سيهل علينا شهر رمضان الكريم قريبا، وفى مثل هذا التوقيت من كل عام يثار الموضوع المتعلق «بياميش رمضان» ويكثر الكلام حول غلاء أسعاره المُبالغ فيها!..
فى الحقيقة عندما يتابع المرء هذا الموضوع يظن أن ياميش رمضان يُعد غذاءً أساسياً أو دواءً لابد من تعاطيه بعد الإفطار!...
ما هذا الياميش إلا مجرد سلعة كمالية يستحق الساعى لشرائها أن يدفع السعر أضعافا مضاعفة، ولا لوم ولا تثريب على تُجارهِ.. لماذا يُصر الكثير من الناس أن يجعلوا من أنفسهم مادة لاستغلال الآخرين؟
لماذا لا تنتشر بيننا ثقافة الاستغناء.. إن ثقافة الاستغناء لا تمثل معنى للانهزامية، ولكنها تُعدُ تجسيداً لفكرة التعالى عما هو غير ضرورى... فمن أسوأ العادات السلوكية هو ذلك الداء المُتمثل فى أن يحيا الإنسان حياته تقوده الرغبات وليست الاحتياجات!!..
إذا عاش الإنسان بالرغبات انحدر، وإذا عاش بالاحتياجات ارتفع.. فالبون شاسع والفرق كبير بين الرغبة والاحتياج، وهو فرق فى نتائجه- لو تعلمون- عظيم.
محمد عبدالفتاح السرورى