x

سمير عمر تخاريف صيام «1»... كيد النسا... والشفيع العريان سمير عمر الخميس 25-06-2015 21:56


الودعاء الطيبون الذين يصدقون أن المرأة مخلوق مكسور الجناح وأن بنات حواء لا حول لهن ولا قوة فى مواجهة أبناء آدم قساة القلوب، يجهلون كثيرا من حقائق التاريخ التى لا تقبل التأويل فدهاء المرأة ومكانتها فى تاريخ العرب القديم تحفظه نصوص قطعية الدلالة إزينت بها «أمهات الكتب» وبما أننا فى هذا الشهر الفضيل حيث تتسع دوائر التسامح وغض الطرف عن جهل الجهلاء وطيبة الودعاء فقد طرأ لى أن أستعرض مع حضراتكم بعض ما ورد فى صفحات تاريخ بنات حواء من العرب.

زوجة السفاح وخالد بن صفوان

كان خالد بن صفوان واحدا ممن اشتهروا بفصاحة اللسان وسرعة البديهة وكان مقربا من خلفاء بنى أمية ثم من مؤسس الدولة العباسية أبى العباس السفاح، ويروى أن خالد دخل على الخليفة أبى العباس السفاح فوجده خاليا فقال له: يا أمير المؤمنين أنا أترقب مذ تقلدت الخلافة أن أجدك خاليا فألقى إليك ما أريده.

فرد الخليفة: فاذكر حاجتك، فقال خالد بن صفوان: يا أمير المؤمنين، إنى فكرت فى أمرك فلم أر من هو فى مثل قدرك أقل استمتاعا بالنساء وقد ملكت على نفسك امرأة واحدة واقتصرت عليها، فإن مرضت مرضت، وإن غابت غبت، وإن غضبت حرمت، وإنما التلذذ باستطراف الجوارى، ومعرفة اختلاف أحوالهن، والاستمتاع بهن فلو رأيت الطويلة البيضاء والسمراء اللفاء والصفراء العجزاء والغنجة الكحلاء، وجعل خالد بعذوبة لفظه واقتداره على الوصف يزيد فى قوله حتى قال السفاح: والله يا خالد ما سلك سمعى قط كلام أحسن من هذا لقد حرك منى ساكنا، وغادر خالد وترك السفاح مفكرا كثير السهو، قليل النشاط ثم دخلت عليه زوجته أم سلمة فسألته عما به فأخبرها بما قاله خالد بن صفوان:

فقالت له: وماذا قلت لابن الفاعلة « أى ابن القحبة»

قال لها «سبحان الله ! رجل ينصحنى وتسبينه؟!

فخرجت أم سلمة من عند السفاح والشرر يتطاير من عينيها وأرسلت لخالد بجماعة من غلمانها وأمرتهم ألا يتركوا فيه عضوا صحيحا، وتوجه الغلمان إلى منزل خالد بن صفوان الذى كان ينتظر المكافأة من الخليفة بعد نصيحته له، وحين رأى الغلمان يسألون عن خالد بن صفوان رد بكل فخر ها أنا ذا خالد بن صفوان فانهالوا عليه ضربا حتى قفز وأفلت منهم محتميا بداره وغلق أبوابه وعرف هفوته وزلته فى فعله وكلامه، وعلم أن الضربة قد جاءته من زوجة الخليفة فمكث مختبأ عدة أيام حتى فوجئ بمجموعة من غلمان الخليفة يطرقون بابه ويأمرونه بأن يهرول للقاء أمير المؤمنين فأيقن أنه هلك، دخل خالد بن صفوان على الخليفة الذى أشار إليه بالجلوس، ونظر خالد خلف ظهر الخليفة السفاح فإذا باب عليه ستائر وشعر بحركة خلف الستارة، ثم قال الخليفة: يا خالد لم أرك منذ أيام، وكنت وصفت لى آخر يوم كنت عندى من أمر النساء والجوارى ما لم يخرق سمعى قط مثله فأعده على! فقال خالد: نعم أعلمتك يا أمير المؤمنين أن العرب اشتقت اسم الضرتين من الضر وأن أحدهم لم يكن عنده من النساء أكثر من واحدة إلا كان فى جهد وكد، فقال السفاح: ويحك لم يكن هذا كلامك!

فقال بن صفوان: بلى وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأسافى القدر تغلى عليهن، وأخبرتك أن الأربع من النساء شر مجموع لمن كن عنده يهرمنه وينغصن عليه عيشه ويشيبنه قبل حينه!

فقال السفاح: والله ما سمعت هذا قط منك ولا من غيرك!

فقال خالد: بلى يا أمير المؤمنين لقد قلت لك هذا.

فقال السفاح: ويلك، تكذبنى؟

فقال: يا أمير المؤمنين أتريد قتلى؟

فسمع ضحكا شديدا من وراء الستارة فقال خالد: وأعلمتك أن عندك ريحانة قريش وأنه لا يجب أن تطمح نفسك لغيرها من النساء!

فسمع من وراء الستارة من تقول: صدقت والله يا عماه ولكن أمير المؤمنين غير وبدل ونطق عن لسانك بغير ما ذكرته!

وخرج خالد إلى منزله فلم يصل حتى وجهت أم سلمة ثلاثة تخوت فيها أنواع الثياب وخمسة آلاف درهم.

الشفيع العريان

وإذا كان شعراء العرب قد خلدوا فى أشعارهم الغزلية كثيرا من النساء فإنهم أيضا قد سجلوا فى كثير من قصائد الهجاء قصص ومواقف تكشف هذا الوجه النسوى الحاد، بل وحفظوا بأشعارهم نوادر ساخرة لا تخلو من دلالات عميقة فى هذا المجال.

روى عمنا أبو الفرج الأصفهانى فى كتابه الموسوعى «الأغانى»:

أن النوار زوج الشاعر العربى الكبير الفرزدق غضبت منه فخرجت إلى عبد الله بن الزبير ونزلت عند خولة بنت منظور بن زبانا زوج عبد الله بن الزبير وسألتها الشفاعة لها فى مواجهة زوجها الفرزدق وأما الفرزدق فنزل على حمزة بن عبد الله بن الزبير فوعده الشفاعة وتكلمت خولة فى النوار، وتكلم حمزة فى الفرزدق فنجحت خولة وربحت الجولة وأمر عبد الله بن الزبير ألا يقرب الفرزدق النوار ولم يترك الفرزدق الواقعة تمر دون أن يخلدها بشعر تتناقله الأجيال فقال:

أما بنوه فلم تقبل شفاعتهم وشفعت بنت منظور بن زبانا

ليس الشفيع الذى يأتيك متزرا مثل الشفيع الذى يأتيك عريانا

أقول قولى هذا وأدعو الله أن يكون شهر رمضان شهر خير وبركة وسعادة على نساء العرب أجمعين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية