x

«المصري اليوم» تحاور طاقم الطائرة الشمسية «سولار إمبلس 2»

الخميس 04-06-2015 10:28 | كتب: محمد منصور |
الطائرة الشمسية سولار إمبلس 2 تحلق فس سماء دولة الإمارات الطائرة الشمسية سولار إمبلس 2 تحلق فس سماء دولة الإمارات تصوير : آخرون

من قارة إلى أخرى، تطير «سولار إمبلس 2» بدفقات شمسية، مُستغنية عن الوقود بطاقة متجددة لا نهائية، نظيفة إلى حد المثالية، وقوية إلى درجة قدرتها على تزويد سكان الأرض بنصف احتياجاتهم من الطاقة.

بوزن يبلغ 2300 كيلوجرام، تفرد الطائرة أجنحتها العملاقة في الهواء مُسطرة منحى جديد من شأنه تحسين جودة حياتنا التي لوثتها الانبعاثات الناتجة عن الحرق الجنوني للوقود الأحفوري، ومن كابينة صغيرة؛ يجلس داخلها طبيب النفس السويسري، والمستكشف «برتران بيكار»، بالتناوب مع زميله «أندرية بوشبيرج»، يخرج لنا مفهوم جديد للإستدامة والحفاظ على موارد كوكبنا الأزرق.

بروح عالية، وتخطيط مُحكم، وتضافر مجهودات الكثير والكثير من المؤمنين بقدرة العلم على تحقيق المستحيل، يقود «بيكار» الطائرة التي ترسم ملامح مستقبل جديد للبشرية، فالرجل الخمسيني لا يزال يصنع مغامراته الهادفة إلى إثبات أن التكنولوجيات النظيفة قادرة على إنقاذ الأرض من المصير البائس الذي ينتظرها نتيجة هدر الموارد الطبيعية وحرقها للحصول على الطاقة.

في الوقت الذي ينتظر «بيكار» تحسن الحالة الجوية لمواصلة الرحلة، كان لـ«المصري اليوم» معه هذا الحوار:

كيف بدأ مشروع الطائرة الشمسية «سولار إمبلس 2»؟ وما هي أهدافه؟

بدأ البرنامج قبل عدة سنوات بهدف بناء طائرة قادرة على الطيران ليلاً ونهارً دون استخدام وقود أحفوري، فقط؛ عن طريق الطاقة الشمسية.

نتمني أن يسهم ذلك في خلق رمز جديد يعزز بشكل جذاب روح الإبداع والابتكار وخاصة في مجال توفير الطاقة وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة كمصدر مستدام وصديق للبيئة.

نعرف أن النجاح لن يأتى فقط بإكمال جولة حول العالم داخل طائرة تُحلق دون وقود، لكن أيضًا بتحفيز الجميع لتنفيذ التدابير اللازمة للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

لذا، أطلقت، وزميلي «أندرية» حركة «مستقبل نظيف»، وذلك بالتزامن مع بدء رحلتنا من مطار «البطين» بمدينة أبوظبي الإماراتية، هدفنا واضح وضوح الشمس التي نستخدم طاقتها، نريد تعميم رؤية جديدة حول العالم، والدفع بالطاقة الشمسية كبطل رئيسي في مجال الطاقات من أجل إيصال الرسالة التي اتفقنا عليها منذ إطلاق المشروع في 2003، تلك الرسالة التي تؤيد استخدام التكنولوجيات النظيفة من أجل خلق فرص عمل وتحقيق نمو مستدام، مع حماية البيئة في الآن ذاته.

في ديسمبر القادم، سيجتمع صُناع قرار، وقادة حكومات مختلفة حول العالم، في مؤتمر التغير المُناخي بباريس، والذي سيتم تحت رعاية الأمم المتحدة، وسوف يتخذون قرارات مصيرية مُتعلقة بإتفاقية جديدة للمُناخ، تهدف حركتنا –مستقبل نظيف- إلى ضم ملايين الأصوات حول العالم، لنُظهر لقادة الدول المجتمعين في تلك القمة أن هناك الكثير والكثير من البشر يشعرون بالقلق حيال قضية تغير المُناخ، والتى يسببها الانبعاثات الغازية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، لدينا عدد كبير من الأصوات داخل الحركة، ونتمنى أن ينضم إلينا آخرون، فكلما زاد العدد، تعظم تأثير الرسالة.

هناك مطلب، واحد ومُحدد، نريد من الجميع في تلك القمة أن يوافق على استخدام إجراءات ملموسة من أجل مستقبل نظيف، أعتقد أن انتهاء الرحلة، بنجاح، قبل عقد القمة، سيعزز مطالبنا، التي نسعي لتلبيتها للحصول على مستقبل أفضل للجميع.

الطيار برتران بيكار

تبقي مشكلة الطاقة المتجددة في حجم العائد من القوي الموّلدة مقارنة بالتكاليف المدفوعة.. فكم تكلف بناء طائرة تعمل بالطاقة الشمسية فقط؟ وهل تتساوي تلك التكاليف مع حجم العوائد؟

ميزانيتنا لم تتجاوز الـ150 مليون فرانك سويسري على مدار 12 عامً –نحو مليار و200 مليون جنيه مصري- تلك التكلفة تشمل رواتب الفريق المكون من 80 شخص طوال المدة، إلا أنها لا تشمل تكلفة الطيران والدعم الفني للطائرة.

تم تمويلنا من قبل شركاء من القطاع الخاص، مثل شركات شندلر، أوميجا، باير لعلوم المواد، وسويسكوم، وسويس أر إي، علاوة على سولفاى، ونحن نستفيد من دعم 80 شركة أخرى تشارك في البرنامج تحت مستويات مختلفة من الشراكة.

لا يمكننا عقد مُقارنة تشمل التكاليف مع العوائد، نحن نُجرب، ومن الطبيعي أن تتكلف التجارب الكثير من الأموال، في المستقبل، ومع تطور التقنيات في مجال الطاقات النظيفة، ستنخفض التكلفة ويتعظم حجم العائد، وهو الأمر الذي سيُحقق تنمية مستدامة حقيقية وفعالة، نتحدث هنا عن مصدر لا محدود للطاقة، لا ينضب ولا يحمل كوكبنا الأزرق أي أعباء إضافية، سواء على مستوى الموارد الطبيعية أو التلوث.

من المثير أن تقود طائرة صديقة للبيئة تستخدم الشمس كوقود بديل عن البترول، بقدر ما هو خطير الاعتماد على طاقتها لعبور المحيط الهادي في رحلة تستغرق 5 أيام.. هل لك أن تحدثنا عن صعوبات رحلة مثل هذة؟

كل شىء صعب في الرحلة بحكم كونها سابقة تاريخية، ليس لدينا مقاعد للبدلاء، كل شخص يقوم بمهمة ما لا يوجد بديل له، لهذا السبب؛ هناك الكثير من التشويق في جميع أنحاء العالم.

تلك هي الطائرة الشمسية الأولى على مدار التاريخ التي ستقطع المسافة من مدينة «نانجينج» الصينية إلى «هاواي» الأمريكية، دون توقف، وبلا نقطة واحدة من الوقود الأحفوري، مدى طيران يزيد عن 5000 ميل، لخمسة أيام متصلة فوق المحيط، بالنسبة لي، ولشريكي «أندرية»، ستكون تلك الرحلة هي الاختبار الجاد الذي جاء في نهاية عمل شاق استغرق 12 سنة من أعمارنا، نجاحنا في ذلك الاختبار سيعطينا شهادة الجدارة، وسيعطى الطاقات المتجددة بشكل عام، والشمسية على الوجة الأخص، دفعة كبيرة إلى الأمام.

نعلم أنك لن تقود الطائرة في تلك الرحلة، فسيقوم «أندرية بورشبرج» بقيادتها، فكيف سيتمكن من الجلوس في كابينة الطائرة الضيقة لمدة 5 أيام متتالية؟

لتمكين الطائرة من التحليق طيلة تلك الفترة دون توقف، استخدمنا هيكل مصنوع من ألياف الكربون متناهية الخفة وعمدنا التقليل من مساحة كابينتها للحد الأدني، نستلقي على كُرسي الطائرة المُستمد تصميمه من تصميم حصائر اليوجا التقليدية، ذلك الكُرسي موضوع في مساحة كلية لا تتجاوز 3.8 متر مكعب، ولم نرفق أي أجهزة تكييف للهواء في «سولار إمبلس2» وذلك للحفاظ على طاقة بطاريات «الليثيوم» الأربعة المُرفقة بأجنحة الطائرة.

نهارًا، تستمد الطائرة طاقتها من الخلايا الشمسية البالغ عددها 17248 خلية، والتى تغطي كامل الجناحين البالغ طولها 72.3 متر، أما في الليل، نعتمد على طاقة البطاريات التي تم تخزين الطاقة الشمسية بها طيلة النهار، لذا، نستعين- أندرية وأنا، بأساليب رياضية ونفسية وعملية للحفاظ على أنفسنا طيلة رحلات الطيران.

وما هي تلك الأساليب؟

أنا طبيب نفسي، لذا فضلت الاستعانة بتقنية النوم الإيحائي بواسطة التنويم المغناطيسي الذاتي للحفاظ على صفاء ذهنى، وهو أسلوب فعال للحفاظ على اللياقة الذهنية خلال الرحلات الطويلة التي تتطلب تركيزًا كبيرًا، ويستند التنويم المغناطيسي الذي سأمارسه على تقنيات التفكك، وهي تقنية تسمح لجزء من النفس بالاستقلال، وتسمح لك بمراقبة الجزء الأخر من نفسك، وتُعرف تلك الطريقة بفصل الرأس عن الجسم، حيث يستطيع الجسد في الدخول إلى حالة من الاسترخاء العميق جدًا مع الحفاظ على نشاط الدماغ في مستوي يسمح بالتحقق من مؤشرات الطائرة وما يحدث خلال الرحلة.

لقد حصلت على تدريب في التنويم المغناطيسي الذاتي عام 1992، تحسبًا لأول سباق في المحيط الأطلسي داخل كبسولات صغيرة مُرفقة ببالون يطير لمدة 5 أيام بلا توقف، لدي خبرة في الأمر، ورغم ذلك؛ تدربت عليه مرة أخرى باستخدام أجهزة محاكاة، قمن بما مجموعة 86 ساعة من النشاط؛ مع فترات نوم مُتعددة الأطوار مُكونة من 20 دقيقة، وأظهرت الاختبارات اليقظة والاستقرار الكلي للاداء والتركيز، لدرجة إنني تمكنت من قيادة سيارتي لمدة ساعتين ونصف في نهاية اختبارات المُحاكاة.

فيما سيمارس «أندرية» تمارين اليوجا أثناء فترة الطيران الطويلة من الصين إلى هاواي، سُتمكنه تلك التمارين من تحسين دورته الدموية والسيطرة على فترات النوم التي لن تزيد فترتها عن 20 دقيقة في المرة الواحدة، تلك «الغفوة» سيتم تنفيذها من 10 إلى 12 مرة في اليوم الواحد، لقد استعان شريكي بخبير هندي لتعليمه تلك التقنيات.

هل تثق في تقنيات تلك الطائرة إلى حد القيام برحلة خطيرة مثل عبور المُحيط الهادى؟

نعم، أثق بها، لقد مرت الأجزاء الرئيسية في «سولار إمبلس 2» بمجموعات كبيرة من الاختبارات الصارمة لضمان قدرتها على التحمل والبقاء، المحركات، المراوح والأنظمة الكهربائية تم التأكد منهم بشكل كامل، بما لا يدع مجالاً للشك، طائرتنا تعمل على ما يرام، ونحن نثق بها تمامً، ومع ذلك، تم تجهيزها بمجموعة من أنظمة السلامة الزائدة عن حاجتنا الفعلية، لاستخدامها في حالة فشل النظام أو حدوث عقبات ما، الرحلات أمنة، وهناك فريق أرضي على أعلى مستوي، مكون من تقنيون ومهندسون وأطباء وعُمال، يعملون على مدار الساعة لتحقيق أقصي دعم ممكن قبل وأثناء وبعد الرحلات.

وكيف يمكن أن تخدم تلك التجربة، الخطيرة وغير محسومة العواقب، البشرية؟

التجربة ستساعدنا نحن البشر على الحفاظ على مواردنا الطبيعية التي نبددها يومًا تلك أخر، سُتعطي دفعة للتفكير في استخدام التكنولوجيات الفائقة النظيفة، ستجعلنا قادرين على إظهار إمكانيات التكنولوجيا الجديدة من حيث توفير الطاقة وإنتاجها، الجميع سُيدرك في النهاية فائدة ذلك حين يحتكون بتلك التقنية في حياتهم اليومية.. حينما تُشاهد طائرة تُحلق دون وقود، لن تستطيع أن تقبل أن يقول لك أحدهم أن الطاقة النظيفة حلمًا بعيد المنال.

وما هو العائد على المستوي الشخصي؟

روح الريادة، سنكون رواد تلك التجربة، نحن مؤمنون بالعلم، لقد انحدرت من عائلة مستكشفة، جدي كان أول من طور منطاد يستطيع الارتفاع 16 كيلومترا فوق سطح الأرض، ووالداي كان أول شخص يبلغ أعمق نقطة في المحيط، الشغف وحب الاستكشاف جائزتان قيمتان، لمن يعرف قيمتهما.

وهل تتوقع أن تحل الطاقة الشمسية محل الوقود الأحفوري لتغذية الطائرات التجارية بالطاقة اللازمة لتحليقها في المستقبل القريب؟

هدفنا الرئيسي ليس تثوير عمليات النقل الجوى، لكن؛ تغيير مفاهيم الناس حول التكنولوجيات النظيفة.

لو تم استخدام الطاقة الشمسية على المستويات الضخمة، بمعني إنتاجها على نطاق تجاري واسع، باستخدام التقنيات المُستخدمة في «سولار إمبلس 2»، سيتمكن العالم من توفير نحو 50 % من استهلاك الوقود الأحفوري، ويُمكن أن يستخدم العالم طاقات الرياح وباقي وسائل إنتاج الطاقة المتجددة لتوفير النصف الأخر من الوقود.. الآن، يدرك مصنعو الطائرات جيدًا ضرورة التغيير، لكن، لا يُمكن أن يحدث تحول درامي فُجائي في صناعة الطائرات واستخدام الطاقة الشمسية لتزويدها بالقوى القادرة على جعلها تُحلق بسلالة.

بلا وقود، ذلك هو مفهوم مشروعنا، وهو ما لا يُمكن تحقيقة في الطائرات التجارية في الوقت الراهن، يجب أن تُتخذ خطوات وسيطة، مثل استخدام مواد أخف وزنا في صناعة الطائرات، طُرق أقصر ومباشرة للوصول إلى الوجهات المكانية، إجراء عمليات هبوط أكثر جودة وأقل استهلاكًا للطاقة، وهكذا، بتطبيق تلك الخطوات وغيرها، سوف يكون بمقدرو شركات تسيير الطائرات الاستغناء عن الوقود الأحفوري بشكل تدريجي واستبداله بالطاقة المتجددة.

في الرحلة العديد من التحديات.. تمكنتم من التغلب على الصعوبات التقنية، إلا أن العامل البشري لا يزال يواجه المزيد من المصاعب، فما هي التحديات العقلية والجسدية التي تفرضها عمليات الطيران بواسطة «سولار إمبلس 2»؟

نظريًا، قدرة الطائرة الشمسية على الطيران أبدية، فهي تستطيع التحليق حول العالم لأكثر من مرة دون توقف وحتى نهاية الزمان، إلا أن قدرة البشر محدودة، قمرة القيادة صغيرة جدًا، ويمكنها أن تحمل طيار واحد فقط، وفي تلك الظروف القاسية، لا يُمكن للطيار أن يتحمل العمل لأكثر من 5 أو 6 أيام، لذا؛ فضلنا عمل محطات توقف، تساعدنا –أندرية وأنا- على التوقف لالتقاط الأنفاس وتبديل الطيار وفقًا لترتيب موضوع ضمن خطتنا.

في المستقبل، وحين يتم تطوير «سولار إمبلس 2» لتحمل طيارين اثنين، سيستطيع البشر الدوران حول العالم ليلاً ونهارً ودون توقف، فقط، إذا استوعبت الكابينة شخصين، هنا يكمن التحدي الرئيسي، استدامة الطيار.

وكيف تغلبتم على تلك المشكلة؟

ضمن برنامجنا، قررنا عدم النوم فوق المناطق المأهولة بالسكان، وقمنا بتطوير تقنيات استرخاء الجسم حتى أثناء الاستيقاظ، وسيتم استخدامها من قبل «أندرية» فوق المحيط الهادي، علاوة على تزويد الطائرة بنوع خاص من الطيار الآلي، سيضمن هذا النظام البقاء ضمن الارتفاع المسموح والاتجاه المُحدد سلفًا، وإذا وقع طارئ ما أثناء غفوة الطيار، مثل الاضطرابات الجوية التي تزعزع إتجاه الطائرة، سيتم تنبيه الطيار على الفور باستخدام نظام حديث للغاية، ليقوم فورًا بالتعامل مع الطوارئ واتباع نُظم السلامة.

أثناء الطيران، سيتم إعادة اختبار النُظم مرتين، وإعادة حساب المؤثرات الجوية والآلية مرتين، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الجوية السائدة وكمية الأشعة الشمسية، سيعتمد الطيار على نظم دقيقة لإدارة وترشيد الطاقة لمواصلة الرحلة خلال الليل، وجعل الطائرة في حالة تحليق حتى شروق الشمس التالى، وسيظل على اتصال دائم –عبر الأقمار الاصطناعية- بالمركز الأرضي للتحكم والمتابعة والمراقبة.. في الحقيقة؛ الطيار هو «الملاك الحارس» لتلك الطائرة.

في النهاية.. هل تتوقع أن تصل إلى النتائج المرجوة للرحلة؟

أتمني.. لقد حاول فريق «سولار إمبلس2» المكون من كبار العلماء في مجالات عدة ومجموعة من الفنيين المهرة فعل كل شئ، فقط لنتمكن من إيصال الرسالة، لدينا عاطفة قوية شكلت دافعًا وراء مسعي سيُفيد البشرية جمعاء، حصلنا على دعم من العديد والعديد من المهتمين بكوكبنا، واجهنا تحديات علمية، مهنية، عاطفية وروحية، أعددنا جيدًا، وحسبنا كل خطوة وفحصنا كل مُعدة وآلة داخل طائرتنا فائقة التكنولوجيا، صممنا مشروعًا فريدًا من نوعه، أتمني، من أجل ذلك كله، أن يكون النجاح حليفنا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية