x

رولا خرسا تريد الراحة؟.. اقرأ هذا المقال رولا خرسا الجمعة 12-06-2015 21:05


نحن في شهر كريم وعلى أعتاب شهر كريم.. أنا من المؤمنين بأن الدعاء يستجاب في أي وقت إن كان من القلب فليس بيننا وبين الله سبحانه وتعالى حجاب أو وسيط ولكن للأشهر الكريمة وللأيام المفترجة كما يطلق عليها سحر خاص، خاصة لمن يتمتعون بروحانية عالية.. ولو فكرنا في دعاء جامع شامل سنجد أن المطلب الرئيسى للجميع هو الراحة. راحة البال، راحة الضمير، راحة القلب.

هذا على المستوى الشخصى وعلى المستوى العام الراحة أيضاً أن نشعر بالراحة في بلادنا ومدينتنا وشارعنا ومنزلنا.. والراحة كلمة فعلا تحمل سؤالا بأجوبة لا تنتهى.. سأقترح عليكم بعضها.. ربما لو نفذنا بعضا منها وصلنا إلى جزء من راحة. سنرتاح لو توقف كل واحد فينا عن النظر لما يمتلكه الآخر، إلى مرتبه ومنزله، وأمواله وعياله ويقارن بما يمتلكه هو.. سنرتاح لو توقف كل واحد فينا عن النميمة، لو توقفنا عن الابتسام في وجه بعض وعندما ندير ظهورنا لبعض نقول ما قال مالك في الخمر. سنرتاح لو توقفنا عن الشماتة في بعضنا البعض عندما يصيب من لا نحبه مشكلة أو مصيبة.. سنرتاح لو توقفنا عن التدخل في حياة غيرنا، إما باسم الحب أو باسم المصلحة، وتركنا لكل واحد حق اتخاذ القرار الذي يناسبه من منطلق أن «القربة المخرومة بتبل إللى شايلها على دماغه».. سنرتاح لو توقف رجال الدين عن إشعارنا بأن مصيرنا إلى النار لا محالة مهما فعلنا وأننا خلقنا كى نكون ملائكة على الأرض لا نرتكب أي معاصى ولا نعيش نتساءل هل دخول الحمام بالقدم اليسرى أولا سيدخلنا إلى جهنم وبئس المصير لا سمح الله. سنرتاح لو تركونا نذهب إلى المساجد التي فيها آل البيت دون أن يشعرونا أنها زيارة مكروهة وتركونا نناجى ربنا ونشحن أرواحنا بطريقتنا.. سنرتاح لو تركوا كل واحد فينا أصلا يخاطب ربه كما يشاء ويتقرب منه كيفما يشاء.

سنرتاح لو توقف التصنيف بيننا، لم نعد ننظر لبعض ونقول هذا قاهرى وهذا صعيدى أو هذا إسكندرانى وهذا بورسعيدى ونطلق أحكامنا على هذا الأساس أو نقول، هذا مصرى وهذا عربى، هذا أبيض وهذا أسود، هذا رجل وهذه امرأة أو نصنف حسب اتجاهاتنا السياسية، هذا ليبرالى وهذا علمانى وهذا إسلامى، سنرتاح لو بطلنا تصنيفاتنا الطائفية، مسلم مسيحى سنى شيعى بروتستانتى كاثوليكى.. وطبعا هناك بعض الأحلام غير الواقعية التي لو تحققت لارتحنا جدا.. حلم بأن نمتلك القدرة على الطيران أو الانتقال من مكان لآخر في غمضة عين.. نرتاح لو أكلنا دون أن نجمع فوق كروش الرجال وأرداف النساء كيلو جرامات كثيرة.. سنرتاح لو قرأنا أفكار بعض فلا أحد يستطيع أن يراوغ ويلف ويدور ليعرف كل واحد فينا عدوه من حبيبه.. عودة إلى الواقع وأقول سنرتاح لو تعلمنا كيف نحب ولا نبخل بمشاعرنا على أحبائنا.. سنرتاح لو تحررنا من قيود المجتمع المعمولة لإرضاء الغير على حسابنا..

سنرتاح لو أفردنا لحياتنا أي مساحة للجمال بأى شكل كان.. لو قدمنا يد المساعدة لمحتاج، والمحتاج ليس مجرد شخص فقير.. المحتاج قد يكون أقرب شخص إليك وأنت تتعامل معه يوميا دون أن ترى معاناته أو تغلق عينيك عنها كى لا تتعب رأسك.. كلما فكرت وجدت أن الإجابات مازالت موجودة ولم أقلها.. أكملوا أنتم بمعرفتكم أما أنا فأدعو لكم براحة القلب.. فالقلب لو ارتاح جر معه راحة البال وراحة البال لا تأتى إلا من راحة الضمير.. رمضان كريم لكم جميعا

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية