x

شيخ الأزهر: عدالة الصحابة ليست من اختراع أهل السنة

الأربعاء 24-06-2015 15:18 | كتب: أحمد البحيري |
الدكتور أحمد محمد الطيب ، شيخ الأزهر ، خلال لقاءه بالدكتور نجيب جبرائيل ، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان ، القاهرة , 24 مارس 2010 الدكتور أحمد محمد الطيب ، شيخ الأزهر ، خلال لقاءه بالدكتور نجيب جبرائيل ، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان ، القاهرة , 24 مارس 2010 تصوير : أدهم خورشيد

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن صحبة النبي (ص)، لها فضل كبير، وهي تقتضي أن عدالة الصحابة، لم تكن من اختراع أهل السنة والجماعة ولا من استنباط عقولهم، وإنما أخذا من نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، حيث قال الله تعالى في حقهم: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِى اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».

وأوضح الطيب، في تصريحات الأربعاء، أن الصحابة اكتسبوا هذا الفضل والتعديل بتعديل الله تعالى لهم وثنائه عليهم، وكذلك ثناء رسوله (ص)، فعن أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابِى، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أن أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أحد ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ»، وكان ابن عمرَ- رضى الله عنه- يَقُولُ: «لا تَسبُّوا أَصحابَ مُحَمَّدٍ فَلمقَامُ أَحَدِهِم سَاعَةً خَيْرٌ مِن عمل أحدكم عُمرَه» وفي رواية: «خيرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ أَرْبَعِينَ سَنَة»؛ أى: أن ساعة إلى جوار النبي (ص)، أفضل من عبادة أي واحد آخر لم يجلس مع النبي (ص)، أو يصحبه من التابعين أو من تابعي التابعين حتى لو عمل أعمال الخير طول العمر.

وتابع: «كان الإمام أحمد بن حنبل- رضى الله عنه- يقول: (إن أدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لَقُوا الله بجميع الأعمال)، ويقول الإمام النووى: (وفضيلة الصحبة ولو للحظة لا يوازيها عمل، ولا تنال درجتها بشىء، والفضائل لا تنال بالقياس، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)؛ فهذه الصحبة لا تنال بعمل، وإنما فقط تنال بالجلوس إلى جوار النبي (ص) ولو للحظات».

وأضاف شيخ الأزهر أن الفضائل لا تؤخذ بالقياس، فلا يقال «إن هناك من بعض المسلمين مَن جاء بعد صحابة رسول الله (ص) وطال عمره وحسن عمله، فهو أفضل من بعض الصحابة الذين قصرت أعمارهم وقلت أعمالهم، فالعقل والقياس يقول إن صاحب هذا العمل الكبير من حيث الفضل والخير، هو الأفضل، لكن الأمر ليس كذلك، فعمل الصحابي الذي صاحب النبي (ص) ساعة أفضل من أي عمل آخر، ولا يخضع للقياس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».

وأكد أن البعض قد جانبه الصواب في فهم حديث اشتياق الرسول (ص) لإخوانه الذين لم يأتوا بعد، ويقيس أن الصحابة كان بينهم النبي (ص) يأمرهم ويهديهم، ونحن الآن بمفردنا، ولذا فإن عملنا قد يعادل عمل الصحابة أو يفوقهم في الدرجة، مطالبا الذين يقولون هذا الكلام أن يتنبهوا إلى أن الأفضلية لا تأتي بكثرة العمل ولا تؤخذ بالقياس، وإنما هناك أفضلية خاصة بالصحابة يفضلون بها غيرهم، فهم الذين رضي الله عنهم، وتاب عليهم ليتوبوا، وهم الذين كانوا يبذلون أرواحهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله ونصرة محمد (ص)، فمن أين تصح المقارنة بيننا وبين الصحابة رضوان الله عليهم؟!، فهذا كلام غير منطقي وغير علمي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية