«مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا.. نحن مسلمون وطنًا ونصارى دينًا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارًا.. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين».. كلمات خالدة مسجلة السياسي الراحل باسم مكرم عبيد، واجه بها محاولات الاحتلال في إيقاع الفتنة بين عنصري الأمة.
كان مكرم عبيد أحد الخطباء المفوهين لثورة ١٩١٩ وكان يشغل موقع السكرتير العام للوفد، كان بعد خلافه مع النحاس باشا قد أصدر الكتاب الأسود الذي اتهم فيه النحاس بالفساد وحين أقصى عن الوفد أسس حزب الكتلة الوفدية، كما يظل مثالا بارزا دالا على الوحدة الوطنية في مصر، كما كان هو من قام بالدفاع عن عباس العقاد حين اتهم بالسب في الذات الملكية، كما أنه صاحب فكرة النقابات العمالية وواضع نظام التسليف العقارى الوطني.
ولد مكرم عبيد في ٢٥ أكتوبر ١٨٨٩ بقنا لإحدى أشهر العائلات القبطية، ودرس القانون في جامعة أكسفورد وحصل على ما يعادل الدكتوراه في ١٩١٢، وفي ١٩١٣ اُختير سكرتيرًا خاصًا للمستشار الإنجليزي أثناء الحرب العالمية الأولى، وحين عرض عليه مطالب الأمة وحقوقها استغنوا عنه فعمل أستاذًا في كلية الحقوق.
وشغل مكرم عبيد منصب السكرتير العام للوفد، وكان أحد الخطباء المفوهين لثورة ١٩١٩، وظل النموذج الأقوى الدال على الوحدة الوطنية في مصر.
وبعد اغتيال حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، لم يكن بمقدور أحد الذهاب لمنزل البنا للعزاء، فكان الوحيد من بين الشخصيات العامة الذي قدم واجب العزاء، ومشى في جنازة حسن البنا.
وتولى مكرم عبيد الدفاع عن عباس العقاد حين اتهم بالسب في الذات الملكية، كما أنه صاحب فكرة النقابات العمالية وواضع نظام التسليف العقاري الوطني.
وأثناء انتمائه للوفد عُين وزيرًا للمالية، كما شارك في الوزارات الثلاث التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشى إلى أن توفى «زي النهاردة» في ٥ يونيو ١٩٦١.