x

محمد أمين «أن تكون هجّاصاً»! محمد أمين الثلاثاء 02-06-2015 21:19


ليس شرطأ أن تكون عالماً، ولا كاتباً، ولا حتى فناناً، كى تكون نجم زمانك.. النجومية لا ترتبط بموهبتك.. ترتبط بفهلوتك.. قد تكون نجماً، حين ترفع علم إسرائيل، أو تقلع «ملط» في ميدان التحرير، أو تكتب قصة تنتمى لقلة الأدب، أكثر مما تنتمى للأدب.. ساعتها ستكون نجماً.. ستبحث عنك الفضائيات.. هتكسر الدنيا وتبيع آلاف النسخ.. العلم يا صاحبى لا يكيل بالبدنجان.. كما قال الزعيم عادل إمام!

أيضاً قد تصبح نجماً حين تلتقط «سيلفى» مع الرئيس أو رئيس الوزراء.. أو حين تعمل عملاً مجنوناً.. ستشير إليك الصحف، وتتسابق إليك الفضائيات.. المهم أنك في أي لحظة، يكون معك كاميرا لتسجيل اللحظة.. فقط أرسلها بعد ذلك لأى برنامج، أو انشرها على فيس بوك أو تويتر.. ستلف الدنيا فوراً.. هكذا أصبح النجوم في زماننا.. العالِم قد يموت ولا يعرفه غير تلاميذه، والأديب لا يعرفه إلا النقاد فقط!

الكتّاب الجدد أكثر شهرة وأكثر توزيعاً.. لأنهم يكتبون عبارات خارجة عن الذوق والأدب.. الكاتب الرصين غير معروف للقراء.. والكاتب الصحفى نوعان.. أحدهما يعرف مهمته، ويحترم نفسه، ويخاف على تاريخه.. وهذا الكاتب حظه شوية حبتين.. الثانى كاتب بلا قدر وبلا قيمة وبلا تاريخ.. لكنه يمكن أن يشتم الصحابة ويشتم الرئيس.. ويتصور أن هذه كتابة.. للأسف يلقى إقبالاً.. وقد تهتم به الرئاسة(!)

لعلكم تذكرون الفتاة التي تعرّت.. أعنى علياء المهدى.. أصبحت أكثر شهرة من زويل ومجدى يعقوب وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ.. تلقت فيزا شينجن فوراً.. ربما تأتى بعد أعوام تحمل جائزة نوبل للسلام.. كثيرون أيضاً يتعرون هذه الأيام.. ليس في ميدان التحرير.. بعضهم يتعرى في جهات عليا.. يريدون أن يكونوا أكثر شهرة ممن ينتجون ويعملون فعلاً.. شهرة بعضهم أنه يصرخ، أو لأنه قليل الأدب للأسف!

هناك إعلاميون بتلاتة تعريفة، قيمتهم أنهم بتلاتة تعريفة.. هؤلاء ذوو قُربى.. بعضهم في معيّة الرئيس الآن.. الدولة تصطفى أصحاب «العاهات».. سواء كانوا رؤساء أحزاب أو إعلاميين.. مازالت الأمور كما هي.. علشان كده أنا غير مطمئن.. أحد الأصدقاء سألنى: ما علاقة فلان بمؤسسة الرئاسة؟.. يقصد أحد أصحاب الدكاكين الحزبية.. يستغرب من وجوده بجوار الرئيس.. يستغرب من تمويله للسفريات!

مصر لم تتغير بعد ثورتين للأحسن.. ربما تغيرت للأسوأ.. الشواهد أمامك.. الصور أمامك.. كلها مسخ.. لكنها داخل الكادر.. مع ذلك لا أنصحك بأن تشتم الصحابة.. ولا أنصحك بأن تشتم الرئيس.. ولا أنصحك أن تكون بهلواناً.. فقط انتظر الزمن القادم.. مصر سوف تتغير حتماً.. مهما كانت التضحيات.. يمكنك أن تعمل «بيات شتوى» حتى يمر الشتاء.. تأكد أن «الربيع قادم».. ربما يكون بنكهة مصرية!

الهجص لا يدوم، والفهلوة لا تدوم.. فلا تكن هجّاصاً ولا رقاصاً... هؤلاء سيدهسهم قطار التاريخ.. يبقى العلماء والأدباء والمهنيون في كل صنعة.. التزم برصانتك أكثر.. ولا تنشغل بالفهلويين حولك.. سيضحك كثيراً من يضحك أخيراً.. فلا تكن هجاصاً، ولو فاتتك النجومية.. صدقنى دى قلة قيمة!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية