x

«المسحراتي» خليفة بلال بن رباح يؤذن للصوم (بروفايل)

الأربعاء 17-06-2015 21:42 | كتب: عاطف عبد العزيز |
المسحراتي. المسحراتي. تصوير : اخبار

بجلباب فضفاض وطاقية أو طربوش، وطبلة صغيرة ينقر عليها بانتظام، ومسبحة مميزة، يجوب «المسحراتي» الشوارع والميادين في كل المحافظات، يردد أدعية أو ابتهالات دينية لإيقاظ الأهالي لتناول السحور كل يوم طوال شهر رمضان، وهي المهنة التي لم تقضي عليها وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتتوارثها الأجيال طلبًا للثواب في الشهر الفضيل.

اصحى يا نايم وحد الدايم

وقول نويت بكره إن حييت

الشهر صايم والفجر قايم

اصحى يا نايم وحد الرزاق

...

المسحراتي.

هذه الكلمات جزء من أبيات الشاعر الراحل فؤاد حداد التي أداها الفنان سيد مكاوي منذ عدة سنوات ببراعة جعلت منه «المسحراتي» الأول في مصر حتى الآن، حيث تحرص الإذاعة المصرية على إذاعة أغاني السحور بصوت سيد مكاوي عامًا بعد الآخر.

كان الصحابي الجليل بلال بن رباح مؤذن الرسول أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي، وهي المهنة التي قاسمه فيها الصحابي الضرير عبدالله بن أم مكتوم، حيث كان المسلمون يعرفون وقت السحور من آذان «بلال»، ووقت المنع بآذان «ابن أم مكتوم».

ومثلما عرفت مدينة رسول الله المهنة منذ فجر الإسلام، عرفت مصر «المسحراتي» منذ القدم، وكان أول من عمل بالمهنة بالقاهرة هو عنتبة بن إسحاق، والي مصر فى عهد الخليفة المنتصر بالله العباسى، حيث كان ينزل إلى الشارع سيرًا على قدميه، ليطوف أحياء مصر القديمة، حتى يصل مسجد عمرو بن العاص.

حافظ «المسحراتي» على تواجده وتوارثت الأجيال المهنة منذ أن بدأها بلال بن رباح إلى يومنا هذا، وإن تطورت في بعض الأحيان وأزدهرت في عصور وتراجعت في أخرى لأسباب مختلفة.

تطورت مهنة المسحراتي في العصر العباسي، حيث كانت نساء بغداد يلقين بأوراق فيها قطع من النقود من الشرفات، ويحرقن أطرافها، فيرى «المسحراتي» القناديل الصغيرة تهبط من الشبابيك، فيسرع إليها، ويدعو لأهل البيت.

وفي عصر الفاطميين، أمر الخليفة، الحاكم بأمر الله، عماله فى الأقاليم بإيقاظ الناس، للسحور بالطرق على الأبواب وعلى الطبول في الشوارع، كما كان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا الناس للسحور.

لم يتخلف «المسحراتي» عن ركب التكنولوجيا، فهو يستخدم مكبرات صوت في بعض الأحيان، ويلجأ بعضهم لاستخدام مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد، ليسمعه أكبر عدد من الناس بأقل مجهود، كما أنه انتقل إلى الإذاعة والتليفزيون.

ناس كانوا قبلي

قالوا في الأمثال

الرجل تدب مطرح ما تحب

وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال

حبيت ودبيت كما العاشق ليالي طوال

وكل شبر وحته من بلدي

حته من كبدي

حته من موال.

10)

وفي مصر الحديثة يتجول «المسحراتي» ليلا في القرى والمدن، ليردد القصائد والأدعية، وعادة يتوارث الأبناء المهنة عن آبائهم وأجدادهم، رغم عدم تقاضي معظمهم أجرًا على مهنتهم، لكنهم يظلون أحد أبرز العلامات المميزة لشهر رمضان.

المسحراتي.. تراث يقاوم الانقراض في تركيا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية