x

أسامة خليل الأهلى والزمالك.. لعبة القط والفأر أسامة خليل الأربعاء 17-06-2015 21:31


«مفيش فايدة».. سنوات تمر، وأخرى تأتى، إدارات ترحل، وأخرى تجىء، أنظمة تتغير، ورؤساء يتعاقبون، وعالم يواصل تقدمه بسرعة الصاروخ، وكرة قدم تحولت إلى صناعة للمتعة والإبهار والدهشة والإثارة، يتغير كل شىء من حولنا، وتبقى العلاقة المشتبكة بين الأهلى والزمالك كما هى، فبمجرد أن ترتفع درجة الحرارة وتبدأ بشائر الصيف، حتى تقفز إلى سطح الأحداث القضية الموسمية التقليدية، وهى الصراع على خطف اللاعبين، ليتحول فوز أحد الناديين بلاعب من بين أنياب الآخر إلى بطولة تتغنى بها الصحف والقنوات الفضائية، وتتباهى بها الإدارات، باعتبارها انتصاراً يفوق الفوز ببطولة الدورى أو الكأس، وكم من هذه الصفقات شغلت الرأى العام وملأت وقته لشهرين أو أكثر، واحتلت مساحة معتبرة من الصفحات الأولى للجرائد، وبعضها وصل إلى صدر النشرات الإخبارية، ولم يستفد منها الفريق فى شىء، وكان أداؤها صدمة وإنتاجها مخزياً، ورحلت غير مأسوف عليها، مثلما حدث مع إبراهيم سعيد وسعيد عبدالعزيز وعمرو سماكة ومصطفى جعفر وأحمد على وعلاء كمال، ورغم ذلك لا يتعلم أحد من الدرس، ويظل صراع الأندية المعتاد، ونظل نحن شغوفين بانتظار صفقة الموسم.

وقد ظهرت ملامح هذا الصراع قبل أن ينتهى الموسم، ويتم إعلان البطل الرسمى للدورى، وهو الزمالك، إن لم تقع معجزة، وهو أمر أراه مستبعداً، لكن لا مستحيل فى الكرة، واللاعبون المتصارَع عليهم أربعة، وهو رقم كبير بالمقارنة بالمواسم السابقة، لكن- وللحق- فإن جميعهم من العيار الثقيل، أو على الأصح من أصحاب المهارات الفنية والبدنية العالية، وجميعهم أثبت كفاءة عالية فى تجاربهم السابقة، والأندية التى لعبوا فيها بدرجات متفاوتة، وهم- وإن كانوا يستحقون الصراع عليهم- فإنهم لا يستحقون من وجهة نظرى المبالغ التى ستدفع فيهم، لو أن ناديى الأهلى والزمالك لم يتنافسا على ضمهما، والأسعار التى ستصل إليها هذه الصفقات لا تتناسب والحالة الاقتصادية للأندية واقتصاديات الكرة المصرية، التى لم تستقر حتى الآن على البيع العادل للحقوق التليفزيونية والإعلانية كما يجب أن تكون عليه اللعبة الشعبية الأولى، الأكثر متابعة من الجماهير. وتعالوا نستعرض موقف اللاعبين الأربعة إلى أن يجدَّ جديد.

الأول: صالح جمعة، وهو لاعب نادى إنبى، الذى أعير الموسم الماضى لنادى ماديرا البرتغالى، ويلعب فى أكثر من مركز سواء تحت رأسى الحربة أو الديفندر المتقدم، وكان الأهلى هو الأسبق فى التفاوض مع ناديه، وبالفعل وصل إلى اتفاق شبه نهائى على شرائه مقابل مبلغ يتراوح بين 4 و5 ملايين جنيه، كما وقَّع اللاعب على عقد مع الأهلى لمدة 5 مواسم، وإن كان الإعلان النهائى سيتم آخر الشهر الحالى، بعد انتهاء عقد إعارته مع النادى البرتغالى، لكن الزمالك الذى لم يكن له ناقة ولا جمل فى هذا الشأن، ولم يطرح كلاماً قريباً أو بعيداً عن اللاعب، قفز على الصفقة، ولا أعلم إذا كان ذلك من قبيل حاجته الفنية لـ«جمعة»، أم على سبيل إغاظة المنافس، لكنه اتخذ خطوات فعلية، وتفاوض مع إنبى الذى رفض الحديث فى التفاصيل قبل أن يدفع الزمالك مستحقات متأخرة على النادى من صفقة بيع اللاعب إسلام عوض، لكن «جمعة» حسم الأمر، وأعلن أنه يريد الأهلى، وهى الرغبة التى من شأنها خروج الزمالك من المنافسة.

