هو إحراز اللقب، ليكون الأول للمنتخب الأرجنتيني في البطولات الكبيرة منذ 22 عامًا، وبالتحديد منذ فوز الفريق بلقب كوبا أمريكا عام 1993.
وتوج «ميسي» بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم أربع مرات سابقة، كما توج مع فريقه برشلونة بالثلاثية: «دوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا» مرتين في 2009 و2015، وحطم العديد من الأرقام القياسية الخاصة بعدد الأهداف في إسبانيا، كما خاض مع المنتخب الأرجنتيني، قبل أيام، المباراة الدولية رقم 100 له مع الفريق، وسجل في هذه المباريات 46 هدفًا، ليقترب من لقب الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني، ولكنه لم يحرز حتى الآن أي لقب كبير مع الفريق.
والمباراة غدًا ستكون المواجهة الحقيقية الأولى بين «ميسي» و«رودريجيز» مع منتخبيهما، حيث التقيا من قبل في آخر مباراة سابقة بين المنتخبين، وذلك في 2013، ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، ولكن المباراة شهدت مشاركة «ميسي» في نهاية المباراة بعد تعافيه من الإصابة، قبل المباراة بقليل، كما شارك «رودريجيز» لدقائق قليلة في هذا اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي.
ولكن مباراة السبت تحتاج إلى الحسم، وهي فرصة رائعة لكل من «ميسي» و«رودريجيز» لإثبات جدارتهما، على أن يتأهل الفائز منهما للمربع الذهبي، الذي يلتقي فيه الفائز من مباراة البرازيل وباراجواي، الأحد.