x

ياسر أيوب فضيحتنا مع فان بروكلين ياسر أيوب الأربعاء 24-06-2015 21:27


الهدف الذى أحرزه مجدى عبدالغنى فى مرمى فان بروكلين من ضربة جزاء تعادلت بها مصر مع هولندا فى نهائيات مونديال 1990.. لم أقرأ عنه فى صحف أو مواقع رياضية ولم أشاهده لاحقا فى برامج تليفزيونية أو عبر اليوتيوب.. وإنما شاهدته لحظة تسجيله حين هبطت عدالة السماء فى استاد باليرمو، كما قالها محمود بكر سعيدا وصارخا ومنفعلا..

وعشت بنفسى هذا الهدف وفرحته واحتفال الملايين به وقتها، وكتبت عنه وأعدت صياغة ما كتبه مراسلو الأهرام فى أحياء القاهرة وأقاليم مصر عن هذا الهدف عقب انتهاء المباراة مباشرة بعدما كلفنى أستاذى إبراهيم حجازى بالإشراف على صفحات الرياضة وأنا فى سنتى الأولى فى الأهرام أتعلم من أساتذتى حسن المستكاوى ونبيل عمر ونصر القفاص ومحمد سيف وأسامة إسماعيل..

وكلها أمور لا يمكننى نسيانها أو تجاهلها مهما مضت السنون، ومهما أدركنا فيما بعد أن ما احتفلنا به بكل تلك المبالغة كان مجرد تعادل فى مباراة، وليس تخطى الدور الأول مثلا أو تحقيق انتصارات حقيقية كتلك التى حققتها منتخبات عربية وأفريقية.. ومن حق مجدى عبدالغنى أن يبقى سعيدا وفخورا بهذا الهدف، وأن يتحدث عنه طوال الوقت..

ومن حق أى شركة أيضا استثمار هذا الهدف فى أى إعلان يلفت انتباه الجميع.. إلا أن حق مجدى عبدالغنى الإنسانى والطبيعى وحق الشركات التجارى والتسويقى تم إفسادهما كالعادة بالزج بفان بروكلين، كأن يتم اختلاق حديث أو تصريح له عن ضربة الجزاء ومجدى عبدالغنى أو حتى الاستعانة بشخص آخر يقوم بدور فان بروكلين.. ولسبب أجهله لم يبق الأمر مقصورا علينا وعلى حماقاتنا وسذاجتنا كشأن داخلى لا يخص أحدا سوانا.. لكننا بدون أى مناسبة أو ضرورة جرينا لنسأل فان بروكلين شخصيا عن رأيه.. وحتى بعد ذلك كله، كان هناك من امتلك الجرأة والقدرة على تأليف كلام جديد وينسبه إلى فان بروكلين.. ثم يكون هناك من يجرى بعدها للرجل ليتأكد من كذب تلك التصريحات الصحفية المصرية..

وبالطبع كان من حق الرجل أن يبدى استياءه وضيقه من كل ذلك ويؤكد دهشته من قدرة المصريين الفائقة على اختلاق واختراع كل هذه الأكاذيب.. وأنا بالفعل لا أفهم لمصلحة مَنْ تجرى بكل همة وحماسة ونشاط محاولة تشويه صورة الإعلام المصرى وإظهار مدى تخلفنا وعدم جديتنا أو مهنيتنا وجرينا وراء كل ما هو ساذج وزائف.. لا أعرف من الذى ألومه بالتحديد، لأنها أزمة لم تعد تخص شركة بعينها أو نافذة إعلامية محددة..

إنما باتت ثقافة مجتمع بأكمله بشركاته وإعلامه وإعلاناته.. مجتمع لم يكتف بأى فضائح له، داخلية ومحلية، وإنما سارع مجتهدا لنقل تلك الفضائح خارج الحدود ووراء البحر، حتى يتمكن آخرون من استغلال تلك الحماقات فى قضايا أخرى أهم وأخطر.. وسيستندون إلى ذلك حين يتهمون الإعلام المصرى من جديد بأنه إعلام كاذب وعشوائى، لا يفكر ولا ينوى ذلك مستقبلا أو حتى على استعداد لاحترام من يملك العقل ولايزال قادرا على التفكير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية