x

جمال الجمل الغيطاني والإخوان وتقليص رمضان (3 آهات) جمال الجمل الإثنين 22-06-2015 03:13


(1)

فرحت بجائزة جمال الغيطاني في زمن عزت فيه الفرحة، وعندما اتصلت به مهنئا، فرحت بصوته الشبابي، ومشاعره الحلوة، وزهور الود التي تزهر في عباراته.

لا أحب صفات الأديب الكبير، وآخر الأدباء المحترمين، والزمن الجميل، برغم ما فيها من تودد وإطراء نحتاجه في هذه الأيام الخشنة، وأظن أن الغيطاني نفسه لايحب مثل هذا التبجيل المصطنع ولا يحتاجه.

كنت أتصور أن الأديب هو مايكتبه وفقط، لكننا عشنا لنتعلم أن الأديب أيضا هو ما يقرأه الناس، ومايفهمونه، وما يهتمون به، ولما وصل بنا الحال إلى إعدام القراءة، فإن الأدب صار شمسا ساطعة داخل قمقم مدفون في أعماق الجهل والتسطيح، والأديب صار نافورة كلام «تطري القعدة» في أسواق الفضائيات، والقارئ صار مسخا مهددا بالانقراض، بعد حبسته جنية الإعلام الشريرة داخل صندوق من الزجاج الأسود (يسمونه التليفزيون)، وظلت تضغط الصندوق لتخنق بداخله أي مساحة حرية أو تنفس لذلك القارئ.

جائزة الغيطاني (سواء جاءت في موعدها أو تأخرت كثيرا) ليست هي الموضوع، الموضوع في الكتابة والقراءة، في النقد والنقاش، الموضوع في الثقافة.

أين الثقافة؟.. أين المثقف؟

من العبث أن أسأل ليرد صدى صوتي بالإجابة!

أنا انتظر من يجيب، أنتظر من يهتم بتلك الشمس التي يحبسها الجهلاء في قاع الظلام، بذلك الألق الذي يجلو الصدا عن المجتمعات.. بالعقل، والإبداع، والخيال الحر، والنقاش المفتوح.

آه من تراجع الثقافة.

(2)

تنتشر الأخبار عن مسؤول جزائري يطالب بتلخيص رمضان إلى 13 يوما فقط، وتتنافس العناوين في التضخيم والتصعيد والبحث عن أكبر قدر من الدهشة والغرابة، يقولون أن الرجل معارض سياسي، رئيس حزب علماني، ثم وزير أوقاف، ثم زعيم جزائري مرة واحدة، والحكاية ببساطة أن رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية السابق سعيد سعدي كتب تدوينة على الانترنت (وليس بيانا كما نشر)، استظرف فيها بخصوص طول نهار رمضان، معتبرا أن المسلم يصوم في الصيف ضعف اليوم الذي يصومه في الشتاء، وطالب بما اسماه «الصوم الذكي» عن طريق حساب متوسط لعدد ساعات الصيام، كما يحدث في ساعات العمل!

الأمر ليس أكثر من استظراف غير موفق في نهار رمضان، لكنه ليس كلاما جادا، ولا بيانا يستحق النشر، لكن الإعلام الذي لا يهتم إلا بالرجل الذي عض كلب، لم يتذكر السعدي حتى والكلاب تعضه بسبب مواقفه السياسية الصدامية التي وصلت ذات مرة إلى اتهام رئيس الجمهورية السابق أحمد بن بيللا بأنه عميل للمخابرات المصرية، واتهامه القيادي في حركة التحرير ميصالي الحاج بأنه خائن وعميل للاحتلال الفرنسي، ووصفه بأنه مثل الجنرال بيتان الذي حكم فرنسا لصالح النازي!.

المؤسف أن الإعلام الذي يعتمد على النقل بلا عقل قرأ عبارة: «طالب السعدي وزير الأوقاف الجزائري بكذا..» على أن السعدي هو الوزير وليس المطالب، وما بني على نقل فهو عين الجهل، وابتذال للقراءة والكتابة.

آه من طغيان النقل

(3- أ)

مليون موقع وصفحة تواصل اجتماعي تتحدث عن فشل السيسي (أثناء زيارته الأخيرة إلى ألمانيا) في توقيع أي اتفاقيات، فقد نجح الإخوان في إحراجه، وهتفت البنت الإخوانية في المؤتمر: قاتل.. نازي، واستظافتها اشهر برامج التوك شو، وانبهر الألمان بقوة موقف الإخوان، وعاد السيسي ووفده الشعبي مدحورا مكسور الوجدان.

(3- ب)

نفس المليون موقع وصفحة تواصل اجتماعي تتحدث عن نجاح السيسي في السيطرة على الألمان وتجنيدهم بتوقيع اتفاقية سرية مخصوصة للقبض على مذيع «الجزيرة» المنتمي للإخواني أحمد منصور، الذي ظهر في فيديو من مقر احتجازه يؤكد ذلك (لا أقول يخمن أو يرجح). الإعلامي المحترف يؤكد بلا استناد لأي مصدر ما نفاه هو وجماعته، وهللوا ضده من قبل.

آه من غياب العقل

جمال الجمل

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية