أزمة جديدة تسبب فيها «مقص الرقيب» داخل ماسبيرو بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل «ظرف أسود» و«تحت السيطرة»، حيث تم حذف عدد كبير من المشاهد، وصلت مدتها إلى 10 دقائق في «ظرف أسود» وبالتحديد المشاهد التي تضم ضابط شرطة لديه علاقات غير مشروعة، بينما اقتصر الحذف في «تحت السيطرة» على مشاهد الاستحمام، وطريقة تعليم أخذ حقنة الماكس.
أيمن مدحت مؤلف «ظرف أسود» قال لـ«المصرى اليوم» في تصريحات خاصة: إن حذف هذه المشاهد أخل بالسياق العام للمسلسل، ولا أعلم لماذا تم حذف هذه المشاهد، ومنها مشهد خروج البطل من السجن متوجها إلى منزله، فوجئ بأن شخصا موجودا في منزله مع زوجته، وهذا الشخص ضابط، وأنا هنا لا أسىء إلى وزارة الداخلية ولا يوجد أي إسقاط سياسى، فمن الممكن أن يكون هذا الشخص طبيبا أو صحفيا أو خلافه، فهل كان سيطبق نفس الوضع لو حدث ذلك، كما يوجد نموذج آخر في المسلسل عن الضابط الصالح المقدم «شريف» والذى يجسد شخصيته «إسماعيل شرف»، هذا بخلاف مشاهد لخناقة البطل في قسم الشرطة، ومجموع هذه المشاهد يصل إلى 10 دقائق في الحلقة الثانية.
وأضاف: بعد أن شاهدت المشاهد المبتورة سارعت واتصلت بمخرج العمل شقيقى أحمد مدحت وسألته عن المسؤول عن الحذف فقال: التلفزيون المصرى، وبشكل شخصى لا أعتقد أن الحذف جاء بناء على أوامر من وزارة الداخلية مطلقا بينما من موظف فضل أن يبادر بالحذف دون أي تفكير، ويوجد مشهد آخر تم حذف جملة منه وهو لصلاح عبدالله عندما كان يشرح في محاضرة بكلية الحقوق عن مبادئ المرافعات وكيف يساند المحامى موكله، سواء كان ظالما أو مظلوما، فرد عليه طالب ملتحٍ قائلا: وهل أخالف ضميرى، فقال له «الجنائى كافر» وهذه الجملة من وجهة نظره ولا توجد بها أي إهانة للمحامين وبالرغم من ذلك تم حذفها، ولا يعقل أيضا أن يكون شخصا متربيا في بيئة شعبية وطريقة كلامه مختلفة ويتم حذف كلمة «يا روح أمك» بالرغم من أنه لفظ طبيعى يقال في مثل هذه المناطق.
من جانبه قال أسامة بهنسى نائب رئيس القنوات المتخصصة لـ«المصرى اليوم» إننا لا نتدخل مطلقا في الحذف لأن المسلسل دخل التلفزيون عن طريق القطاع الاقتصادى وبعدها يتم تحويلها إلى الرقابة قبل تسليمنا الحلقات، والرقابة تقوم بدورها الطبيعى بحذف أي شىء خادش للحياء أو يسىء للمجتمع لأننا مختلفون عن السينما وندخل كل بيت، وتلفزيون الدولة لابد أن يراعى الذوق العام، وهذا لا يؤثر مطلقا على من ينادون بحرية الإبداع وخلافه، فهناك أسس وقوانين لابد أن تطبق وأن نلتزم بها لأنها في صالح المشاهد أولًا، والرقابة لا تتعنت ضد شخص أو مسلسل بعينه بل تتعامل مع الجميع بنفس الطريقة، ولو هذه المشاهد صالحة للعرض لما تم حذفها، فسبق أن عرض التلفزيون عشرات الأعمال دون أن يتم حذف جملة واحدة أو حتى كلمة، مثل ليالى الحلمية وخلافه.
وعن مشاهد تحت السيطرة قال: أعتقد أن الرقابة لم تخطئ عندما حذفت مشاهد رأتها غير صالحة للمشاهدة مثل الاستحمام وطريقة أخذ الحقنة تفصيلا، خاصة لأنها لن تخل بالسياق الدرامى للمسلسل.