ولد نابليون بونابرت في سنة ١٧٦٩ بجزيرة كورسيكا، بعد عام من انضمامها لفرنسا في أسرة كانت في الأصل من نبلاء إيطاليا، والتحق وهو في التاسعة من عمره بمدرسة عسكرية فرنسية، وتخرج فيها سنة ١٧٨٤ ليدخل الكلية الحربية الملكية في باريس حيث أنهى دراسته في عام واحد بدلا من عامين نظرا لنبوغه وذكائه.
بدأ حياته العملية وهو في السادسة عشرة، وخاض الكثير من المعارك التي انتصر فيها، وبعد فشل حملته على مصر عاد إلى فرنسا وأعلن نفسه قنصلا لمدة عشر سنوات ثم لُقب بـ«الإمبراطور» عام ١٨٠٤، ودخل الحرب مجددا في ١٨٠٥ ضد أعظم ثلاث قوى، وهي بريطانيا والنمسا وروسيا.
لعب نابليون دورا مهماً في الدفاع عن الثورة الفرنسية ضد أنصار الملكية، كما أثبت مقدرة عسكرية فائقة في الحروب التي خاضها ضد النمسا وروسيا وبريطانيا وبروسيا وغيرها من الدول، حيث حقق انتصارات باهرة في ٤٠ منها، حتى إن البعض قارنه بالإسكندر الأكبر ويوليوس قيصر.
وتعد الحملة التي قام بها نابليون على روسيا عام ١٨١٢ هي بداية النهاية لهذا القائد الكبير، وقد توفي من رجاله في روسيا نحو ٢٥ ألفا، وكان لهذه المعركة أثر سلبى بالغ على الجيش الفرنسي، وكانت قد تمت تنحية نابليون عن العرش بعد دخول قوات الأعداء باريس عام ١٨١٤، ونفي إلى جزيرة ألبا.
عاد إلى فرنسا عام ١٨١٥ ليتولى الحكم، إلى أن هُزم في معركة واترلو ونفى لجزيرة سانت هيلينا، إلى أن توفي هناك في الخامس من مايو ١٨٢١، وقيل إنه مات بسرطان المعدة ميتة مدبرة بإدخال الزرنيخ في طلاء غرفته.
أما عن معركة واترلو ذاتها فقد اندلعت «زي النهاردة» في ١٨ يونيو عام ١٨١٥ في واترلو في بلجيكا جنوب بروكسل، وكانت آخر المعارك التي خاضها نابليون، وفصل الختام لتاريخه العسكري الحافل بالانتصارات، فعلى قدر الأمجاد كانت الهزيمة الثقيلة في هذه المعركة التي فرضها نابليون على خصومه الحلفاء بعد فراره من منفاه في جزيرة ألبا، واضطر أعضاء مؤتمر فيينا لإنهاء المؤتمر والتفرغ لحرب نابليون، فوصلت إلى بلجيكا مباشرة جيوش إنجلترا وروسيا، لمواجهة جيوش فرنسا.
ورغم أن نابليون أوقع في صفوف أعدائه خسائر فادحة فإن المعركة انتهت بهزيمة ثقيلة له وانتصار بريطانيا وهانوفر وهولندا وألمانيا.