200 جنيه وشارك فى فرحة مصر سامي عبد العزيز السبت 20-06-2015 21:43

ذهبت لكى أجدد جواز سفرى. أقبل علىَّ العميد أحمد حلمى، بإدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية، مُرَحِّباً، وحكى لى قصة ابنه. هذا الابن دخل على أبيه بيده 200 جنيه، هي مقدار ما حوَّشه في حصالته، قائلاً لأبيه: إننا إذا لم يكن لنا حظ المشاركة في أسهم حفر قناة السويس الجديدة، فأنا أتمنى أن أشارك في رقم الحساب 682015 الذي أعلن عنه الفريق مميش، للمشاركة في احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة، فما كان من الأب إلا أن أضاف لابنه ملفاً آخر لكى يذهبا معاً لوضعه في الحساب.

قصته حقيقية تعكس معانى عديدة، فهى تعكس إحساس الشعب- حتى أطفاله- بعظمة هذا الإنجاز الكبير. تعكس رغبة الكل في الطبطبة على ظهر كل عامل تساقطت حبات عرقه، واحترق لون بشرته من العمل الجاد المتواصل. تعكس تطلع الناس لكى يشاهدوا القناة الجديدة وقد انطلقت فيها أكبر سفن وحاويات العالم لتجنى خيرا وفيرا لمصر. تعكس أولا وأخيراً ثقة هذا الشعب في مَن خطط ونفذ وأدار. ثقته في مَن وجه النداء لكى يكون المشروع مصريا من الألف إلى الياء. إننى- كشاهد عيان، والله على ما أقول شهيد- أقول إن كل الوفود الأجنبية التي تزور هذا المكان لا تستطيع أن تخفى مشاعر دهشتها وإعجابها من هذا الإنجاز غير المسبوق. لقد كشفت الدراسة التحليلية، التي أعقبت أول مؤتمر صحفى، أنه حين تبين للعالم حجم الأرقام القياسية التي أعلنها الفريق مميش، فإن النظرة التشكيكية أو المعادية تراجعت.

فما بالنا حتى يأتى يوم 6 أغسطس ويرى العالم كله الرئيس السيسى وهو يعلن افتتاح قناة السويس الجديدة. من هنا أقول وعدنا نشارك شعبنا فرحة بإنجازه في شق القناة الجديدة في هذا التوقيت القياسى. يا كل أب خذ ابنك- ولو بجنيه- وابْنِ بداخله الإحساس بالفرحة، بالفخر، بإنجاز بلده لمستقبله هو وأقرانه. يا كل شاب خذ شلتك وضع ما تقدر عليه في قناة السويس، ليس لنا نحن كبار السن، ولكن لك ولأبناء جيلك. أما عن رجال الأعمال الوطنيين، فهل لسلوك الطفل تأثير عليكم لكى تضربوا المثل والقدوة في المشاركة في أجمل حدث لن يتكرر في تاريخ مصر؟ قناة السويس الجديدة ليس مجرد مجرى مائى، إنها مجرى حياة لشعب جبار.