دي ما بقتش مشكلة صغيرة... دي بقت مشكلة بلد بحالها... تقدر تقول وقلبك مرتاح إن معظم أهل هذا البلد أصبح يعاني من مشاكل جنسية.
طبعا كالعادة... معظم قراء المقال ده دماغهم راحت شمال جري... ووجب التوضيح أن المقصود بالجنسية.. هي الجنسية المصرية.. واهي كلها جنسيات.
أصبحنا نرى شبابًا في عمر الزهور مستعدًّا للتنازل عن جنسيته المصرية مقابل أي شيء... وده مؤشر لو تعلمون خطير... لن يظهر أثره في القريب العاجل... ولكن ستظهر آثاره بوضوح بعد عقد من الزمان... حين يصبح هذا الشباب المهمش الذي لا يملك دورًا في حياة هذا الوطن مطالبًا بقيادته بعد أن يوارى كل المسؤولين الحاليين الثرى... يموتوا يعني... ما هو مفيش حد بيفضل عايش علطول... إلا مبارك طبعًا.
في الوقت ده حيكون مطلوب من الشباب ده إنه يقود.. إنه ينتج.. إنه يعمل من أجل مصر... مصر اللي لم تجعل له في حياته لحظات يتذكرها من أجل العمل في المستقبل.
وقبل الهجوم المفزع القادم على شاكلة.. انت ما بتحبش تراب مصر... وكفاية عليهم نيل مصر... وهما اتعلموا في مصر هما وأهاليهم.. دول أكلوا في مصر لما بقوا بغال حلوين كبار... خلينا نواجه بعض الحقائق الهامة بقلب مفتوح وبدون تحيز لأن مفيش حد يقدر يفهم مدى حبي لهذا البلد... وأن الجنسية المصرية بالنسبة لي لا تمثلها أوراق ولا يمكن الاستغناء عنها حتى وإن غادرت الروح الجسد، فمصريّتي تبقى معي في قبري.
خلينا نتذكر أن الجيل الحالي ما بين العشرين إلى الخامسة والثلاثين لم يرَ إلا التلوث... التلوث في كل شيء... تلوث في التعليم وتلوث الطعام والشراب.... تلوث العمل وفساد ووسايط ومحسوبية... تلوث الشوارع وتلوث في إدارة الدولة... تلوث في أقسام الشرطة وتلوث في الرياضة وتلوث في الهواء وتلوث في النيل... تلوث «إيفري وير».
هذا الشباب لم يسعفه الحظ ليعيش في مصر بالمعني الحرفي للكلمة... وتمحورت حياته حول كيفية الحفاظ على نفسه حيًّا طوال هذه الفترة بدون الزج به في المعتقلات أو بدون أن يمد يده لطلب المساعدة في شوارع مصر وأزقتها لعدم وجود فرص عمل.
هذا الشباب كان من الأجدر أن يتم احتواؤه واحتضانه وتصديره للمشهد في رحلة ألمانيا مع الوفد الرسمي المرافق للسيسي... خمسة من كلية الطب وخمسة من هندسة وخمسة فنية عسكرية وخمسة من معهد السينما وخمسة وخمسة وخمسة من كل مكان لا تتعدى أعمارهم خمسة وعشرين عامًا... بدلا من الثدييات العملاقة اللي طالعة مع الرئيس حتى وإن كانت في وفد شعبي غير رسمي.
هؤلاء ليسوا شعب مصر... هؤلاء ساهموا في صنع التلوث عمرًا كاملاً بينما كان الشباب المطالب ببناء مصر اليوم يجاهد من أجل فرصة للحياة داخل هذا الوطن بطريقة مستقيمة.
كان من الأجدر في رحلة السيسي.. إثبات المستقبل لمصر... بدلاً من تثبيت الماضي الملوث... كان من الأجدر أن يظهر خمسون شابا في شتى المجالات للتأكيد على مستقبل مشرق.. واهتمام حقيقي من الإدارة المصرية بالمستقبل... بدلاً من فرقة تطبيلكوا للفنون الشعبية.. وعالسقفة كلّوا يُرقص.
وحتى إن كان الوفد «طالع بمزاجه».. «وغصب عن الرئاسة»... «ومن ورا ضهر الرئيس»... وانه حيتفاجئ بيهم يا عيني هناك في ألمانيا... كان من المفروض على معاونيه تنفيذ رؤية مصر المستقبلية والاهتمام بإظهار عناصر الشباب بدل ما الشباب ده تلاقوه في المستقبل القريب بيعاني بجد من.... مشاكل جنسية.
للتواصل مع الكاتب
FB\sherif.asaad1