اقتربت امتحانات الثانوية العامة ونصيحتى هذه المرة للسادة الزملاء الملاحظين: الطلاب أنواع.. منهم من يرتدع بنظرة حادة، ومنهم من يرتدع بنبرة غليظة، ومنهم من يمتثل للتعليمات بالكلمة الطيبة الرقيقة، فعبوس الوجه، وتقطيب الجبين، والصوت العالى، ليست هى الأدوات التى ترهب بها الغير، وابتسامتك فى وجه الطلاب تعطيهم اطمئناناً نفسيا يساعدهم على التركيز، وإن خير الأمور الوسط لذلك: لا تكن صلبا فتكسر، ولا تكن لينا فتعسر!! إذا رأيت مخالفة ما قم بحلها بهدوء، حتى لا يترتب على سوء تصرفك مشكلات أكبر من المخالفة التى ضبطتها!!
الحركة الكثيرة ذهابا وإيابا داخل اللجنة ليست دليلا على اليقظة.. بل قد تشتت انتباه الطلاب.. اجلس فى أول اللجنة وزميلك أو زميلتك فى آخرها. حتى لا تعطى فرصة للمقصرين أن يثيروا شغباً فى اللجنة، والجلوس حتى النوم يذهب بـهـيـبـتك.. فكن كالصقر ينظر هنا، وهناك دونما ضجيج، واعلم أن كثرة الأوامر والنواهى والحديث مع الغير يجعل اللجنة متوترة، والهدوء يريح الأعصاب، وحسن معالجة المشاكل فن، فكن كالطبيب البارع.. يستأصل الأورام بدون جراحة، وبدون ألم!!
التقنيات والعلم الحديث وتعدد وسائل الغش تلقى بمزيد من التبعات على يقظتك داخل اللجنة، فكن أهلاً لعملك.. أما الطامة الكبرى، فهى الغش عن طريق الملاحظين أو غيرهم من الزملاء، فذلك للأسف يهدم كل القيم مهما كانت المبررات، فكن حكماً عدلاً حتى على أبنائك فلذات كبدك!!
لجنة الامتحان ليست مكاناً لمعركة وليست حرباً بها منتصر أو مهزوم، فبهدوئك، وابتسامتك، وتمالك أعصابك- مهما تكن الأمور- ستجعل الطلاب يودون ألا ينتهى وقت الامتحان حباً فيك وفى حسن معاملتك لهم!.
مع أرق الأمنيات لأبنائنا الطلاب بالنجاح والتفوق.
سعد مهلل محمد
معلم خبير ثانوى بإدارة شرق الإسكندرية التعليمية