x

وزير الأوقاف: خدمة الوطن لا تنحصر تحت قبة البرلمان

الخميس 28-05-2015 22:08 | كتب: أ.ش.أ |
تصوير : محمد السعيد

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن خدمة الوطن لا تنحصر تحت قبة البرلمان وحدها دون سواها، مؤكدا أن خدمة الوطن شرف على كل حال وفي كل موضع.
وتساءل «جمعة»، في بيان له، مساء الخميس، «إذا كان ما بين خمسمائة أو ستمائة نائب لهم كل الاحترام والتقدير سيكونون تحت قبة البرلمان، فهل هؤلاء وحدهم من سيخدمون قضايا وطنهم؟ أو أن غيرهم قد يكون شريكًا لهم في هذا الشرف؟»، مضيفا: «قد يكون هناك وطنيون آخرون أكثر همّة وحماسًا وقدرة وعطاء في خدمة وطنهم».
وأشار إلى أنه إذا كان التنافس تنافسًا لخدمة الوطن فلن يكون صراعًا غير شريف أبدًا، قائلا: إن «الغاية لدى الوطنيين لا يمكن أن تبرر الوسيلة، ومخطئ شديد الخطأ من يعتقد أن الوطنية تنحصر فيه دون سواه، أو أن خدمة الوطن تكون من منظوره وحده دون منظور غيره، فحمل الناس حملا على طريقة واحدة أو مذهب واحد في الحياة أمر غير ممكن، لاختلاف طبائع الناس، وسنة الله في التنوع، يقول الحق سبحانه: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)».
وأوضح «جمعة» أن ذلك ليس مدعاة للتقاعس عن خدمة الوطن ولا لصرف أحد من الوطنيين عن نبل مقصده، وإنما هي دعوة للتنافس الشريف، وإلا فإن الفلاح في حقله، والعامل في مصنعه، والمحترف في حرفته، والمعلم في مدرسته أو معهده، والطبيب في مشفاه، والعالم في مجاله وميدانه، والإعلامي وآلته، قلمًا كانت أم آلة تصوير أم ريشة رسام أو جملة فنان، قد لا يكون واحدًا من هؤلاء أقل أثرًا، بل قد يكون أكثر تأثيرًا في عالم الوجود ودنيا الناس من أصحاب الاستجوابات وطلبات الإحاطة.
وأشار إلى أن مجالات العمل الثقافي والتنويري والاجتماعي والإنتاجي لا تقل أثرًا ولا أهمية عن العمل السياسي بل تزيد، فنحن في حاجة إلى جهد كل عالم وعامل، وفي حاجة أشد أن يكون الناس جميعًا من العاملين المنتجين كل في ميدانه دون حاجة أن يكون المجتمع كله من محترفي السياسة، وإن كان الإلمام منها بطرفٍ أمرًا لا مفر منه.
وشدد على حاجة المجتمع إلى علم وفكر وثقافة وقلم ولسان وبيان العلماء والدعاة والمفكرين، أكثر من حاجته إلى نيابتهم عنه تحت قبة البرلمان، خاصة أن ما يعرف بتسييس الدين أو تجربة الإسلام السياسي كانت شديدة المرارة، بحيث لا يمكن أن يمحى أثرها المر بسرعة من الذاكرة المصرية أو العربية أو حتى العالمية بسهولة أو بهذه السرعة المتوقعة من بعض من يراهنون على فقدان الذاكرة العربية أو ضعفها .
وقال «جمعة»: «لا أظن أن فصيلا سياسيًا يمكن أن يفصل كيانه السياسي عن الدعوي أو يدَّعي أنه لن يوظف الدين لخدمة أغراضه السياسية، ويظن أن الناس ستصدقه بهذه السذاجة، بل عليه أن يثبت يقينًا أنه لن يكرر التجارب المرة في خداع العامة باسم الدين، وأنه لن يسوقها صراعًا جديدًا بين الإيمان والكفر، وأنه لن يكرر غزوة الصناديق، أو أن الصناديق قالت للدين نعم وقالت للكفر لا، وأنه لن يعمد إلى استخدام ما تحت يده من الدعوة استخدامًا انتخابيًا، وأنه لن يقسم المجتمع إلى فسطاطين من جديد».
وأكد أن الدلائل والعلامات ستكون فارقة بين من يبحث عن التمثيل والمشاركة وخدمة الوطن به أو بغيره، من داخل الحكومة أو من خارجها، من تحت القبة أو من أي موقع آخر، وبين من يبحث من جديد أو في ثوب جديد عن مغالبة دينية جديدة، وإن قنّعها بألف قناع وقناع، في ظل العودة من جديد إلى الحديث عن غلبة على الأرض، وأن الآخرين لا وزن لهم ولا ثقل، في استعلاء مقيت لم يعد الشعب المصري ولا العربي يتقبله أو يتحمله .
وأضاف: أن «المشاركة لا أحد ينكرها على أحد، وإلا لدخلنا في دوائر من الإقصاء والإقصاء المضاد، والصراع الذي لا ينتهي، غير أن محاولات التمترس بالأهل والعشير مرة أخرى من طوائف تنطلق في أي مجتمع من منطلق طائفي أو مذهبي أو أيدلوجي يتجاوز الأرضية الوطنية المحضة أو تحاول القفز فوقها، فإن عاقبته ستكون غير محمودة، وسترتد أول ما ترتد على من يتمترس بها ويظنها طوق نجاته، لكنها قد تفتح أبواب صراعات لا تحتمل، وترتد ببعض المجتمعات إلى نقطة الصفر، وإن كنا نعجب لأقوام كانوا يرون المشاركة في الانتخابات من المحرمات والممنوعات، ثم صاروا يرونها من أوجب الواجبات، والتخلف عنها خيانة للدين وتضييعًا له».
كما أكد «جمعة» أهمية المشاركة والدعوة لها باعتبارها حقًا للوطنيين جميعًا على أرضية وطنية مشتركة، محذرا من المصارعة والطائفية المقيتة وتوظيف الدين لخدمة المصالح الانتخابية، ومن تقسيم أي مجتمع على هويات دينية أو مذهبية أو طائفية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية