طوابير تستمر لساعات أمام المحطات.. والسيارات تتسبب فى حالة من التكدس والزحام المرورى.. تعريفة الركاب والتاكسى زادت بسبب نقص الكميات فى المحطات.. والمستهلكون ينتظرون بالجراكن فى المحطات للحصول على أكبر كمية ممكنة من البنزين أو السولار.. واشتباكات ومشاجرات بالأيدى داخل المحطات.. هذا هو المشهد اليومى لأزمة الوقود فى المحافظات مع تجاهل الدولة والمسؤولين حل المشكلة التى تحاصر الجميع.
فى قنا، شكا عدد كبير من السائقين بمختلف المراكز من نقص إمدادات بنزين 80 بمحطات الوقود وارتفاع أسعاره فى السوق السوداء ووصول الصفيحة إلى 60 جنيهاً، مما يؤثر على حركة السيارات العاملة على الخطوط المختلفة وتعتمد فى تموينها على بنزين 80، مطالبين بالإعلان الرسمى عن تسلم كروت الوقود وتوفير الكميات اللازمة بالمحطات وتشديد الرقابة.
وقال محمود غنيم، سائق، إن نقص كميات بنزين 80 يتكرر على فترات مختلفة، دون مراعاة لظروف السائقين الذين يلجأون للسوق السوداء من أجل سد احتياجاتهم من البنزين ودفع 60 جنيهاً فى الصفيحة لتموين السيارات، وبسبب ذلك يضطر السائقون إلى رفع تعريفة الركوب.
واستنكر محمود فهمى، سائق، توافر البنزين فى السوق السوداء ونقصه فى محطات التموين، دون وجود إجراءات مشددة ضد المتلاعبين به وتهريبه للتجار لتحقيق المكاسب على حسابهم، مطالبا بتشديد الرقابة لضبط المتلاعبين بالأسعار، واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المتلاعبين بأسعار السلع الضرورية.
وامتدت طوابير السيارات أمام المحطات لأكثر من 3 ساعات انتظاراً للحصول على البنزين، وسط مشاحنات بين السائقين لعدم التزام عدد منهم بالصف ومحاولتهم دخول المحطات بالقوة، مما زاد من المشاحنات بين السائقين خوفاً من نفاد الكميات الواردة.
وفى البحر الأحمر، شهدت محطات الوقود بمدينتى سفاجا والغردقة تزاحما شديدا وتكدسا لسيارات الأجرة والتاكسى والأتوبيسات السياحية وسيارات النقل، بسبب النقص الحاد فى الكميات المعروضة من السولار، وهو ما تسبب فى انتشار ظاهرة الطوابير أمام المحطات، وأعلن عدد من أصحاب المحطات بالغردقة إغلاقها لعدم توافر السولار بها.
وطالب السائقون وزيرى البترول والسياحة بالتدخل بزيادة حصة البحر الأحمر من السولار حتى لا تستمر الأزمة.
وكشفت مصادر رقابية أن كمية السولار القادمة لمحطات الغردقة لا تكفى الاستهلاك.
وفى الشرقية، شهد عدد من المراكز أزمة حادة فى الوقود، خاصة البنزين، واصطفت مئات السيارات أمام المحطات فى انتظار وصول الوقود، وسط حالة من الاستياء والغضب تسببت فى مشادات ومشاجرات بسبب الأولوية فى الحصول على السولار والبنزين. وقال حمدى الشربينى، مدير مديرية التموين بالشرقية، إنه لا توجد أزمة، ولكن شائعات ارتفاع سعر البنزين جعلت المواطنين يتزاحمون على محطات الوقود لشراء كميات كبيرة وتخزينها، وتشن المديرية حملات على المحطات للحد من تلك الظاهرة والقضاء عليها.
وفى كفرالشيخ، اشتعلت أزمة بنزين 80 بجميع محطات الوقود، وتسبب ذلك فى تكدس السيارات أمام المحطات، ووقوع مشاجرات بين العاملين بتلك المحطات والسائقين، واضطر السائقون لتموين سياراتهم ببنزين 92 بأسعار مرتفعة.
وقال حسن عبدالرحمن، سائق، بخط «دسوق- القاهرة»، إن إعلان الحكومة عن العمل بداية من 15 يونيو الجارى بنظام الكروت الذكية هو سبب المشكلة، حيث تسبب ذلك فى بلبلة بين السائقين واختفاء بنزين 80 من المحطات، إضافة للسولار، وفشل الحكومة فى إيجاد حلول لتلك الأزمة الخانقة.
وأكد أحمد عبدالغنى، مزارع، أن الأزمة أثرت بالسلب على الفلاحين، خصوصا فى مسألة تشغيل ماكينات الرى، مطالباً بتدخل المسؤولين لتوفير الكميات اللازمة من السولار، لتمكين المزارعين من زراعة أراضيهم.
وفى القليوبية، تصدر مشهد الطوابير مشاجرات ومشادات بين السائقين وقائدى المركبات لأسبقية الحصول على «تفويلة»، وسط ضعف الرقابة اللازمة للحد من الأزمة، واستغلالها من جانب ضعاف النفوس من أصحاب المحطات ومافيا تجار السوق السوداء.
وقال محمود عبدالباسط، موظف، إنه وقف فى طابور محطة الوقود أكثر من 4 ساعات لتموين سيارته فى مشهد مهين لا يليق بالشعب المصرى بعد ثورتين.
وطالب إسلام عبدالعظيم، سائق، بضرورة تشديد الرقابة على المحطات ومافيا السوق السوداء الذين يستغلون الأزمة ويهرّبون كميات كبيرة ما يضاعف من الأزمة.
من جانبها، أصدرت المحافظة بيانا أكدت فيه أنه لا تحديد لكميات الوقود ولا زيادة أو تعديل فى الأسعار، كما أن الصرف بكروت الوقود هو عملية تنظيمية فقط لمنع التلاعب أو التهرب، ولمنع السوق السوداء التى تستغل حاجة المواطن.
وفى المنيا، يشهد طريق «مصر- أسوان» الزراعى حالة من الأزمات المرورية المتلاحقة على مدار الساعة بسبب أزمة الوقود، حيث تشهد محطات الوقود، التى يقع أغلبها على الطريق الزراعى مباشرة، تكدساً لطوابير السيارات التى تمتد لعشرات الأمتار وتعوق حركة المرور.
وطالب عدد من العاملين فى محطات الوقود بضرورة التواجد الأمنى الصارم لمنع المشاجرات التى تحدث يومياً أمام المحطات وتعرّض من يعملون فيها للخطر.
وقال مصدر بمديرية التموين بالمحافظة إن أغلب المواطنين تخوف من اقتراب تطبيق منظومة توزيع الوقود بالكروت الذكية، معتقدين أن المنظومة ستحدد الكميات للفرد، واتجهوا إلى الحصول على كميات إضافية من الوقود، وهذا ما تسبب فى الزحام الشديد.