كشفت آلاف من الأدوات الحجرية التي عُثر عليها في كهف أردني عن ثورة صناعية بدأت قبل نحو 45 ألف عام، شكّلت تحولاً جذريًا في المهارات الاجتماعية المتعلقة بتخطيط المهام والتخصص لدى البشر.
تُعد تلك الحفريات دليلاً على إنتاج الأسلحة بواسطة «خط تصنيع» جرى تخصيصه لهذا الغرض، حسب «هارون ستوتر» المتخصص في العصور الحجرية القديمة بجامعة إيموري الأمريكية، والذي يقول إن التقديرات الأولية تشير إلى أن العصر الحجري القديم الأعلى بدأ على الأرجح في تلك المنطقة.
الكهف، الذي تم اكتشاف تلك الأدوات داخله، يقع على عُمق 10 أمتار تقريبًا، بمدخل يزيد على 6 أمتار، وعلى ارتفاع 80 مترًا فوق سطح البحر، وهو ما شكل موقع «استراتيجيًا» للحماية من الحيوانات المفترسة، علاوة على كونه مكانًا يسهل نصب الفخاخ فيه للظباء والغزلان، ويقول الباحثون إن العديد من العائلات ربما اشتركوا في سكنى ذلك المكان، وهو ما عزز العمل «جنبًا إلى جنب»، حيث تبين وجود عظام حيوانات محترقة .
المجموعة المُكتشفة حديثًا مُشكّلة من قطع عبارة عن شفرات وكاشطات وأسنة أسلحة، وتشير إلى حدوث «تقسيم اجتماعي للعمل» في تلك الفترة، وهو ما يعني، حسب «ستوتر»، أن تلك المنطقة شهدت نمطًا جديدًا من البنى الاجتماعية الأكثر تنظيمًا في ذلك العصر، وهو الأمر الذي سيتيح للباحثين دراسة أصول السلوكيات الثقافية والإنسانية الحديثة.