دخلت مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، ثاني كبريات المحافظات العراقية عامها الثاني، وهي تحت سيطرة تنظيم «داعش»، بعد انسحاب القوات الأمنية والعسكرية العراقية، في يونيو 2014، في الوقت الذي يعده التنظيم يوم «الفتح الكبير وتحرير ولاية نينوى من القوات الصفوية».
وطوت مدينة الموصل عاما حافلا بالإعدامات والقتل والاعتقالات لمدنيين وموظفين حكوميين وقوات أمنية وصحفيين وعاملين وضباط قضوا على يد تنظيم «داعش».
وأكد مصدر في الطب الشرعي في الموصل أن «الحصيلة النهائية التي سجلها المركز الطبي الشرعي أشارت إلى أن التنظيم سلم نحو 944 جثة قتلت بموافقة المحكمة الشرعية للتنظيم وبموافقات المفتي والقاضي الشرعي، بينهم 98 امرأة من بينهن صحفيات وموظفات، فضلا عن 88 جثة نحرت تعود أغلبها لضابط في شرطة نينوي».
وسيطر تنظيم «داعش» على الموصل، 400 كم شمال بغداد، بعد هروب القوات الأمنية العراقية، واستباح المدينة وقام بتدمير العديد من المعالم الأثرية والمساجد والمقامات المزارات الدينية التي تعود لمسلمين ومسيحيين وديانات أخرى، واستولى على محتوياتها ونقلها إلى أماكن مجهولة، فضلا عن تدمير عشرات المزارات التي تعود لمسلمين ومسيحيين وديانات أخرى واستولى على محتوياتها ونقلها إلى أماكن أخرى.
وقال أحد علماء الدين، الشيخ فواز النعيمي، وهو إن «(داعش) لم يكتف بتفجير الجوامع والمساجد وتدمير المعالم الدينية على مدار العام على احتلاله الموصل، بل أقدم أيضا على تدمير صروحها المعمارية والحضارية متمثلة بمتحف الموصل، ومدينة النمرود ومدينة الحضر وبوابة نركال وقصر سنحاريب وآثار منطقة خورسباد».
وأضاف النعيمي أن «داعش» قام بتهريب عشرات القطع الأثرية النفيسة التي لا تقدر بثمن إلى الخارج وبيعها في المزادات العالمية دون الاكتراث بقيمتها التاريخية.
وأشار إلى أن التنظيم فجّر خلال عام كامل أكثر من 200 مسجد وحسينية وكنيسة للمسيحيين ومزار للطائفة الإيزيدية في عموم الموصل.
وشهدت محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل خلال عام كامل من سيطرة «داعش» ترديا كبيرا في الوضع الصحي، فالمستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج المرضى بعد أن استغلها التنظيم لعلاج جرحاه الذين يصابون في العمليات العسكرية.
وقال مدير صحة نينوى وكالة الدكتور، سالم الجلبي، إن نحو 600 من المصابين بمرض لوكيميا الدم والسرطانات الأخرى فارقوا الحياة بسبب حصار الحكومة الاتحادية الذي فرضته على دوائر صحة نينوى ومنعت تجهيزها بالأدوية والعقاقير الطبية منذ سيطرة التنظيم على المدينة.
من جانبه، أكد العميد في شرطة نينوى محمد الجبوري أن «داعش» استولى في مركز المدينة فقط على نحو 7055 منزلا تعود ملكيتها لمختلف الطوائف السنية والشيعية والمسيحية ولمنتسبين في الجيش والشرطة ولمسؤولين ومتعاونين مع الحكومة المركزية حيث أقدم على تفجير بعضها وقام بإسكان عناصره في البعض الآخر أو اتخذها أوكارا له.
وتؤكد تقارير منظمات الأمم المتحدة في الدول المجاورة أن أعداد المتقدمين للحصول على اللجوء من أهالي الموصل ارتفع بشكل كبير جدا حتى بلغ نحو 70 شخصا يوميا.
ويعاني الآلاف من النازحين الموصليين والذين لجأوا إلى المحافظات العراقية الأخرى ومخيمات النزوح في إقليم كردستان العراق من تدهور أحوالهم في ظل انعدام الدعم الحكومي والدولي المقدم اليهم، فعشرات الأطفال توفوا وأصيب الكثير منهم بأمراض مزمنة وأمراض جلدية خطرة وحالهم ليس أفضل حالا من أقرانهم الذين لم يتمكنوا من مغادرة الموصل.