من أجل مساندة الجهود الرسمية المبذولة لإنهاء حالة الانقسام الفلسطينى ودعم الحوار الوطنى الذى ترعاه القاهرة، جاء مؤتمر «الوفاق الوطنى»، ليظهر أهمية دور المجتمع المدنى فى العمل على إعادة توحيد الصف الفلسطينى وتغليب مصلحة الشعب، الذى يعد الطرف الأكثر ضرراً من صراع حركتى فتح وحماس.
وبالتزامن مع الجهود المصرية، التى تسعى إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، عقد المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط بالقاهرة، بالتعاون مع جامعة فلسطين، الأسبوع الماضى مؤتمراً تحت عنوان «الوفاق الوطنى.. طريقنا إلى المستقبل» بمشاركة عدد كبير من ممثلى المنظمات والجمعيات الأهلية والهلال الأحمر والشخصيات الفلسطينية المستقلة وأكاديميين ورجال أعمال.
وانتهى المؤتمر ببيان ختامى يقدم رؤية المجتمع المدنى للطريق الذى يمكن من خلاله إنهاء الانقسام الداخلى بين الفلسطينيين، وتحقيق الوفاق الوطنى، ودعم هذا الاتجاه من أجل مصلحة الشعب الفلسطينى.
وأوضح البيان أن الشعب الفلسطينى فى كل أماكن تواجده داخل الوطن وخارجه «كل لا يتجزأ ويتمسك بوحدة الأرض والشعب والقضية ويدين بشدة حالة الانقسام والانفصال»، مؤكدا أن الشعب «عائد العزم على تكريس وتكثيف كل الجهود لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية روحا وممارسة».
وأعلن بيان المؤتمر تأييده «المطلق والأكيد للجهود المصرية المتواصلة بمسؤولية والتزام، لرعاية الحوارات الفلسطينية والحوار الوطنى الشامل الذى يجمع كل القوى الفلسطينية ويدفع بها نحو الوحدة والقوة»، وأعرب البيان عن تقدير كل الجهود «المخلصة فلسطينياً وعربياً لرأب الصدع والخروج من الأزمة».
ودعا البيان المسؤولين المصريين إلى توسيع دائرة الحوار وإتاحة الفرصة لعدد من ممثلى المجتمع المدنى الفلسطينى والشخصيات الوطنية، من أجل تعزيز مفهوم المشاركة والتنوع والتعددية.
وأكد المؤتمر أهمية تبنى جامعة الدول العربية الجهود المصرية حتى يصبح الحوار الوطنى مسنودا بالإجماع العربى ويتمتع بصلاحية واسعة للإلزام وفق آلية عربية للتنفيذ والمتابعة وبما يحقق الوفاق والمصالحة دون التدخلات، التى تعرقل الاتفاق وتشجع الانقسام.
طالب المؤتمر الفصائل الفلسطينية المتنازعة بتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية وأن تكون فلسطين هى «الوجهة والبوصلة والانتماء»، داعياً إلى وقف كل ما يؤدى إلى الاحتقان، كالحملات الإعلامية والاعتقالات السياسية وأعمال العنف واتخاذ خطوات فعالة وملموسة نحو الوفاق.
وأكد المؤتمر التزام منظمات المجتمع المدنى بتنظيم حملات شعبية متواصلة، تتنوع أنشطتها بين الاعتصام والندوات والحوارات والمعارض والرسوم وغيرها، من أجل دعم الوفاق الوطنى. ووجه بيان المؤتمر تحية إلى المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط ورئيسه الدكتور محمد شفيق زكى، مطالباً القائمين عليه باستمرار المتابعة والتواصل مع المجتمع المدنى الفلسطينى.
وكان ضمن المشاركين فى المؤتمر الدكتور يوسف أبودية، رئيس جامعة فلسطين، والدكتور حسين أبوشنب، والدكتور ياسر الوادية، أستاذ الهندسة بالجامعة الإسلامية، بالإضافة إلى المهندس عماد الفالوجى، من مركز «آدم» للحوار، وعصام يونس، من مركز «الميزان» لحقوق الإنسان، والدكتور أياد السراج، من مركز «غزة» للصحة النفسية، والإعلامى غازى حمد، ورجال الأعمال والاقتصاد موسى الحساينة وعلى أبوشهلا وسالم صباح.