x

بالصور..طلاب «هندسة القاهرة» وصلوا «المريخ»

الخميس 11-06-2015 11:58 | كتب: عمر عبدالعزيز |
اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ تصوير : آخرون

كعادته اليومية أثناء فترات الدراسة، بعد انتهاء محاضراته، يمر «محمود» على أصدقائه المشاركين فى أحد المشاريع العلمية، ليتابعهم على مدى سنتين دون أن يفكر فى إمكانية مشاركتهم تجاربهم، حتى جاءت المفاجأة السارة بتلقيه دعوة من أحد زملائه بكلية الهندسة، جامعة القاهرة، للانضمام للمجموعة استعداداً للمشاركة فى مسابقة علمية عالمية للجامعات لتصميم مسبار فضائى متعدد الوظائف لاسكتشاف طبيعة المريخ.

بعد 7 أشهر قادته المسابقة للفوز بالمركز الـ13 من بين 44 فريقا على مستوى العالم، مع زملائه فى الفريق البحثى الذى ضم إلى جانب طلاب كلية الهندسة، طلاباً من الكلية الفنية العسكرية.

اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ

وعلى مدى 3 سنوات قضاها محمود جمال فى كلية الهندسة، كان يتابع خلالها مشاركة عدد من زملائه فى المسابقة التى تقام سنويا بالولايات المتحدة الأمريكية منذ 10 سنوات، ولم يتخيل أن يشارك فى مسابقة university rover challenge لاسكتشاف كوكب المريخ الذى يعد الكوكب الرابع فى البعد عن الشمس فى النظام الشمسى، والجار الخارجى لكوكب الأرض، ويصنف باعتباره كوكباً صخرياً من مجموعة الكواكب الشبيهة بالأرض، بحسب الدوريات العلمية، التى تنظمها منظمة mars society.

اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ

«السنة اللى فاتت كنت على طول بشوف أصحابى شغالين على المشاريع المرتبطة بالمسابقة، وكنت معجب بشغلهم، بس عمرى ما خطر على بالى إنى ممكن أشترك معاهم فى المسابقة، وعشان كده كنت مبسوط جداً لما طلبوا منى المشاركة»، هكذا بدأ محمود حديثه، وأضاف: «بعد تجربة جامعة القاهرة فى المشاركة العام الماضى، تم الاتفاق على تشكيل فريق جديد للمشاركة هذا العام، وكنت أحد المنضمين له».

اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ

قام محمود محسن، أحد طلاب كلية الهندسة، المشارك فى نسخة العام الماضى من المسابقة التى تقيمها منظمة غير ربحية تتعاون مع ناسا لاسكتشاف كوكب المريخ، بتولى مهمة تكوين مجموعة من طلاب كلية الهندسة، من قسمى الطيران والفضاء، والميكانيكا، كان منهم: أحمد الخضرى، وأحمد محمد، وأحمد عماد، ومحمد حسن. عقب ذلك، بدأت المجموعة فى الاطلاع على الدراسات العلمية عن كوكب المريخ، والاستعداد مع 8 طلاب من كلية الفنية العسكرية التى قامت بالإشراف على المشروع بالتنسيق مع جامعة القاهرة، للاشتراك فى المسابقة.

اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ

يقول محمود: «السنة اللى فاتت كان فيه مشاكل كتير ليها علاقة بتمويل المشروع، عشان ميزانية جامعة القاهرة كانت محدودة، وأحد الرعاة دفع 30 ألف جنيه فقط، وطبعاً دول ميعملوش أى حاجة فى مشروع زى ده المفروض ينافس فى مسابقة عالمية، وعشان كده الفريق المشارك العام الماضى حصل على 180 درجة من 500 درجة، هى مجموع درجات المسابقة».

اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ

الدكتور شريف مراد، عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حاول مساعدة الطلاب قدر استطاعته، بحسب شهاداتهم، إلا أنه لم يستطع توفير جميع احتياجات الطلاب بسبب مشاكل التمويل التى قال الطلاب عنها إنها كانت العقبة الكبرى فى طريق مشاركتهم فى المسابقة التى يطلب منهم بها تصنيع مسبار فضائى قادر على القيام بالعديد من المهام المختلفة فوق سطح كوكب المريخ.

اختراع طلاب هندسة القاهرة لاستكشاف المريخ

يستكمل محمود جمال محاولاً تبسيط فكرة أهمية تصنيع إنسان آلى للقيام بمهام على كوكب المريخ: «مهما بلغت قدرة الأقمار الصناعية على القيام بجمع المعلومات وتحليلها، فستظل غير كافية لمهمة اكتشاف المريخ، وعشان كده مهم جداً لمعظم وكالات الفضاء المهتمة باكتشاف كوكب المريخ تصميم المسبار الفضائى عشان يقدروا يوصلوا لمعلومات دقيقة، وعشان المسبار الفضائى يقدر يقوم بالعديد من المهام العملية اللى القمر الصناعى ميقدرش يقوم بها على المريخ».

يشرح محمود جمال المهام الواجب على المسبار الفضائى القيام بها قائلا: «الروبوت لازم يقدر ياخد عينة من تربة المريخ، وبعد كده لازم يكون قادر على تحليلها، ولازم يكون قادر على العمل كمساعد لأى رائد فضاء يعمل فى المريخ، والعمليات دى محتاجة شغل متعلق بالميكانيكا، وشغل متعلق بالاتصالات».

نجح طلاب جامعة القاهرة فى تصنيع الجزء المتعلق بالميكانيكا، وتم عمله على شكل سيارة، فيما تولى طلاب كلية الفنية العسكرية الشق المتعلق بالاتصالات فى المسبار الفضائى التى تتطلب القدرة على القيام بـ5 مهام يجب على المشاريع المقدمة من 44 جامعة من 8 دول حول العالم القيام بها، بحيث يحصل كل مشروع على 100 درجة لكل مهمة، لتكون الدرجة النهائية 500 درجة.

كانت الخطوة الأولى أمام الفريق المصرى المشكل من كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وكلية الفنية العسكرية هى تقديم عرض مفصل عن المسبار الفضائى قبل السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما قام الفريق المصرى به، إلا أنه لم يستطع الحصول على درجة متقدمة به بسبب مشاكل فنية فى عرض المشروع.

بعد تجربة المشاركة العام الماضى فى المسابقة، قام المسؤولون عن كلية الفنية العسكرية، بحسب شهادات طلاب جامعة القاهرة، بالتواصل مع الطلاب والجامعة، لعرض توفير المساعدات التى يحتاجها الطلاب للقيام بتصميم المسبار الفضائى فى أفضل صورة ممكنة.

يقول محمود جمال: «كلية الفنية العسكرية كلمونا فى بداية المشروع فى شهر أكتوبر الماضى، ورحنا زرنا الكلية، وشرحنا لهم المسابقة والمشروع بشكل مفصل، ثم دعونا بعد الزيارة دى بأسبوعين للكلية العسكرية مرة أخرى، وقال لنا مدير الكلية العسكرية إن الكلية ستوفر الدعم الكامل للمشروع، وستوفر أيضا مشرفيه من رجالها لمساعدتنا فى كل ما نحتاجه».

قامت كلية الفنية العسكرية بعد ذلك عن طريق مركز البحوث التابع لها، وعبر تنسيق من المشرف على المركز، وأيضا المشرف على مشروع تصنيع المسبار الفضائى، بمساعدة طلاب الهندسة بالفنية العسكرية والقاهرة على مدى 7 أشهر هى المدة المحددة للقيام بالمشروع للمشاركة فى المسابقة التى عقدت فى نهاية شهر مايو الماضى فى ولاية يوتا الواقعة فى غرب وسط الولايات المتحدة الأمريكية.

بحسب شهادات طلاب الهندسة بجامعة القاهرة، قامت القوات المسلحة، عبر كلية الفنية العسكرية بتوفير كافة الإمكانيات المتاحة، يقول جمال: «الفريق محمود حجازى، رئيس أركان القوات المسلحة، قال لنا إنتوا عايزين إيه بالظبط، وبعد ما طلبنا منه حاجات كتير وافق على كل حاجة، وكمان وفر لنا مكان للعمل والاجتماع داخل كلية الفنية العسكرية، ووعدنا بالمساعدة المادية المتعلقة بالتمويل الكامل للمشروع، بالإضافة للسماح بتصنيع المسبار الفضائى داخل مصنع (قادر) للصناعات المتطورة، والتابع للهيئة العربية للتصنيع، ووفر لنا العديد من المكافآت المادية لنا».

فى إبريل الماضى، تلقى الفريق المصرى خبر الدعوة للمشاركة بعد اجتياز العديد من الخطوات قبل السفر. يحكى محمد حسن مدى فرحتهم بهذه الخطوة قائلا: «أنا مكنتش أتوقع المشاركة فى المشروع من البداية، عشان دى مسابقة عالمية كبيرة فى المجال، صعب أى فريق يشترك فيها، لكن لما بدأ الشغل بعد التنسيق مع الفنية العسكرية، كنا خايفين جدا بعد كل ده إننا ماننجحش وماندخلش المسابقة عشان الجيش فى الفترة دى قام بتوفير كل الإمكانيات اللى إحنا طلبناها، وكان هيكون صعب جدا بالنسبة لنا بعد كل ده إننا نخذل الناس اللى ساعدتنا ووثقت فينا، وكنا فرحانين جدا لما عرفنا إننا الحمد لله نجحنا فى أول خطوة، من الـ5 خطوات بتاعة المسابقة، إننا خلاص هنسافر عشان نقدم الـ4 خطوات المتبقية».

يستكمل حسن حديثه قائلا: «لو الجيش ماساعدناش مكناش هنقدر نكسب، عشان دعم الجامعة مهما كبر هيفضل محدود أمام إمكانيات الجيش، والفنية العسكرية محرموناش من حاجة، كان فيه مشكلة صغيرة فى توقيت توفير المواد اللى كنا محتاجينها، لكن الجيش عمل كل اللى ممكن يتعمل، وإحنا سعداء وفخورين بالتجربة دى».

استعرض الفريق المصرى خلال أيام المسابقة المسبار الفضائى، عبر القيام بالـ4 مهام الأخرى المطلوبة منهم، والتى حصلوا منها، بالإضافة إلى مهمة العرض الأولى على 210 درجات من 500 درجة، متقدمين بـ100 درجة عن الفريق المصرى المشارك فى العام الماضى، ليحصلوا على المركز الـ13 على مستوى الفرق المشاركة، فيما حصل صاحب المركز الأول فى المسابقة على 460 درجة من 500 درجة.

الحصول على المركز الـ13 لم يكن أفضل ما تمناه الفريق المصرى الذى كان يمنى النفس بالحصول على أحد المراكز الثلاثة الأولى. يقول محمود محسن عن هذه النتيجة: «دى تانى مرة ليا أشارك فى المسابقة دى، والسنة دى إحنا حققنا أفضل استفادة ممكنة، عكس العام الماضى، وكفاية إننا شفنا حفاوة لجنة التحكيم بينا عشان إحنا يعتبر جايين من مكان بعيد بالنسبة للجنة، ومعندناش الإمكانيات المتاحة أمام الفرق من الجامعات العالمية الأخرى، ولو تخلصنا من مشكلة البيروقراطية فى مصر، وبمساعدة كلية الفنية العسكرية، هنقدر نحصل على مركز متقدم فى السنوات القادمة إن شاء الله».

فيما قال محمود جمال: «محدش يتخيل إحنا تعبنا فى المشروع ده قد إيه، والمركز مش موضح إننا كنا أفضل فريق فى المسابقة فى حاجات كتير، لكن أنا سعيد بالتجربة بشكل عام، وفى البداية تحقيق المركز الثالث عشر كان بالنسبة لى فشل، لكن حاليا أنا راضى عن التجربة».

«إحنا خدنا جائزة متخصصة فى العلوم فى المسابقة دى عشان كنا أفضل فريق يحقق عددا من الخطوات اللى الفرق الأخرى مقدرتش تعملها»، يقول أحمد الخضرى، أحد أفراد الفريق المصرى، و«الحكام كانوا مقدرين الإنجازات اللى إحنا عملناها عشان نوصل للنتيجة دى، وكانوا عارفين كمان إننا أكتر فريق واجه صعوبات فى المسابقة، بس الحمد لله على التجربة، والمشاركات اللى جاية هتكون أفضل إن شاء الله».

العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى، قال عبر صفحته على فيس بوك: إن الفريق المصرى تفوق على فرق تمثل أعرق جامعات العالم والمصنفة ضمن الجامعات العشرين الأوائل مثل جامعة (ماجيل) و(تورنتو) و(كوين)، كما حصل على الجائزة الأولى فى اختبار استعادة العينة، واستطاع أن يجتاز مانعا لم يجتزه إلا فريقان آخران من الفرق المتنافسة. وتقدمت القوات المسلحة بأطيب التهانى للفريق الفائز من شباب مصر المبدع وأكدت دعمها الكامل لهم ولغيرهم من أبناء الوطن المخلصين من أجل رفعة البلاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية