قالت الخدمة التلفزيونية لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن تجربة أجرتها الادارة يوم الاثنين لمنظومة هبوط على كوكب المريخ باءت بالفشل عندما تمزقت المظلة التي تحمل المركبة التي تشبه الطبق الطائر بعد ان انفتحت جزئيا فوق مياه المحيط الهادي.
كانت مشكلة مماثلة صادفت هذه المركبة في أول محاولة لها من هذا النوع العام الماضي إلا انه تمت اعادة تصميم المظلة وتقويتها لخوض التجربة الثانية لكن يبدو ان الأمر يتطلب مزيدا من الوقت قبل ان تصبح هذه المنظومة جاهزة للهبوط على سطح المريخ مزودة بحمولات ثقيلة.
وقال دان كواتا المهندس في ناسا والمعلق على مهمة هذه المركبة عقب فشل التجربة «هذا هو بالضبط السبب الذي يدعونا إلى اجراء اختبارات من هذا النوع. عندما نكون على أتم الاستعداد بالفعل لارسال مركبة إلى المريخ لا بد ان نكون مدركين انها ستعمل على أكمل وجه عندما تكون المهمة الكبرى في طريقها».
والمظلة التي يصل قطرها إلى 100 قدم -وهي أضخم مظلة تخضع لهذه التجربة- هي المرحلة الثانية من منظومة مكابح لإبطاء السرعة تعكف ناسا على تطويرها منذ نحو خمس سنوات بتكلفة 230 مليون دولار تقريبا.
ومثلما حدث العام الماضي فقد انتفخت حلقة شبيهة بالكعكة كما هو متوقع ما أضاف مساحة سطحية أكبر لزيادة كمية الاحتكاك من اجل سلالة هبوط المركبة عبر طبقات الغلاف الجوي.
وبدأت تجربة يوم الاثنين بانطلاق بالون ضخم مملوء بغاز الهيليوم من منشأة لاطلاق الصواريخ تابعة للقوات البحرية بالمحيط الهادي في منطقة كاواي في هاواي الساعة 7:34 صباحا بالتوقيت المحلي.
وبعد نحو ثلاث ساعات بلغ البالون الارتفاع المستهدف وهو 36576 مترا وعندئذ انفصلت المركبة.
ووضع محرك صاروخي المركبة على ارتفاع 54864 مترا أي أعلى بنحو خمس مرات من ارتفاع أي طائرة ركاب ثم انطلقت بسرعة 4828 كيلومترا في الساعة أي اربعة امثال سرعة الصوت.
والغرض من هذا الارتفاع ومستوى السرعة هو محاكاة الظروف التي يمكن ان تواجهها مركبة فضائية اثناء هبوطها في الغلاف الجوي للمريخ المنخفض الكثافة.
ووقفت سفن انقاذ على أهبة الاستعداد في مياه الهادي لانتشال المركبة والمظلة والمعدات الاخرى.