- كل شىء فى هذا الزمن جائز بعد أن فاجأنا السيسى باستبعاد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم من دائرة الضوء رغم أنه كان محبوباً عنده.. الاثنان كانا شريكين فى احتضان الإرادة الشعبية يوم أن أعلن الشعب عزمه إسقاط حكم الإخوان، ولا ينكر جاحد العبء الأمنى الذى تحمله وزير الداخلية فى ذاك الوقت لحماية ثورة الشعب فى يونيو.. كان من الممكن أن يدفع حياته ثمناً لهذه التضحية يوم محاولة تفجير موكبه بسيارة مفخخة.. ومع ذلك لم يهرب الرجل من الميدان وظل يعمل وهو مستهدف وعلى قائمة الاغتيالات.. وفجأة تم تكريمه بلقب شرفى لم يستخدمه حتى الآن واكتفى الرجل بقرار استبعاده من المشهد بتعيين وزير «ابن كار» يعنى من داخل جهاز الأمن الوطنى بدلاً منه.
- مجىء اللواء مجدى عبدالغفار وزيرا للداخلية ليتسلم المسؤولية من زميل عمره محمد إبراهيم ليس فيه شبهة علاقة بينه وبين السيسى أو لأنهما كانا فى يوم ما زميلى موقع.. السيسى كان مديراً للمخابرات ومجدى مسؤولاً عن جهاز الأمن القومى قبل استبعاده من قبل الإخوان.. من الواضح أن الصداقة عند السيسى لها شكل ثان.. فالرجل طبيعى جداً لا يعرف الغل ولا التصفية، فالصداقة عنده مصلحة بلد، ويوم أن يرى أى موقع يحتاج إلى تغيير دمائه بشخصية أكفأ تواكب المرحلة لا يتردد، وإذا كان الذى يشغل هذا الموقع من أعز أصدقائه؛ فالصداقة تبقى بعد الإطاحة.. معنى الكلام أن مصر عنده أولاً.
- هذا الكلام أقوله بعد تعليقات فيس بوك التى استغلت صراحة السيسى وهو يعاتب إبراهيم محلب؛ فقد كان الرجل يتوقع أن يكون مثل البلدوزر يحقق إنجازاً أكبر.. من يتابع حجم الابتسامات التى كانت من نصيب إبراهيم محلب من السيسى فى جميع مقابلاته له لا يتوقع انتقاد السيسى له وعلناً أمام الكاميرات والأقلام.. هذا الانتقاد هو رسالة من السيسى تقول: ليس هناك كبير فوق المساءلة، فالرجل أعلنها صراحة أنه غير راض عن أداء الحكومة، وبالذات المجموعة الاقتصادية، لم يتناول وزير التخطيط بالمدح حتى تتناوله الصحف بترشيحه رئيساً للحكومة خلفاً لإبراهيم محلب.. الذى أعجبنى أن الأقلام الشريفة لم تمسح تاريخ محلب بأستيكة بمجرد أن الرئيس عاتب على الحكومة فأصحابها يتفهمون قصد الرئيس، فهو عاتب على أداء الحكومة وليس أداء محلب، فالرجل ينتحر فى موقعه، يواصل الليل بالنهار، ومن يدقق فى وجه محلب ويتذكر صورته قبل توليه مسؤولية الحكومة يجد أن الرجل أصابته الشيخوخة مبكراً قبل الأوان والله حرام.. المفروض أن نسانده ونواجهه بأخطاء وزرائه، وأذكر بقدر ما كان يحمله محلب لوزير السياحة السابق من تقدير فقد أطاح به بعد الانتقادات التى كانت من نصيبه، وقد كنت أحد الذين انتقدوه بسبب الفرقعات السياسية التى كان يخرج علينا بها.
- صحيح أن محلب هو المسؤول عن اختيار الوزراء.. لأن الشهادة لله أننا لم نر رئيساً مثل السيسى لا يتدخل فى الترشيحات إلا للحقائب السيادية فهو يتدخل فى الاختيار وقد كان اختياره لوزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار اختيارا موفقا رغم ما تزعجنى فيه تكشيرته فالرجل لم تنشر له صورة واحدة توحد الله وهو مبتسم.. صحيح أن مخه جبار ويتمتع بعقلية أمنية من الطراز الأول، والخبطات التى كشف جهاز الأمن الوطنى عنها منذ أيام هى شهادة نجاح للوزير مجدى عبدالغفار.. ويكفى إزاحته الستار عن خلية أبناء الشاطر فقد كانت ضربة معلم.. ستكون سببا فى الإبقاء عليه فى أى تغيير وزارى قد يحدث، وكون أن يخرج علينا مصدر رفيع المستوى ويعلن: لا تغيير فى الحكومة معنى كلامه أن التغيير قادم.. قادم..
- أنا شخصياً أعلن عن سعادتى بالأجهزة الرقابية التى بدأت بالفعل فى تقييم عمل الوزارات.. وماذا أنجزت فى عام.. من حق الرئيس أن يطلع على أداء كل وزير.. إن المتابعة تجبر من لا يعمل أن يعمل. على الأقل يفهم أن الوزراء ليسوا فوق المساءلة.. على أى حال.. سوف تكتشف هذه الأجهزة الرقابية أن الوحيد الذى يعمل فى الحكومة هو رئيس الحكومة.. ووزيرا الدفاع والداخلية.. بحكم موقعيهما كخط دفاع وحماية للوطن، وفى النهاية لن يصح إلا الصحيح.