الثورة العربية الكبري ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكة ضد الدولة العثمانية، بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن على وقادة الجمعيات العربية في سوريا والعراق في شكل ميثاق قومى عربى ينشد استقلال العرب وإنشاء دولة عربية متحدة قوية،وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (١٩١٥) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل إشراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك.
وكانت الجمعيات العربية السرية في المشرق العربى قد نادت بهذه الثورة ضد الحكم العثمانىوقد أعلن عنها الشريف حسين بن على أمير مكة بهدف تحقيق دولة عربية حرة مستقلة، تضم الجزيرة العربية والمشرق العربى وتتابعت المراسلات بين الشريف حسين وبين المعتمد البريطانى في القاهرة مكماهون وتمخضت عن بروتوكول دمشق، كأساس للتحالف بين بريطانيا والعرب ضد الأتراك، بالإضافة إلى مطالبة بريطانيا بالاعتراف بخليفة عربى للمسلمين.
كما تعهدت بريطانيا بالاعتراف بالاستقلال العربي وتأييده غير أن هذه التعهدات كانت غطاء لمخطط بريطانى لاقتسام الكعكة العربية استعماريا (سايكس- بيكو) وإقامة وطن قومى لليهود في فلسطين تحت الحماية البريطانية واستمر حسين في التعاون مع بريطانيا والحلفاء الذين كانوا يمولون جيشه من الخزينة المصرية، ويزودونه بالسلاح والخبراء مثل لورانس العرب وكان آنذاك الوضع صعبا ومتدهورا في المشرق العربي.
صب جمال باشا السفاح (ضابط بالجيش العثمانى) جام غضبه على الضباط العرب، وأعدم كثيرا منهم بعد فشل حملته على قناة السويس، مما دفع قادة الحركة العربية في المشرق للضغط على الشريف للتعجيل في إعلان الثورة والذى تم «زي النهاردة» في ١٠يونيو ١٩١٦وللثورة العربية الكبرى قصة، ونشيد، وعلم.
أما النشيد فيقول مطلعه يا علمى يا علمى.. يا علم العرب أشرق وأخفق.. في الأفق الأزرق.. يا علم من نسيج الأمهات.. في الليالى الحالكات.أما العلم الذي رفعته الثورة فقد كان عبارة عن مثلث أحمر اللون تلتصق به ثلاثة ألوان أفقية متوازية هي الأسود في الأعلى متبوعا بالأخضر في الوسط والأبيض في الأسفل وتشير الألوان الأفقية المرفوعة إلى شعارات رفعها العرب قديما (الأسود: الدولة العباسية)، (الأخضر: الدولة الفاطمية)، (الأبيض: الدولة الأموية)، أما المثلث الأحمر فيشير إلى الثورة.
ويقول الدكتورجمال شقرة، إنه قبل الحرب العالمية الأولي كانت هناك مؤامرة استعمارية كبري ومبيتة لتقسيم الوطن العربي الذي يتبع الإمبراطورية العثمانيةوالنيل من الإمبراطورية العثمانية وغير الأطماع الاستعمارية لإنجلترا وفرنسا فإن ضعف الدول العربية آنذاك أسال لعاب دول استعمارية أخرى مثل ألمانيا وإيطاليا لكن انجلترا وفرنسا كانتا السباقتين لتنفيذ مخططاتهما وكانت هناك حركات ومحاولات انفصالية عن الإمبراطورية العثمانية مما شجع هذه الأطماع ومنها قيام محمد على باشا بمحاولات ناجزة لاستقلال مصر التي كانت توصف بأنها درة التاج العثماني ودارت مراسلات حسين مكماهون الذي وعد الشريف حسين بتاج الخلافة الإسلامية حال انتصار انجلترا في الحرب العالمية لكن الوعود ذهبت هباء وانتهت بـ(سايكس بيكو) ووقعت الدول العربية في قبضة الاستعمار البريطاني والفرنسي.