توجه ملايين الفنزويليين اليوم الأحد إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية، التى من المتوقع أن تسفر عن احتفاظ الرئيس هوجو شافيز بسيطرته على الجمعية الوطنية (البرلمان)، فيما يعد اختباراً للدعم الذى يحظى به قبل الانتخابات الرئاسية فى 2012، لكن تحقيق أحزاب المعارضة مكاسب كبيرة فى أكبر بلد منتج للنفط فى أمريكا الجنوبية يعد أيضاً مسألة مضمونة بعد مقاطعة الانتخابات التشريعية السابقة قبل 5 سنوات، بسبب مزاعم وجود «مخالفات».
وينصب التركيز على ما إذا كانت المعارضة قادرة على الفوز بأكثر من ثلث المقاعد التى يجرى التنافس عليها وعددها 165 مقعداً، مما يعنى أن الزعيم الاشتراكى سيكون فى حاجة إلى دعم من خصومه لإجراء تغييرات رئيسية على القوانين أو للقيام بتعيينات فى مؤسسات مهمة.
وتظهر استطلاعات للرأى أن نسبة التأييد التى يحظى بها شافيز -الذى يعتبره أنصاره المدافع عن فقراء فنزويلا، لكن منتقديه يعتبرونه حاكما مستبدا- تتراوح بين 40 و50%، وتقل هذه النسب كثيرا عن المستويات المرتفعة التى بلغها فى السنوات السابقة، لكنها ربما تكون كافية لضمان احتفاظ حزبه الاشتراكى بأغلبية.
ومن ناحيته، هاجم شافيز فى كلمة نقلها التليفزيون زعماء المعارضة، وقال متحدثاً من القصر الرئاسى: «لن يعودوا أبدا إلى هنا.. هؤلاء منعدمو الأخلاق ولصوص.. هؤلاء الأشخاص لا هوية لهم.. سأظل أقول هذا حتى آخر يوم فى عمرى».
وتوضح استطلاعات الرأى أن الاشتراكيين متقدمون بعدد محدود من النقاط المئوية على مجموعة متحدة من أحزاب المعارضة يطلق عليها «الوحدة الديمقراطية». ويقول محللون إنه إلى جانب التغييرات التى جرى إدخالها على قواعد التصويت والخريطة الانتخابية التى تعتبر فى صالح الحكومة، فإن هذا يعنى أن حزب شافيز يدخل الانتخابات وفرص فوزه كبيرة، لكن المعارضين يقولون إن هناك موجة من الاستياء من الرئيس ستثبت أن استطلاعات الرأى خاطئة، وذلك فى ظل الارتفاع الهائل لمعدل التضخم ووصول الاقتصاد إلى مرحلة النمو السلبى وارتفاع معدل الجريمة.
وهناك حوالى 17 مليون ناخب مسجل يحق لهم الإدلاء بأصواتهم فى 12500 مركز اقتراع فى 87 دائرة انتخابية. ويتوقع مراقبون ادعاءات بالتزوير فور انتهاء الانتخابات، لذا يعد شافيز العدة لمواجهة التحديات، حيث يتوقع أن تزعم «قوات الشغب البرجوازية» حدوث أعمال تزوير ثم تسعى «لإشعال النار فى البلاد».
وأصدرت السلطات الفنزويلية اليوم أمراً بإغلاق مؤقت للحدود مع كولومبيا لمدة 24 ساعة، فيما نشرت 160 ألفاً من عناصر القوات المسلحة بالقرب من مراكز الاقتراع.
ومن ناحية أخرى، أعلن شافيز عبر حسابه الشخصى على موقع «تويتر» الإلكترونى، أنه سيستمر على اتصال مباشر مع الشعب، على الرغم من نشر 3 رسائل لا تخصه عن طريقه، فيما أعلن وزير الداخلية الفنزويلى طارق العصامى أنه تم فتح تحقيق بشأن «القرصنة الإلكترونية» التى تعرض لها حساب شافيز.