اعتبرت صحيفة «لوموند» الفرنسية زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأخيرة، الأربعاء، إلى إيطاليا «ضربة دبلوماسية أراد من خلالها الانتقام بشكل ما بعد ساعات من اعتباره شخصية غير مرغوب بها في قمة السبعة الكبار، التي عقدت مؤخرا في ألمانيا».
وأضافت الصحيفة، الجمعة، أن الزيارة التي شارك فيها بوتين في إحياء «اليوم الوطني في روسيا» في المعرض العالمي «إكسبو 2015» في ميلانو، والتقى فيها كذلك بكل من رئيس الوزراء الإيطالى، ماتيو رينزي، والبابا فرنسيس، في الفاتيكان، هدفت إلى «إحداث تغير في الموقف الإيطالى في الصراع الدائر بين روسيا والغرب على خلفية دعم الكرملين للمتمردين في شرق أوكرانيا».
وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين ركز خلال المؤتمر الصحفى، الذي جمعه مع رينزى، حديثه على العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتأثير العقوبات المفروضة على روسيا على الشركات الإيطالية الموجودة بموسكو والبالغ عددها 400 شركة، في حين تحدث رئيس الوزراء الإيطالى، الذي يصغر بوتين بنحو 23 عاماً كما كتبت الصحيفة، أكثر عن الشؤون الديبلوماسية ولفت إلى أن «تطبيق اتفاقية مينسك 2 التي تقضى بسحب الأسلحة الثقيلة واحترام وقف إطلاق النار فىى منطقة الصراع في أوكرانيا، هو الشرط الوحيد لعقد مصالحة بين روسيا والغرب».
ورأت الصحيفة في سياق تأكيدها على العلاقة الخاصة التي تجمع بين روما وموسكو أن «إيطاليا تبدو الحلقة الأضعف في التوجه الحازم لأوروبا تجاه روسيا، هي التي تعد شريكاً تاريخياً لها منذ 500 عام على حد قول بوتين، وهى المعادلة التي لخصها وزير الخارجية الإيطالى، باولو جينتيلونى، حين قال إن «إيطاليا تظل مخلصة تجاه حلفائها لكنها تجمعها بروسيا علاقة خاصة».
وعن اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء الروسى والبابا فرنسوا بابا الفاتيكان، قالت الصحيفة إن بوتين ورغم تفضيل البابا فرنسوا عدم استخدام ألفاظ «معتدى ومعتدى عليه» لوصف الصراع في أوكرانيا، ورغم رغبة بوتين في الحصول على دعمه المتمثل في جعل الفاتيكان على الحياد من هذا النزاع، إلا أن زعيم الكرملين لم يحصل الإ على نصيحة تضمنها بيان صدر عن الفاتيكان عن اللقاء الذي استمر خمسين دقيقة تطالب بوتين بـ«إعادة مناخ الحوار من جديد والسهر على تنفيذ كل الأطراف لاتفاق مينسك».