رغم أن الغردقة قريبة نسبيا من سوهاج، فظروف عملى لا تسمح لى بالسفر إليها إلا قليلا جدا، وفى شهر فبراير الماضى قررت أن أقضى بها يومى الخميس والجمعة! فسافرت إليها وعند وصولى فوجئت بأن تليفونى الأرضى معطل! لكننى آثرت عدم الإبلاغ حتى لا يضيع يوم الخميس فى انتظار عامل الأعطال مرجئا أمر الإصلاح إلى الزيارة القادمة! وعندما توجهت إلى سنترال سوهاج لسداد فاتورة تليفون الغردقة عن فترة الربع الأول من 2015، وجدت مفاجأتان فى انتظارى، أولهما أن الرقم قد تغير، وثانيهما أن قيمة الفاتورة هى سبعون جنيها ونصف الجنيه، رغم أنى لم أمكث قى الغردقة سوى يومين، وكان التليفون خلالهما معطلا!! سددت الفاتورة تلافيا لرفع التليفون!! وفى شهر مايو قررت أن أكرر الزيارة، ووجدت التليفون لا يزال معطلا، فأبلغت الأعطال، وهنا كانت المفاجأة الثالثة، إذ أبلغتنى الأعطال أن الرقم الجديد يخص إحدى القرى السياحية الكبرى، وأنه يعمل بكفاءة، ولا حاجة من ثم إلى إصلاحه!! حينئذ اتصلت بخدمة العملاء التى أحالتنى إلى إدارة الشكاوى التى أحالتنى مرة أخرى إلى الأعطال التى أكدت لى أن اختصاصها فقط هو إصلاح التليفونات المعطلة، وأن التليفون موضوع الشكوى غير معطل!!
لا أجد تفسيرا لما حدث إلا أحد احتمالين: أولهما وهو ما أرجحه أن ما حدث كان نتيجة للإهمال وسوء الإدارة، وعدم التنيسق بين الإدارات المختلفة للشركة المصرية للاتصالات، وهى سمات تتسم بها كثير من الشركات التى كانت فى الأصل مصالح حكومية، والاحتمال الثانى هو أننا إزاء واقعة فساد تم فيها الاستيلاء على خط منزلى لمواطن ضعيف لحساب قرية سياحية ذات نفوذ! لقد قررت التوقف عن إصلاح التليفون والانتظار لحين سداد فاتورة يوليو القادم، فإذا وجدتها تشتمل على أى مكالمات زائدة فلن أسددها بالطبع، تاركا للشركة أن ترفع التليفون الأرضى إذا شاءت، حيث سأكتفى بالموبايل، والشركة هى الخاسر الأول فى جميع الأحوال، مع اعتبار هذه الرسالة بلاغا لمن يهمه الأمر، إن كان هناك من يهمه الأمر!.
د. نصار عبدالله- أستاذ فلسفة السياسة والقانون- جامعة سوهاج