بعد أربع سنوات من الانتظار، عادت مرة أخرى الأرجنتين للظهور على مسرح بطولة كوبا أمريكا وبالتحديد أمام الباراجواي، وصيف النسخة الماضية عام 2011، وذلك في المباراة التي أقيمت بينهما صباح، الأحد، على ملعب لا بورتادا بمدينة لا سيرينا في تشيلي ضمن فعاليات المجموعة الثانية.
بداية قوية:
الأرجنتين بدأت تلك المباراة بقوة منذ البداية، ففريق تاتا مارتينو كان لديه فكرة واحدة، وهي إنهاء المباراة مبكرًا عن طريق دي ماريا وباستوري وأجويرو وميسي في خط الهجوم، ونجحت هذه الخطة بشكل كبير، فتمريرات فريق التانجو كانت قصيرة وسريعة وأمامية، مع استحواذ كامل للتانجو، وظهر باستوري على وجه الخصوص متألقًا في صناعة الفرص لزملائه.
وعلى الجانب الآخر، ظهر منتخب الباراجواي بهدف واحد وهو الدفاع وإيقاف ميسي، وهو ما فشل فيه خلال الشوط الأول في المباراة، فتركيز المدافعين على إيقاف ميسي أتاح الفرصة لأجويرو لإحراز هدف الأرجنتين الأول في الدقيقة 29 مستغلا خطأ مدافعي الباراجواي «المشغولين» بميسي وتحركاته.
وتجهت المباراة أكثر لصالح الأرجنتين، بعدما احتسب الحكم الكولومبي ويلمر رولدان ركلة جزاء مشكوك في صحتها لصالح التانجو، بعد سقوط دي ماريا داخل منطقة الجزاء لينجح ميسي في إحراز الهدف الثاني.
«لقد غفونا في الشوط الثاني وهم استغلوا ذلك»
كان هذا تعليق ميسي على الشوط الثاني للأرجنتين، والذي جاء مغايرًا تمامًا لسابقه، فتقدم الأرجنتين بهدفين جعل العديد يعتقد بأن الأمور حُسمت ويبدو أن هذا ما اعتقده أيضا ميسي ورفاقه الذين ظهروا في الشوط الثاني أكثر هدوءا وأتاحوا الفرصة للمنتخب الباراجوياني في مبادلتهم الهجوم والسماح لفالديز بإحراز هدف تقليص الفارق في الدقيقة 60، الهدف الذي أربك تماما خطط الأرجنتين لتلك المباراة.
جاءت تغييرات تاتا مارتينو «غريبة» في تلك المباراة، فحاول منع المد الهجومي للباراجواي بتدعيم خط هجومه بمزيد من اللاعبين مثل تيفيز وهيجواين على حساب باستوري وأجويرو، وذلك على رغم من تقدم الأرجنتين بهدفين، خروج باستوري وتبديله بتيفيز في خط الوسط قطع خط الاتصال بين هيجواين في الهجوم وماسكيرانو في الدفاع.
وزادت الأمور سوءًا لتاتا مارتينو بسبب تغييرات الأرجنتيني الآخر «رامون دياز»، مدرب الباراجواي، الذي قام بتنشيط الجبهة الهجومية لفريقه بنزول ديرليس جونزاليس وإدجار بنيتيز ولوكاس باريوس الذي أحرز هدف التعادل في الدقيقة 90.
في النهاية، تُمثل هذه المباراة البداية «المُرة» للمنتخب الأرجنتيني فالفريق لم يخسر وحصل على نقطة في بداية مشواره. ولكنه كان تعادلًا بطعم الفوز بالنسبة للباراجواي المصنف الأخير في أمريكا الجنوبية، هذه النقطة جعلت الأمور أبعد ما يكون عن الحسم في تلك المجموعة.
المباراة القادمة الأرجنتين ستواجه جامايكا والأوروجواي صاحبة الصدارة الآن في تلك المجموعة ستواجه الباراجواي.