التف نساء عزبة «البكاشى» بالمنيب فى محافظة الجيزة حول الأم هناء حسين، التى ترقد فى منزلها البسيط بالعزبة، لمواساتها فى مصابها، بعد أن وضعت ابنها «عبدالمنعم» بمستشفى أم المصريين، فجر السبت الماضى، وفوجئت باختفائه من حضانة المستشفى. تروى «هناء» لـ«المصرى اليوم» أنها يوم الولادة كانت تشعر بآلام شديدة والطبيب وبخها لسوء حالتها الصحية، وأثناء ولادتها الطفل لم يبك كما هى العادة، وسمعت الممرضات يقلن إنه ولد، ولم تتمكن من رؤيته، كانت الممرضات يعطين ظهر المولود لأمه، وعندما غسلت الممرضات جسده، علا صوت الطفل بالبكاء، فاطمأن قلبها، لكن الطبيب أكد لها ضرورة أن يبيت فى «الحضانة».
وذكرت أنها فوجئت بسؤال الطبيب عن عدد أبنائها، وسمعت «التمرجيات» يتبادلن كلامًا فيما بينهن أنها: «أم لخمس أولاد»، وخلال ساعات كان الطفل «فص ملح وداب».
بكت «هناء» وحاولت الجالسات إلى جوارها تهدئتها، وقالت: «الدكتور اللى ولّدنى كان بيقول لىّ بعد الولادة، أنت لديك 5 أبناء، وأنا سأريحك، لمّا الليل يأتى علينا»، وصرخت: «عاوزة ابنى حىّ أو ميت، أدفنه بإيدى».
الطفل «أحمد»، فى الصف السادس الابتدائى، يبكى بحرقة إلى جوار والده، صاحب محل لدهان السيارات، يقول: «الدكاترة طلبوا مننا نأتى بحفاضات ولبن أطفال، ومنعونا من الدخول، وبعدين ذهبنا مع أمى إلى المنزل، وتانى يوم اتخطف أخويا». أحمد يقول: «انتظرت شقيق ليّا من 3 سنوات، وبعدين لمّا ماما ولدته اتخطف من المستشفى».
يأخذ الأب «عاشور» نجله بين أحضانه، مرددًا: «لن أرى نومًا ولا راحة حتى يعود أخوك».. مؤكدًا أنه يذهب كل يوم إلى المستشفى لمعرفة وضع القضية التى تحقق فيها النيابة العامة، بعد أن أمرت بحبس ممرضتين ومدير أمن المستشفى بتهمة الإهمال الجسيم بما أدى إلى وقوع الجريمة.