x

نيوتن عزيزى نيوتن نيوتن الإثنين 08-06-2015 21:10


يا صديقى نيوتن

ما هى التهمة؟

بالمناسبة- يا صديقى نيوتن- فى إطار حرب الشائعات التى يئن منها مجتمعنا فى هذه الآونة، حدثت محاولات ترويج لكذبة ملفقة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، تلقفتها بعض الصحف والفضائيات، وأشار إليها أحد الصحفيين، مفادها أننى استقبلت فى منزلى سعادة السفير الأمريكى «ستيفن بيكروفت» ودارت بيننا حوارات ممتدة.

المحزن أننى لم أر سعادة السفير الأمريكى الجديد إلى يومنا هذا. ولو كان حدث هذا اللقاء فلن أتبرأ منه، وأجدنى أتساءل: ما هو المتوقع كنتائج من مثل هذا اللقاء فى حال حدوثه؟ هناك للأسف من يفترض الاستسلام والانبطاح للسفير إذا ما حاول إرغامى على شىء. قد يحولنى عن ديانتى أو جنسيتى. على أقل تقدير سوف أفرط فى معلومات خطيرة حول بلدى، بقدرة قادر وفى لحظات معدودة أصبحت من العملاء، هكذا يتوهم البعض، أو خيلت لهم أنفسهم الشريرة.

بالمناسبة آخر مرة زارنى سفير أمريكى فى مكتبى كان ذلك منذ سنوات بعيدة، وكانت مفاجئة لى. يومها اتصلت باللواء صلاح سلامة، رئيس مباحث أمن الدولة حينها. أبلغته بأن فلاناً قادم الساعة كذا. هل يريد أن يبعث مندوباً لديه أو القيام بأى إجراءات أخرى يراها؟ قال لى: لا تثريب عليك، التق بمن شئت. فأنت محل ثقة لمن لديه عقل يدرك ويفكر.

ما الذى حدث لمجتمعنا الآن؟ أصبح من السهل التشكيك فى أى شىء، وكل شىء. أصبح من الطبيعى اتهام هذا بالعمالة، وذلك بالتمويل، أصبحت أقدار الناس ومصائرهم رهناً بالشائعات المغرضة والمخططات الدنيئة، أصبحنا نرى على مواقع التواصل قوائم لهؤلاء وأولئك. كلها صناعة عبثية، أصبحت برامج التوك شو بمثابة محاكم تفتيش، بعض المقالات بمثابة تصفية حسابات، بل ابتزاز فى معظم الأحيان، المحاكم أصبحت تئن بقضايا من هذا النوع، لكن إلى متى تستمر هذه الأوضاع، وإلى أى مدى يمكن أن يتحملها المجتمع؟!

بالمناسبة أيضا من هم السفراء الممنوعون من التداول أو من اللقاءات؟ هل هناك قائمة بأسمائهم؟ وهل كلما ساءت العلاقات بين مصر وأى بلد يصبح الاتصال بسفيرها خيانة؟ أنا أرى العكس تماماً. إن كنت مواطناً شريفاً واثقاً من نفسه، فأى اتصال من أى نوع هو بالتأكيد دعم لموقف وطنك.

لا أستطيع أن أخفى حزنى على ضعاف النفوس هؤلاء، ذوى الرؤية الضيقة. أرانى آسفاً على حالهم. أتمنى لهم الشفاء من عللهم وأمراضهم. أوانيهم تنضح بما هو فى داخلهم من تربص ومن خيانة بالسليقة. فالخائن يرى الجميع خونة، خائن لا يفرق بين خيانة وطنه، أو خيانة صديقه، أو خيانة أهله.

أما عنى فهذه دعوة مفتوحة منى لاستقبال أى سفير. جميعهم على الرحب والسعة. ونحن «قدها وقدود».

م. صلاح دياب

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية