أكثر من تحذير وصرخة استغاثة وشكوى أرسلها أهالى عزبة النورة، التابعة لمدينة الخصوص فى القليوبية، يحاولون إنقاذ منازلهم من الانهيار بعد تسرب مياه الصرف الصحى إليها، مما أدى إلى غرق شوارع العزبة بما يهدد بانهيار منازلهم. محمود نجم، أحد سكان العزبة، أكد أن الأهالى كانوا يعتمدون فى الصرف، على شبكة أهلية مقامة بالجهود الذاتية، استبدلتها الأجهزة التنفيذية فى المحافظة، بأخرى أسند إنشاؤها إلى إحدى شركات المقاولات، ومنذ أربعة أشهر تقريباً تم تعطيل الشبكة الأهلية ونقل الصرف إلى الشبكة الجديدة ومن وقتها والطفح مستمر ومياه المجارى تهاجم كل المنازل فى المنطقة. وأضاف: عدد كبير من الأهالى هجروا بيوتهم، هرباً من الرائحة الكريهة، التى تحاصرهم والجهات التنفيذية فى المدينة تقف مكتوفة الأيدى وهى تشاهد الأهالى يغرقون فى برك الصرف الصحى، وتابع: «اشتكينا لرئيس المدينة فبعت معانا واحد ضرب سيخ فى البلاعة وخد 100 جنيه».
على مدخل شارع جمال عبدالناصر، أحد أكبر شوارع العزبة، وقف جمال عبدالوهاب «40 سنة»، يشير إلى كابل كهرباء تحاصره مياه الصرف الصحى من كل الجهات، قائلاً: «الحى كله معرض لخطر الصعق بالكهرباء، بعد أن غزته مياه الصرف الصحى وأصبح (يكهرب) كل من يقترب منه». وقال: «لسه من أسبوعين عيل صغير بيلعب كان هايموت متكهرب والمجلس المحلى يرسل للمنطقة سيارة لشفط مياه الصرف كلما استنجد بهم الأهالى»، وهى السيارة التى قال «جمال» إن سائقها يتقاضى 16 جنيهاً عن كل نقلة، وبحسبة بسيطة قام بها فإن سائق السيارة يمكنه أن يحصل من الأهالى على نحو 100 جنيه فى يوم واحد ولا يكاد ينتهى ويبدأ يوماً جديداً حتى يبدأ معه فصل جديد من معاناة الأهالى.
ومن نافذة منزلها، فى الدور الثانى، قالت «أم أحمد»: جه علينا العيد مانضفناش ولا مسحنا ولا غسلنا خايفين البلاعة تطفح ومع ذلك برضه كانت بتطفح وجه العيد من غير ما نحس بيه». وأكد السيد موسى، رئيس مدينة الخصوص، إن حل مشكلة الصرف الصحى بعزبة النورة فوق إمكاناته، لأن العيب - حسب قوله - فى الشبكة الجديدة التى أقامها الجهاز التنفيذى التابع لوزارة الإسكان، التى نفذت الشبكة تاركة فيها عيوباً أهمها أن المناسيب غير مضبوطة، والبيارات دون أغطية، وأنه كلما زادت تصرفات الأهالى المائية حدثت حالات الطفح، التى قال إنه يتعامل معها بالتسليك اليدوى قائلاً «لما المجارى بتطفح بابعت واحد يسلكها بسيخ».
وأضاف «موسى» أنه سخّر كل إمكاناته لمواجهة الأعطال فى عزبة النورة قائلاً: «عندى 14 منطقة فى مدينة الخصوص مافيش منطقة تعبانى غير عزبة النورة. وأضاف: لم أتسلم الشبكة من الشركة المنفذة حتى الآن، بسبب العيوب الموجودة فيها، ونفى ما قاله الأهالى من أن العمال يتقاضون منهم مقابل تصليح الأعطال، أو أن سائق سيارة الشفط يأخذ منهم أموالاً قائلاً: «أنا باعت الناس دى من عندى لكن مافيهاش حاجة لو الأهالى يراضوا العامل اللى شغال طول اليوم بجنيه ولا اتنين».