استقبلت شركة سيمنس الألمانية الرئيس عبدالفتاح السيسى برفع علم مصر على أهم مصانعها فى العاصمة برلين، خلال زيارة الرئيس أمس، وأعلنت أنها وقَّعت عقداً مع مصر بقيمة 8 مليارات يورو لتوريد محطات طاقة وأنشاء أكبر مزرعة لإنتاج طاقة الرياح بقدرة ٢٠٠٠ ميجاوات.
وقالت قيادات بالشركة إن إجراء «رفع العلم» لا يتم سوى مع الشخصيات والدول رفيعة المستوى التى تربطها بألمانيا علاقات شراكة استراتيجية، وأعرب عدد من العاملين بمصنع توربينات الغاز، التابع للشركة، عن رغبتهم فى العمل بمواقع الشركة بمصر.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمة وجهها لمجتمع الأعمال الألمانى، خلال مراسم توقيع عقود جديدة لمشروعات الطاقة مع شركة سيمنس الألمانية- إن مصر لديها الآن ضمانة الاستقرار والأمن، إضافة لضمانات الاستثمار فيها.
وأضاف السيسى أن مصر حكومة وشعبا ترحب بالاستثمارات الألمانية، وأن المستثمرين والحكومة الألمانية سيجدون ضمانة الحرية، عندما يأتون إلى مصر، مستدركا: «إذا كنتم تدافعون عن حقوق الإنسان والحرية والعدالة والديمقراطية فإننا نعمل على تحقيقها»، مؤكدا أن مصر لديها الآن إرادة للخروج من الظروف الصعبة التى مرت بها، وتعمل على مكافحة الفساد وتحقيق الشفافية، ولديها قوانين ولوائح منظمة للاستثمار وجاذبة له.
وقال وزير الاقتصاد الألمانى: «سنعمل مع مصر على رفع معدل النمو الاقتصادى، وهى شريك اقتصادى غير عادى، وأهم شريك تجارى بقيمة ٤ مليارات و٢٠٠ مليون يورو».
وأعدت «المصرى اليوم» رحلة للبحث عن حلول سريعة وقياسية لأزمة الطاقة ما بين برلين ودوسلدورف، واطلعت على نموذج مصغر لإحدى محطات توليد الكهرباء الحديثة بنظام الدورة المركبة باستخدام الغاز الطبيعى والمياه.
ودخلت سيمنس الألمانية المراحل النهائية بشأن تشييد أحدث محطاتها لتوليد الكهرباء بنظام الدورة المركبة، وتمثل نموذجاً من 3 محطات ستتولى الشركة تنفيذها فى مصر.
من جانبه، قال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن «سيمنس» ستبدأ العمل فى غضون الـ ٦ أشهر المقبلة فى تشييد المحطات التى تعاقدت على إنشائها فى مصر.
وأضاف شاكر، لـ«المصرى اليوم»، أن فريقاً من خبراء الشركة تفقد مواقع تلك المحطات، كما شرعت الشركة فى تصميم رسومات المحطات تمهيداً لبدء تصنيع التوربينات التى سيتم تركيبها.
وأشار مسؤول العلاقات والاتصالات الحكومية والإعلامية فى سيمنس، كريستيان ويليامز، إلى أن محطة دوسلدورف الأحدث فى استخدام توربينات الغاز من الفئة H ذات الدورة المدمجة فى محطات الكهرباء، وأن هذه التوربينات تتميز بتقليص الانبعاثات السنوية لغاز ثانى أكسيد الكربون بمقدار ٤٣ ألف طن تعادل الانبعاثات الصادرة من١٠ آلاف سيارة أوروبية. وأوضح ويلسون أن سيمنس ستتولى، وفقاً للاتفاق الموقع بين الحكومة المصرية والشركة، إنشاء ٣ محطات مقرر لها أن تبدأ ضخ الكهرباء المولدة إلى الشبكة القومية بحلول إبريل ٢٠١٧.
وقال مصدر بالشركة إن الاتفاقيات بين وزارة الكهرباء والشركة تتضمن اتفاقيات لإنتاج الكهرباء بتكلفة استثمارية 70 مليار جنيه، لإنتاج 16.4 ألف ميجاوات، بما يعادل ٥٠٪ من إنتاج مصر الحالى من الكهرباء.
وأعلن منير فخرى عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، أن ألمانيا تعد ضمن الشركاء الاستراتيجيين لمصر، وترتبط مع القاهرة باتفاقيات الشراكة الأوروبية، ومنع الازدواج الضريبى، وتشجيع وحماية الاستثمار، والتعاون الاقتصادى، ومذكرة تفاهم لإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة.
من جانبه أكد الدكتور نادر رياض، رئيس مجلس الأعمال المصرى الألمانى، بدء مفاوضات بين ٣٠٠ مستثمر مصرى وألمانى من أجل شراكة بشأن استثمارات جديدة فى مصر.