x

عبد الرحمن فهمي السر الصحفى فى كلمة «المصرى.... اليوم» عبد الرحمن فهمي الثلاثاء 09-06-2015 21:40


ظلموه حينما ذكروا يوم مولده.. فجريدتنا الكبرى فى أذهان ووجدان الناس أكبر من هذا بكثير.. فأحياناً الأشخاص والأشياء تولد عملاقة.. لا يبدأ عمرها من يوم مولدها.

■ ■ ■

جريدة «المصرى اليوم» أقدم عليها القراء من أول يوم.. والمهم أنه استمر هذا حتى أصبحت الجريدة هى كوب شاى الصباح أو سيجارة ما بعد الغداء.. قراءة الصحف عادة.. اسم «المصرى» بالذات له جاذبية شعبية خاصة.. ولذلك قصة قد تكون طويلة.. أحاول اختصارها بقدر الإمكان.

أول من أصدروا صحفاً ومجلات فى مصر صحفيون لبنانيون!! إذا أغفلنا أن محمد على باشا الكبير أصدر أول صحيفة فى قارة غير أوروبا وأمريكا.

رغم أن محمد على باشا لم يكن أيضاً مصرياً-كل الصحف بعد ذلك أصدرها اللبنانيون.. نابليون بونابرت حمل على باخرته أول مطبعة تدخل مصر لأغراض استعمارية.. كان ذلك فى ديسمبر عام 1875، لم يجد نابليون من يكتب ويطبع.. فقد كانت المطبعة شيئاً غريباً على المصريين.. اكتشف هذه المطبعة التى تركها نابليون بالإسكندرية بلا عمل وعاد إلى أوروبا حيث الحروب وغيرها.. اكتشف هذه المطبعة سليم تكلا بالصدفة المحضة وبدأ يستعد لإصدار «الأهرام» ولم يستطع أن يصدر أول عدد إلا بعد تسعة أشهر!! من ديسمبر 1875 حتى 5 أغسطس 1876!! كان سليم تكلا «باشا فيما بعد»، يحمل على ظهره «شاسيهات الرصاص» من مكتبه المتواضع فى إحدى حوارى ميدان المنشية إلى مكان المطبعة!! وفى عام 1899 اشترى منزلاً قديماً فى شارع مظلوم بالقاهرة وانتقل إلى هناك!!

■ ■ ■

المهم.. فى وسط هذه الصحافة الأجنبية البعيدة تماماً عن مصر والمصريين.. كان يجلس فى غرفة واحدة فى «الأهرام» أكبر ثلاثة صحفيين فى مصر.. محمود أبوالفتح ومحمد التابعى وكريم ثابت.. أبوالفتح كان خير مخبر صحفى يعرف من الأخبار ما لا يعرفه أحد لصلته الوثيقة بسعد زغلول الذى كان يأخذه معه فى كل تحركاته حتى فى باريس أيام مؤتمر الصلح وكان ينام أبوالفتح فى محطة السكة الحديد بباريس!!..

محمد التابعى كل أسرار وخفايا الطبقة الراقية والفن والفنانات عنده، وكانت الناس تحب قراءة صفحته قبل كل شىء.. وكان كريم ثابت رجل السراى منذ أيام الملك فؤاد.. وكانت «الأهرام» تقوم على ما يكتبه الثلاثة.. لذا فكروا يوماً أن يصدروا هم «أول صحيفة مصرية». نعم «مصرية».. وأطلقوا عليها اسم «المصرى» وكانت «قنبلة صحفية مدوية» فى الشارع «المصرى».. الأخ الكبير صلاح دياب أصر على أن تكون جريدته أيضاً «المصرى.. اليوم» ثانى قنبلة.. وكلمة «اليوم» لها قصة أطول من هذا المقال.. فإلى مقال آخر بإذن الله تعالى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية