طالبت منظمات المجتمع المدني في بوروندي، قادة دول مجموعة شرق أفريقيا، بعقد قمة «استثنائية جديدة»، للتوصل إلى حلّ للأزمة السياسية والأمنية في البلاد»، محذّرة من «انفجار إقليمي حال استمرار الوضع على ما هو عليه».
وقالت العريضة الموجّهة إلى قادة دول مجموعة شرق أفريقيا: «تتشرّف منظمات المجتمع المدني البوروندي المنخرطة ضمن حملة أوقفوا الولاية الثالثة (في إشارة لترشح الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، لولاية ثالثة)، بالتقدّم إليكم طالبة قبول عقد قمة استثنائية ثانية تضم رؤساء دول مجموعة شرق أفريقيا، لاتخاذ الإجراءات اللازمة في مواجهة خطورة الوضع الذي تشهده بوروندي، في أعقاب القمة المنعقدة، في 31 مايو، بدار السلام».
وفي 31 مايو الماضي، عُقدت القمة الاستثنائية الأولى لقادة دول شرق أفريقيا، بدار السلام، العاصمة الاقتصادية لتنزانيا، حول الأزمة البوروندية، غير أنّها خلّفت خيبة أمل كبيرة لدى أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني المنخرطة، منذ 26 أبريل الماضي، ضمن الاحتجاجات المندّدة بترشح الرئيس نكورونزيزا، لولاية رئاسية ثالثة.
وأشارت العريضة إلى أنّ «نكورونزيزا لم يحترم التوصيات النهائية المتمخضة عن قمة دار السلام، وخصوصًا تلك المتعلّقة بإقرار حوار بين النظام والمعارضة والمجتمع المدني، للنظر في الأجندة الانتخابية القادمة، والتوصل إلى سبل إنهاء الأزمة التي تمزق البلاد منذ فترة، وتنذر بانفجار إقليمي».
وأضافت الوثيقة أنّ «المجتمع المدني لاحظ بمرارة، أنه تمامًا مثلما كان صعبًا على نكورونزيزا احترام اتفاق أروشا للسلام والمصالحة في بوروندي (موقع في أغسطس 2000 ويحد الولايات الرئاسية باثنتين فقط)، واحترام الدستور، فإنه من الصعب عليه أيضًا احترام قرارات قمة قادة دول شرق أفريقيا».
ووجّهت الرسالة إلى كل من الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، والأوغندي يوري موسيفيني، والرواندي بول كاجامي، والتنزاني جاكايا كيكويتي، بالإضافة إلى البوروندي بيير نكورونزيزا.
ووقع على العريضة ممثّلون عن 6 منظمات للمجتمع المدني، وهم: فيتال نشيميريمانا، رئيس «المنتدى لتعزيز المجتمع المدني»، وآرمل نيونجيري، رئيس «حركة المسيحيين لإلغاء التعذيب، وبرنادين سينداكيرا، رئيسة منظمة «تآزر الشركاء لحماية حقوق المرأة»، إلى جانب لامبارت نيجارورا، رئيس الائتلاف البوروندي من أجل المحكمة الجنائية الدولية، وآن سبيس نيشيموي، ممثلة عن ائتلاف المنظمات النسائية الناشطة في بوروندي، وجانفييه بيجيريمانا، عن منتدى الوعي والتنمية.
وتعيش بوروندي، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، التي كادت أن تطيح بحكم نكورونزيزا، في 13 مايو الماضي، أزمة سياسية وأمنية، على خلفية احتجاجات دامية اندلعت شرارتها الأولى في 26 أبريل الماضي، عقب الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 2005، لولاية ثالثة.