x

محمد كمال أيهما أفضل لنا.. هيلارى كلينتون أم جيب بوش؟ محمد كمال الأحد 21-06-2015 21:43


أعلن جيب بوش الحاكم السابق لولاية فلوريدا عن ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية التى سوف تجرى فى نوفمبر من العام القادم، وقبله بعدة أيام أعلنت هيلارى كلينتون عن ترشحها هى الأخرى لمنصب الرئيس.

هيلارى كلينتون لا تواجه منافسة حقيقية داخل حزبها الديمقراطى، ومن المتوقع أن تكون مرشحة هذا الحزب فى الانتخابات الرئاسية فى مواجهة مرشح الحزب الجمهورى والمرجح أن يكون جيب بوش، وهو ابن الرئيس السابق جورج بوش الأب، وأخو الرئيس السابق جورج بوش الابن.

السؤال الذى بدأ البعض يطرحه هو: أيهما أفضل للعرب ولمصر؟ وكيف ستكون سياسة كل منهما تجاه الشرق الأوسط؟

السياسة الخارجية لهيلارى كلينتون ستكون امتدادا للكثير من سياسات باراك أوباما، حيث إنها كانت وزيرة خارجيته من يناير ٢٠٠٩ إلى فبراير٢٠١٣، وخاصة الاهتمام بالمحور الآسيوى، والذى يتضمن تخفيض الدور الأمريكى بالشرق الأوسط وزيادته بآسيا، وستترتب عليه أيضا اللامبالاة بالصراع العربى الإسرائيلى.

بالنسبة لإيران، فالأمر سيتوقف على إمكانية التوصل لاتفاق نهائى بشأن برنامجها النووى فى نهاية هذا الشهر. هيلارى سوف تؤيد الاتفاق وتسعى للمزيد من التقارب مع إيران لو أصبحت رئيسة، ولكن الفشل فى التوصل لاتفاق قد يدفعها لأخذ مواقف عدائية من إيران، خاصة أن المرشحين الجمهوريين سيجعلون الاتفاق مع إيران قضية انتخابية.

أما بالنسبة لمصر، فمن المتوقع أن تشهد العلاقة تحسنا طفيفا فى عهد الرئيسة هيلارى كلينتون عما هى عليه فى الوضع الحالى مع الرئيس أوباما، والذى مازال أسيرا للأفكار التى تبناها خلال ما يعرف بمرحلة الربيع العربى. هيلارى كانت أكثر تحفظا بالنسبة لوصول الإسلاميين للحكم وخاصة فى مصر، وحذرت من عواقب ذلك. ولكن ستخضع هيلارى أيضا لبعض ضغوط المنظمات ومراكز الأبحاث الليبرلية التى تعطى أولوية لقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان فى العلاقة بين البلدين.

جيب بوش لم يبلور بعد رؤية متكاملة للسياسة الخارجية، ولكنه اتهم إدارة أوباما بإضعاف دور الولايات المتحدة فى العالم وعدم الوقوف مع حلفائها وتقوية أعدائها. جيب بوش تحدث عن تبنى دور أمريكى أكبر، وزيادة الإنفاق العسكرى، ودعم التواجد الأمريكى بالعراق، ومعارضة الاتفاق النووى مع إيران، كما دعا لجهد أكبر لمواجهة تنظيم داعش.

وبالنسبة لمصر فقد انتقد صراحة موقف إدارة أوباما منها، ودعا لتقديم دعم أكبر لها وخاصة فى مواجهة الإرهاب. ومن المتوقع أن تتحسن العلاقات المصرية الأمريكية فى عهد الرئيس جيب بوش.

ثلاث ملاحظات أخيرة، الأولى أنه أيا كان من سيفوز بالرئاسة الأمريكية فإن الشرق الأوسط لن يحتل أولوية بالنسبة له، وتراجع الاهتمام الأمريكى بالمنطقة أصبح حقيقة واقعة. ثانيا، تفضيل بعض المحللين العرب لفوز جيب بوش فيه بعض المبالغة، ويذكرنى بالترحيب العربى السابق بانتخاب أخيه جورج بوش، والذى قام بعد ذلك بغزو العراق ويعد أحد المسؤولين عن الحالة التى وصل لها العالم العربى اليوم. جيب بوش أعلن أن مستشاره الأول بالنسبة للشرق الأوسط سيكون أخاه جورج!! وأخيرا، على مصر والدول العربية تقوية شبكة التحالفات العربية، وتوسيع دائرة خياراتها الدولية، وتعزيز الانفتاح نحو الأقطاب الأخرى مثل روسيا والصين، بما يدعم مصالحنا، ويحقق توازنا فى العلاقة مع الولايات المتحدة أيا كان رئيسها القادم.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية