وجه محمد أبوالعينين، رجل الأعمال والرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، الدعوة للشعب الألماني من مفكرين ومستثمرين وصانعين وشباب وشيوخ للمشاركة في النهضة المصرية الحديثة في البناء والنماء والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتصدي للإرهاب.
يأتي ذلك في مقال مطول لرجل الأعمال نشرته صحيفة «فرانكفورتر ألجماينا» وصحيفة DIE WELT الألمانيتين تحت عنوان «رسالة من برلماني مصري» على هامش زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الألمانية مساء الثلاثاء.
وطالب «أبوالعينين» الشعب الألماني بزيارة مشروع قناة السويس الجديدة الذي تم في أقل من عام، وزيارة منتجعات مصر السياحية الرائعة والتجول بين آثارها الفرعونية والمسيحية والإسلامية الخالدة في الأقصر وأسوان والقاهرة العريقة.
ورصد رجل الأعمال التاريخ المميز لتطور العلاقات المصرية الألمانية، موضحا مدى إعجاب المصريين بألمانيا كنموذج صناعي واقتصادي مثالي، بالإضافة إلى التقدير الألماني لمصر بوصفها مهد الحضارة وواضعة أسس العلوم والثقافة والسياسة منذ آلاف السنين.
وقال إن «ثورة يناير المصرية السلمية الطامحة استغلها طيور الظلام للانقضاض على مقدرات الوطن والتحكم في مصيره واقتحموا السجون وقاموا بتهريب المجرمين كما حاولت مؤسسات كبرى وجهات إعلامية استغلال حماس الشباب من أجل إسقاط الدولة ونشر الفوضى لجر الشعب المصري إلى حرب أهلية».
وأوضح أن بعض الجماعات الدينية استغلت البسطاء من الشعب المصري وحاولت إقناعهم بأن اختيار قائمة مرشحين بعينها هو الطريق إلى الجنة في الآخرة وأن من يخالفهم كافر وهو عدو الله وباسم الدين وصلوا إلى كرسي الرئاسة حتى ظهر الوجه الحقيقي لهم وانحيازهم لمصالحها وتكفير من يعارضها واختلاق اتهامات لسجن الأبرياء وحدث ذلك مع الآلاف وتم ظهور براءتهم بعد ذلك.
وأضاف رجل الأعمال أن غضب الشعب المصري وصل إلى ذروته وفي يوم 30 يونيو 2013 بعد إصدار الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي إعلانا دستوريا يحصن قراراته من الطعن أمام القضاة لدرجة إصدار العفو الرئاسي عن قتلة بينهم قتلة مذبحة الأقصر 1997 والتي راح ضحيتها مئات السياح من أوروبا.
وأكد «أبوالعينين» أن الجيش المصري استجاب في يونيو لرغبات الملايين من الثائرين في الميادين، وحدد معهم خارطة المستقبل التي تم على إثرها صياغة دستور ديمقراطي يؤسس لدولة مدنية ثم تم انتخاب عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر بإجماع الملايين في انتخابات نزيهة تمت بإشراف قضائي كامل وبرقابة دولية وأوروبية وعربية وليس كما يحاول البعض التشكيك فيها.
وأكد أن هناك العديد من المغالطات لدى الغرب عما حدث قبل وبعد ثورة 30 يونيو المجيدة يجب تصحيحها أهمها أن قرار الإحالة للمفتي الأخير في قضيتي التخابر والهروب من سجن وادي النطرون لا يعد قرارا نهائيا بالإعدام ولكنه مرحلة من مراحل التقاضي وقد يتحول إلى حكم آخر في باقي المراحل كما حدث في العديد من الأحكام السابقة، مضيفا أن القضاء المصري مستقل وغير خاضع للسياسة أو التدخل في مصر والشعب المصري يرفض أن يعلق أحد على قضائه سواء بالنقد أو حتى الإشادة.
وتحدث أبوالعينين في مقاله عن الإرهاب الأسود الذي يضرب مصر وراح ضحيته 909 ضباط ومجندين مصريين في مواجهات مع العنف منذ ثورة 30 يونيو، دفعوا خلالها أرواحهم حماية لشعب أرادت إحدى الجماعات أن تحكمه بالقوة، مؤكدا أنه لا يمر يوم إلا وتشهد مصر أعمالا إرهابية تستهدف رجال العدالة من القضاة وأفراد الجيش والشرطة ولم يسلم المدنيون من شرورهم وجرائمهم، فضلا عن استهداف البنية التحتية، والمنشآت الحيوية من قطارات ومترو وأبراج كهربائية وتفجير أتوبيسات ومبان حكومية.