باشرت نيابة حوادث جنوب الجيزة تحقيقاتها مع المتهم بقتل ابنة ليلى غفران وصديقتها نادين خالد فى شقة الأخيرة بالشيخ زايد، استمرت التحقيقات قرابة 8 ساعات، اعترف المتهم خلالها بتفاصيل الجريمة كاملة بعد أن أنكر فى البداية لمدة 5 ساعات متواصلة وحاول أن يؤكد لرجال النيابة أنه برىء من دم الضحيتين «هبة» و«نادين» وأنه سرق 400 جنيه وهاتفاً محمولاً فقط،
وتراجع المتهم عن إنكاره واعترف فى «80 دقيقة» بالتفاصيل وكيفية التخلص من الضحيتين، ولماذا خطط للجريمة، جرت التحقيقات بإشراف المستشار حمادة الصاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، والمستشار أسامة الأمير المحامى العام بالإنابة،
وباشر التحقيق وائل صبرى مدير النيابة ومحمد بدوى وكيل أول النيابة، وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهمة القتل العمد المقترن بالسرقة، وتبين أن النيابة لم تتلق نتيجة تحليل D.N.A للمتهم لمطابقتها بتحليل لبصمة مختلفة عن بصمة الضحيتين «نادين» و«هبة».
قال المتهم محمد السيد عبدالحفيظ عيساوى «20 سنة» إنه يقيم فى منطقة روض الفرج مع والديه و5 أشقاء وأنه يعمل حداداً فى منطقة السبتية وقد قرر سرقة بعض الشقق فى منطقة الشيخ زايد، وأضاف بأنه كان يحتاج إلى أموال لأنه يتعاطى بعض الأقراص المخدرة، وأنه «داخل» على عيد وفى حاجة لشراء ملابس وأقراص مخدرة، وأنه استمع لنصائح بعض زملائه فى منطقة روض الفرج بالتوجه إلى منطقة الشيخ زايد وسرقة فيلا أو شقة.
وأضاف المتهم اشتريت سكيناً وركبت «ميكروباص» وطلبت من قائده أن يتوقف عند هايبر(1) وتوجهت إلى «حى الندى» ومررت أمام بوابة الأمن دون أن يشاهدنى أحد، وكانت الساعة تقترب من الحادية عشرة مساء، دخلت إلى الحديقة، وانتظرت قرابة ساعتين بالقرب من شجرة، كنت أشعر بالخوف، لكن رغبتى فى السرقة والعودة بأموال جعلتنى أنزع الخوف وأقرر الاستمرار للوصول إلى هدفى.. لحظات وتوجهت إلى مسرح الجريمة، كنت أنوى دخول الطابق الأول، لكننى وجدته محاطاً بسور حديدى، وفشلت فى الدخول.
تسلقت إلى الطابق الثانى عبر السور الحديدى ودخلت عبر نافذة مطبخ الشقة واختبأت خلف «ستارة» فى المطبخ من الواحدة صباحاً حتى الخامسة فجراً، فى البداية كنت أسمع وأراقب صوت الفتاتين وشاباً معهما، وعند الثانية صباحاً، خرج الشاب من الشقة وهو يقول للفتاتين إنه سيلتقى بهما فى «الكلية» صباح الخميس انتظرت حتى دخلت كل فتاة إلى غرفة النوم.. كنت قد خلعت حذائى وكنت أتحرك على أطراف أصابعى، وصلت الساعة إلى الخامسة صباحاً..
خرجت إلى «الريسبشن» ووجدت 400 جنيه وهاتفاً محمولاً، وأخفيتها داخل ملابسى وبعد لحظات كنت أحاول سرقة «لاب توب» وامتدت يدى إلى أشياء أخرى فجأة استيقظت إحدى الفتاتين ـ يقصد هبة ـ وقبل أن تستغيث سددت لها طعنة نافذة بالوجه وواصلت طعناتى لها فى البطن والصدر والفخذ، وحاولت أن تقاومنى وتلقت ضربات منى على يديها، فوجئت بخروج الفتاة الثانية ـ يقصد نادين ـ وحاولت أن تستغيث، سددت لها طعنة فى جانبها الأيسر، هرولت إلى المطبخ لتحضر سكيناً، فسددت لها 4 طعنات نافذة بالظهر..
كانت هذه الفتاة قوية وتملك صحة جيدة جذبتنى بقوة وحاولت أن تغلق على باب الغرفة، فسددت لها طعنتين أخريين وسقطت على الأرض، كانت جريئة وخفت أن تستغيث مجدداً بالجيران، قررت أن أذبحها كنت لا أفكر.. أعتقد أننى كنت مثل المجنون.. كيف أذبح شخصاً.. كيف أذبح فتاة..
حاولت فصل رقبتها لأتأكد من وفاتها، خرج لسانها وأصابته طعنة بسكين دون أن أقصد. نسيت «المهمة الأصلية» التى حضرت من أجلها وهى السرقة، كنت أفكر كيف أهرب.. كان «نور الصباح» قد بدأ يفرض نفسه على المنطقة وضعت حذائى و«تى شيرت» ملطخاً بالدماء فى حقيبة بلاستيك وخرجت من نافذة المطبخ مثلما دخلت وخرجت مجدداً من السور الخارجى خرجت إلى الشارع الرئيسى سيراً على الأقدام واستوقفت «ميكروباص» وطلبت منه أن يوصلنى إلى منطقة روض الفرج بالقاهرة مقابل 50 جنيهاً.
عدت إلى منزلى، دخلت لأنام بعد أن تناولت الأفطار، وجدت منظر الدماء وشاهدت استغاثة الفتاتين تطاردنى والدماء لا تغيب عن عينى.. عصر اليوم نفسه ـ الخميس ـ التقيت صديقى «محمد درغام» أعطيته «الموبايل» الخاص بالضحية نادين لأننى كسرت هاتفه المحمول بطريق الخطأ قبل أسبوعين،
وتابعت عملى فى ورشة الحدادة فى الأيام التالية حتى حضر إلى رجال المباحث بإشراف اللواء مصطفى زيد رئيس مباحث أكتوبر والعميد جمال عبدالبارى والعقيدين عاصم أبوالخير وعبدالحميد أبوموسى وضبطوا «محمد» واعترف لهم أننى أعطيته الموبايل.
واستدعت النيابة صديق المتهم محمد درغام وأكد فى التحقيقات أن المتهم محمود سيد، كسر هاتفه المحمول منذ 3 أسابيع، وأنه كان يطالبه بأن يشترى له هاتفاً غيره وفوجئ به مساء الخميس يحضر له «موبايل» ويؤكد له أنه بديل لهاتفه، وأن المتهم لم يخبره أن الهاتف مسروق.