بدأت الكنيسة الأرثوذكسية حملة لتحسين صورة الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، على خلفية محاضرته التى أثارت جدلا كبيرا بدعوى أنه أساء فيها للقرآن، وبينما أعلنت الكنيستان «الإنجيلية» و«الكاثوليكية» رفضهما لما ورد فى محاضرة الأنبا بيشوى «من تساؤلات غريبة حول القرآن»، دشن عدد من نشطاء الفيس بوك «جروب» باسم «أزهريون» طالبوا فيه البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بـ«الاعتذار الرسمى» عما نسب لسكرتير المجمع المقدس.
وخصصت الكنيسة الأرثوذكسية حلقة من برنامج «نبض الكنيسة»، الذى يشرف عليه الأنبا آرميا، سكرتير البابا، على قناتها الفضائية «أغابى» لتحسين صورة الأنبا بيشوى. وتضمنت الحلقة، التى استضافت القمص بطرس بطرس، وكيل الأنبا بيشوى، هجوما على الدكتور محمد سليم العوا، بخصوص تصريحاته ضد الكنيسة، مع الحرص على إظهار حسن نية الأنبا بيشوى وعدم سعيه للإساءة للمسلمين.
وتلقى البرنامج مكالمات من أساقفة المجمع المقدس المشاركين فى مؤتمر العقيدة الآخير - الذى تضمن الكتاب الرسمى الخاص به المحاضرة التى تسببت فى الأزمة الحالية - أثنوا خلالها على «الصفات الطيبة» التى يتمتع بها بيشوى، والمراكز التى يشغلها فى الكنيسة و«الدور المهم»، الذى يلعبه داخل مصر وخارجها.
فيما حذر الأنبا بنيامين، أسقف المنوفية، من خطورة اتهام بيشوى من قبل بعض الكتاب ووسائل الاعلام بـ«صانع الفتنة»، مشددا على أن هذا الاتهام لشخصية فى حجم ووضع بيشوى ستترتب عليه «عواقب وخيمة».
فى المقابل تبرأت الكنائس المصرية الأخرى من محاضرة الأنبا بيشوى، وأعلنت رفضها التام لما جاء بها من «تساؤلات غريبة لا داعى لها» على حد وصفها.
وشدد الدكتور القس أندريه زكى، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، على أن الخطأ يستلزم الاعتذار سواء كان المخطئ رجل دين أو رجل سياسة، علما بأن الاعتذار وحده لا يكفى، «ولكن ينبغى على المخطئ أن يصحح مفهومه عن الآخر».
وأوضح زكى أن تصريحات الأنبا بيشوى وتساؤلاته تخص الكنيسة الأرثوذكسية وحدها، ولا علاقة للكنائس الإنجيلية بمصر بما يقوله إطلاقا.
وأيد الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الكاثوليك، كلمات زكى، وقال إن الكنيسة الكاثوليكية تحترم الإسلام، وترفض أى تساؤلات من شأنها تكدير العلاقة بين أبناء الوطن الواحد.
وقال: «نحن نرفض أى أسئلة من شأنها طرح أى شك فى دين الآخر وتثير الفتنة بين المصريين، ونرفض تحميلنا أخطاء غيرنا، فعلى المخطئ تحمل تبعات خطئه».