الثانى: الغانى جون أنطوى، هداف الدورى فى الموسم الماضى، أحد هدافى الدورى المصرى هذا الموسم، برصيد 12 هدفا أحرزها فى الدور الأول فقط من مسابقة الدورى، قبل أن يرحل فى يناير الماضى إلى الشباب السعودى، ليفاوضه الأهلى بناء على توصية من «جاريدو»، الذى أشار إلى أن جزءا كبيرا من أزمة الفريق عدم وجود اللاعب الهداف الذى يستغل الفرص الكثيرة التى يجرى إنتاجها من خط وسط الفريق، الأمر الذى وافقت عليه لجنة الكرة، فدخل الأهلى فى تفاوض مباشر، قبل ثلاثة أسابيع، مع النادى السعودى، ووصل إلى اتفاق على شرائه بمبلغ مليون دولار دونما تدخل من أى طرف، لا سفير ولا غفير، وعندما أعلن الزمالك رغبته فى شراء اللاعب، تمسك النادى السعودى بالاتفاق المكتوب الذى وقَّعه مع رئيس الأهلى، ورفض أن يطرح اللاعب فى مزايدة كان يمكن أن تعوضه عن الخسارة الكبيرة التى تكبدها عندما اشتراه من الإسماعيلى بـ2 مليون و250 ألف دولار، إضافة إلى أن رغبة اللاعب كانت حاسمة فى اللعب للأهلى، ليخرج مسؤولو الزمالك ويهاجموا السفير السعودى، أحمد القطان، ويتهموه بالتحيز للأهلى، وتوجيه الصفقة للفريق الأحمر، وفى نفس الوقت، يعلنون أنهم لم يرغبوا فى ضمه، وأنه مجرد «صفقة عادية».

الثالث: الجابونى ماليك إيفونا، لاعب نادى الوداد، هداف الدورى المغربى، وهو لاعب جيد جداً، وهذا ليس حكما متحيزاً، لكنه تقرير للواقع، وللمعلومات التى لا يختلف عليها اثنان من المتابعين، والأهلى هو أول من اكتشفه وسعى للتفاوض معه، وبالفعل وصل إلى اتفاق مع اللاعب، لكنه أخطأ بعدم التفاوض المباشر مع النادى المغربى، كما فعل مع الشباب السعودى، لكن كانت الاتصالات عبر السماسرة، وهو الخطأ الذى أفقد العرض رسميته، وفتح ثغرة دخل منها نادى الزمالك بجدية، وأرسل وفداً سرياً (على غرار المطار السرى)، حيث علمت الصحف بالخبر، ونشرته المواقع الرياضية النشيطة قبل سفر الوفد بـ24 ساعة، ليعرض الزمالك 50 ألف دولار زيادة عن عرض الأهلى (مليون و700 ألف دولار)، ليبقى المزاد مفتوحا، وربما يصل السعر إلى 2 مليون دولار، وهو رقم على ما أظن يفوق الإمكانات الاقتصادية للناديين، لكنها البطولة الاستعراضية التى يخشى أحد الناديين خسارتها أمام جماهيره.

الرابع: عمرو السولية، لاعب وسط الإسماعيلى، وهو لاعب متميز فنياً وخلقياً، منذ اللحظة الأولى يتسابق عليه الناديان، ولم يحسم ناديه أمر بيعه، خوفاً من الجماهير، وإن كان مجبراً على ذلك، حيث يرفض اللاعب التجديد، ويحق له التوقيع لأى ناد فى يناير القادم، ما يكبد الإسماعيلى خسارة 7 ملايين جنيه، واللاعب هو الآخر لم يحدد وجهته، وإن كانت قنوات اتصاله مع الأهلى أقوى من الزمالك، وسيظل الصراع مفتوحا حتى إغلاق فترة القيد الصيفية، نهاية أغسطس القادم، اللهم إلا إذا حسم اللاعب أمره، واحترف فى الخليج.

هذا هو واقع صفقات الموسم الصيفى.. وكل عام وأنتم بخير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية