x

إياد نصار: من يقول إن هدف «حارة اليهود» التصالح معهم «شخص غبى»

الجمعة 26-06-2015 11:31 | كتب: سعيد خالد |
إياد نصار فى لقطة من مسلسل حارة اليهود إياد نصار فى لقطة من مسلسل حارة اليهود تصوير : آخرون

أكد الفنان إياد نصار أن قصة الحب الرومانسية التى تجمع على وليلى، فى مسلسل «حارة اليهود»، ستكشف تحولات قوية خلال الحلقات القادمة، وأن العمل تاريخى فى قالب اجتماعى، ووصف نصار من يقول إن العمل يدعو إلى حب اليهود بأنه شخص «غبى»، وأن هذا الكلام لا يعنيه، موضحا أن المسلسل بدأ كمشروع منذ عامين، واحتاج لوقت كبير فى رحلة البحث الخاصة بالحارة المصرية فى هذا التوقيت والعلاقات الإنسانية فى الفترة ما بين عام 1948 وحتى 1954.

■ كيف ترى توقيت عرض المسلسل حاليًا؟

- عادة الأعمال التاريخية التى تتناول مرحلة تاريخية معينة، مثل «حارة اليهود»، تحتاج إلى بحث كبير للتوثيق لتفاصيل الحارة خصوصًا أن العمل يدور فى قالب اجتماعى وليس قالبا سياسيا، فإن الكاتب هنا يجب أن يراعى كل التفاصيل الموجودة فى هذه الفترة الزمنية، وبالتأكيد هذا ليس أمرا سهلا، وحينما تم الإعلان عن مشروع يحمل اسم «حارة اليهود»، منذ عامين تقريبًا كان الإعلان عن الفكرة وبداية البحث، لكن تفاصيلها لم تكن موجودة وقتها، وتحتاج لقراءات عديدة لدراسة مدى مصداقية ما تمت كتابته عن تلك المرحلة والاطلاع على كل المراجع سواء المتفق عليه وغير المتفق عليه، فعادة هذه الأعمال تستغرق وقتا وجهدا كبيرا فى كتاباتها خاصة مع كتاب يحترمون ما يقدمونه مثل مدحت العدل أو أسامة أنور عكاشة أو وحيد حامد، يرفضون الاستسهال وكتابة أى أحداث، ولهذه الأسباب تأخر المشروع فى الخروج إلى النور.

■ بأى مرحلة تحدث إليك مدحت العدل لتقوم ببطولة العمل؟

- منذ عام ونصف، تحدثنا وتناقشنا فى الفكرة، وبعدها لم يكن هناك داع لوجودى، بعد أن بدأ د. مدحت رحلة البحث والكتابة، وفى سبتمبر الماضى تحدث إلى وقال لى إن المشروع جاهز وسوف نصوره لرمضان 2015 وهو ما حدث.

■ كيف كانت التحضيرات للمسلسل ولهذه الفترة بالنسبة لك؟

- أولا المرحلة التاريخية التى تدور فيها أحداث المسلسل ما أسعفنى فيها أننى قرأت قراءة مفصلة حولها أثناء تصويرى مسلسل الجماعة، فلم أعد للقراءة فيها، وكنت ملما بها جدًا، وفاهمها، لكنى بحثت عن شكل العلاقات الإنسانية فيها وتركيبة شخصية «على» النفسية، والتأثيرات التى تحدث على الشخصية، وبعض التفاصيل التى لها علاقة بضابط الجيش، وشكل المرحلة.

■ هل حرصت على الحديث مع بعض الشخصيات التى احتكت بهذه الفترة؟

- هناك طرق متعددة فى البحث عن الشخصية، وليست كل الشخصيات التى يجسدها الممثل تتطلب منه الجلوس مع كاراكتر شبيه كمهنة، أنا واحد من الناس لا أؤمن بهذا الفكر، وأشعر أنه مجهود ضائع، يمكن أن أفعل ذلك إذا كان النص يركز على مهنة معينة وتفاصيلها، ولكن إذا كان العمل يتناول المهنة على هامش الكاراكتر، والجزء الإنسانى هو الأهم فليس هناك حاجة لذلك.

■ لذلك اتبعت مدرسة المنهج فى التعامل مع شخصية «على» كما تفضل؟

- المنهج تعنى التقمص الكاملة، وهناك بعض الشخصيات لا تتطلب من الممثل ذلك، أوقات يجب أن يقلل كمية التقمص ويكون أكثر وعيًا، بما يحدث حوله، واعتبرت «على» منهجا، به حالة تقمص، وفى رسم للشخصية مع مراعاة فكرة أننى ركزت جدًا على أن قصة المسلسل مطروحة فى إطار رومانسى مختلف عن الشكل العصرى الحالى، لأن الجمهور لديه صورة مرسومة من خلال الأعمال التى تناولت فترات مشابهة عن شكل الحالة الرومانسية وكنت حريصا على عدم كسرها، وأن تظل على نفس النمط، قدمت رومانسية الزمن القديم، بالكلمات والشعر المكتوب، والرسائل المكتوبة، ركزت على طريقة التعبير عن الحب فى هذه المرحلة.

■ هل كان لشخصية «على» أى تأثير على شخصية إياد نصار؟

- شخصية «على» أكثر بساطة، من سيد العجاتى فى موجة حارة، وحسن البنا فى الجماعة، ولم تحتج منى هذا النوع من المجهود، تطلبت فقط التركيز، لأن تركيبتها مختلفة وسوية، متصالحة مع نفسها، لا تعانى أزمة نفسية داخلية التى تلزم الممثل على التعايش معها وبالتالى تنعكس على سلوكه، فلم يكن لها أثر فى حياتى، غير أنها دفعتنى لأن أكون أكثر رومانسية.

■ كيف قرأت سيناريو د. مدحت العدل؟ وإلى أى مدى التزمت به؟

- النص هو جزء مهم من حالة بحثى، لكنى أعتبر الممثل مؤلفا بقراءته، لكنه مؤلف لا يخرج عن نص المؤلف الأساسى للعمل، طالما أنك ممثل ومتفق مع فكرة العمل حتى إذا قمت بتأليف جزئك وأنا هنا لا أقصد- تأليف حوار ولكن أضفت عليه بعض الكلمات مثلا لن تخرج عن خط المؤلف أو المعنى الذى يقصده، ومؤمن أيضا أن المخرج أيضًا مؤلف أخير، فلن يخرج الممثل عن النص، ولابد أن يكون كل عناصر العمل متفقة على مقولته، وبالتالى أى إضافات للممثل داخل السيناريو ستكون ضمن السياق، وإلا خلقت حالة اختلاف، وبالتالى فإن إضافاتى قد تكون بسيطة ولا تخرج عن السياق.

■ هل واجهت بعض الصعوبات أثناء التصوير؟

- بالتأكيد لا يوجد عمل يخلو من الصعوبات والمشاكل، لأن كل شخص لديه وجهة نظر والآخر لديه رؤية أخرى، دائما هناك هذا الخلاف، خصوصًا أن هذا هو التعاون الأول الذى يجمعنى بالمخرج محمد العدل، ونتفاهم داخل اللوكيشن، وهو شىء ليس سهلا، هو أكيد له مآخذ على بعض الأشياء تخصنى وأنا كذلك، لكن كلها موضوعية وليست شخصية وفى مصلحة العمل، والكل كان قلقا وحريصا على شكل نهائى يفيد الكل لأننى مؤمن بالبطولة الجماعية والفكرة.

■ ما التساؤلات التى يطرحها المسلسل؟ ولماذا قلت إنك مقتنع بفكرته؟

- أنا دائمًا ضد فكرة أن العمل الفنى رسالة، وأعتبرها كلمة تصطح العمل الفنى الذى لم ولن يكن مدروسًا، ولا يفرض على المتلقى أن يحب أو يكره شخصا أو فئة معينة، بمفهوم المدرس، وهذا ليس دوره ولا يستطيع أن يقوم بذلك، وبالتالى فإن من يتحدث بمنطق أن «حارة اليهود» هدفه أن نحب اليهود والتصالح معاهم فهو منطق «غبى»، وهذا ليس رأيا ولكنه علم، والمسلسل يتساءل هل صراعنا مع عدونا الأساسى هو صراع دين؟، وإذا كان صراع دين فلماذا كانت هناك حالة من الانسجام والتوافق المجتمعى وكانت الأولوية للوطن حينما كان اليهود جزءا من تركيبة الشعب؟ وإذا كان الصراع هو صراع دين فمن هو المستفيد؟، هل نحن أمام ضرورة وقف فكرة التصنيف على أساس الدين والطوائف؟ ونرى ما أوجه الاستفادة للعدو الصهيونى من هذا الصراع خصوصًا أن صراع الدين يتم الرهان عليه من الأطراف المستفيدة منه لأنه الصراع الذى لا ينتهى، وبالتالى فإن الإسرائيليين مستفيدون منه ويدعمونه ومهتمون باستمراره، لأن استقرار دولة إسرائيل قائم على استمرار النزاعات والصراعات حولها وليس معها، وما نريد أن نؤكد عليه أن صراعنا ليس صراع دين، وأن الدين الإسلامى حث على فكرة الانسجام والتوافق بين الأديان وأهل الكتاب واحترامهم، وأن الصراع مع كيان سياسى طماع يستثمر أى شىء حتى يورطك فى نزاعات حتى يستمر، لذلك لابد أن نتفهم الآخر سينتهى هذا الكيان وسيسقط مع سقوط الشىء الذى يغذى وجوده.

■ ما التصنيف الأقرب للمسلسل؟

- هو تاريخى بقالب اجتماعى، يتناول نسيج مجتمع فى المرحلة ما بين عام 48 وحتى 54، وهذه صعوبة العمل لأنك إذا كنت تتعامل مع خطوط تاريخية عريضة فإنها مفهومة، لكن التحرك فى الشارع بافتراض شخصيات وعلاقات إنسانية، كل منها تعبر عن منهج للتفكير، شخصيات تتحرك ليست ثابتة أو نمطية، لأن كل شريحة تعبر عنها شخصية داخل المسلسل هى تحولت من وإلى، من حب إلى كره، من كره إلى حب، من اعتدال إلى تزمت، من طبقة اجتماعية معينة لسقوط، وهذه السنوات شهدت تحولات سريعة ومناهج فكرية ظهرت بسرعة وأثبتت وجودها وأثرت علينا حتى الآن ونعانى منها فى المنطقة العربية وليس على مصر فقط، ومازالت متأثرة بقرارات تم اتخاذها فى هذه المرحلة التاريخية الحساسة جدًا.

■ ما شروطك لخوض أى تجربة؟

- أرفض اتباع سياسة الموضة فى اختيار أعمالى وأبحث عن التجارب التى لها طابع خاص، اختياراتى وشروطى تكون فنية، بمفهوم أنا هقدم إيه كفكرة، ويجب أن تكون متفقة مع قناعاتى.

■ هل ستستمر قصة الحب بين ليلى وعلى؟

- سيتحول الحب مع الصراع القائم إلى حالة حب محرمة، التى لا تصلح أن تستمر، بسبب اختلاف الدين وسيكون هناك مفاجآت عديدة فى الحلقات المقبلة.

■ كيف ترى ردود الفعل الداخلية والخارجية على المسلسل؟

- إذا لم أشارك فى أعمال غير عادية وتحرك أسئلة وتثير جدلا، وتختلف مع مجموعة، فسألجأ إلى أن أقدم إعلانات أو كليبات، لكنى أختار دائما الأصعب، والخطوات واضحة، تتناول فكرة مؤمن بها جدًا، أطرحها للتساؤل والنقاش، المتعنت فى تفكيره ولديه حكم مسبق لا يهمنى ولا أريده أن يشاهدنى، وهو ما اعتدت عليه خاصة مع مسلسل الجماعة، لكن من يمتلك فكرا متفتحا ويسمع الآخر أنا أحترمه حتى إذا لم يقتنع بفكرتى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية