قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بوزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، تناول كل قضايا العلاقات الثنائية، مضيفا أن هناك ارتياح لمستوى التعاون بين البلدين، وأهمية استمرار العمل لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تتسم بالرغبة المشتركة لاستمرار التواصل بين الجانبين.
وأوضح شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، السبت، أن التحديات في المنطقة تستوجب مزيدا من التنسيق والتعاون للتغلب عليها، وتابع: «نشعر بالقلق إزاء عملية السلام، والوزير الفرنسي يأتي إلى القاهرة للتواصل مع اللجنة العربية، لإيجاد رؤية لاستئناف العملية السلمية، وتنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وإنهاء الصراع، وإقرار الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن حل الدولتين لا زال هو الذي يبشر باستقرار المنطقة، في إطار التواصل مع أطراف المبادرة العربية والشركاء الدوليين، ومنهم فرنسا، لمعاونة الأطراف على استئناف المفاوضات فيما بينهما لتنفيذ حل إقامة دولتين».
وحول ما إذا كانت مبادرة السلام العربية مطروحة على طاولة المفاوضات لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من عدمها، أشار وزير الخارجية إلى أن المبادرة لا تزال محل تأييد من الدول العربية، ويتم التأكيد عليها في مقررات الجامعة العربية، لأنها تشمل أطر حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، التي يتوافق عليها المجتمع الدولي والشرعية الدولية في إطار مجلس الأمن وغيره.
وأضاف شكري أن المبادرة العربية هي أحد عناصر إقرار الاستقرار والأمن في المنطقة، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية، وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حق العودة وحقه في القدس.
وحول مدى قبول مصر والدول العربية بقيام دولتين فلسطينية وأخرى إسرائيلية يهودية كما يدعو لذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال شكري إن مصر والدول العربية تدعم حل الدولتين، والإطار التفاوضي هو الذي يتم من خلاله حل القضايا التي تطرح من الجانبين وباتفاقهما من خلال المفاوضات المباشرة، ما يستدعي تفاعل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لحث الجانبين على المضي قدما في المفاوضات، وصولا إلى الاستقرار والتسوية وتحقيق الضمانات التي يوفرها المجتمع الدولي لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ليصبح واقعا ملموسا.
من جانبه، أكد فابيوس أن فرنسا تبحث عن السلام في المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الرسالة التي توجهها فرنسا هامة للغاية، ولفت إلى أن مباحثاته مع وزير الخارجية والرئيس السيسي تطرقت إلى العلاقات الثنائية، والعمل من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية في مصر.
وأوضح أن المباحثات تناولت القضية الفلسطينية التي تعتبر أحد الأهداف الرئيسية لزيارته، مشيرا إلى أنه عرض 3 افكار رئيسية، تتمثل في بذل كل الجهود كي تستأنف الأطراف المعنية عملية المفاوضات من أجل التوصل إلى سلام شامل، واكد أن الهدف الأساسي هو دفع الأطراف المعنية بالمفاوضات من أجل أن تصنع السلام بنفسها.
وتابع: «الفكرة الثانية تتمثل في أن يكون هناك مواكبة دولية لهذه المفاوضات التي بدأت منذ 40 عاما ولم تؤد إلى نتيجة حتى الآن»، مشيرا إلى أن فرنسا تهدف إلى مشاركة الدول العربية والمجتمع الدولي في إنجاح المفاوضات.
وأوضح أن الفكرة الثالثة تتمثل في ضرورة الاستماع لكل ردود أفعال كل الدول والمنظمات والهيئات الدولية حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية، حتى يتم التوصل إلى قرار نهائي في مجلس الأمن حول هذا الملف، ولا يتم الاعتراض عليه من خلال استخدام حق الفيتو.
وأشار الوزير الفرنسي إلى خطورة الاستمرار في المراوغة في الوقت الذي تشتعل فيه المنطقة، موضحا أنه سيلتقي ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ثم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، للاستماع إلى رؤيتهم حول دفع جهود السلام.
وشدد فابيوس على أن مصر لها دور هام جدا في هذا السياق، لأن لها علاقات قوية بكل الأطراف، ويمكنها أن تلعب دورا متوازنا في هذه القضية.
وأوضح أن استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أمر هام، وإلا لن يحدث تقدم، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يعد فيه أمن إسرائيل هام للغاية، إلا أن توسع الاستيطان يعني تراجع حل الدولتين، ولفت إلى أنه سيتحدث مع نتنياهو وأبومازن حول رؤيتهما لهذا الأمر.
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن المباحثات مع الرئيس السيسي، تناولت أيضا الأوضاع في ليبيا وسوريا والملف النووي الإيراني وملف التغير المناخي.
وأوضح أنه أكد للرئيس السيسي حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس المقبل، كما أكد له التزام فرنسا بكل الاتفاقيات العسكرية التي تم توقيعها وتسليمها في الوقت المحدد.