x

عماد سيد أحمد على سالم.. سيد الكتابة عماد سيد أحمد الأربعاء 27-05-2015 21:29


مراراً وتكراراً تراودنى الفكرة فى الكتابة عن الأستاذ على سالم، ويغمرنى الشعور بالحماس وأفتح جهاز «اللاب توب» ثم أشعر بالخوف والرهبة وأغلق الجهاز وأتراجع عن الفكرة فى الحال.. ويدور فى ذهنى السؤال: كيف أكتب عن الأستاذ (آسف أعرف أن هذا اللقب التصق بأستاذ آخر).. كيف أكتب عن سيد الكتابة، فهو بالنسبة لى كذلك.

فأنا لا أقرأ جملة باللغة العربية بروح مصرية خالصة تستحضر الدعابة والنقد اللاذع فى آن واحد مثلما هى عند الأستاذ «على» الذى طالما حمل منظارا نادرا عبقريا يرى به الأشياء. بطريقة بسيطة وعميقة فى الوقت نفسه.

الأستاذ على من مواليد 36 وأنا من شلة أغلب أفرادها من مواليد نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضى، ومع ذلك فإن الأستاذ- أقصد على سالم- بكتاباته هو الأقرب إلينا من بين كل كتاب العصر، إنه يعبر عنا فى كل المواقف الصعبة (من خلال أفكاره وآرائه المنشورة فى مقالاته)، إنه بسيط إلى حد الإقناع، ومضحك إلى حد البكاء، وهو وحده مدرسة فى الكتابة هو ناظرها وأستاذها الوحيد وتلميذها النجيب، باختصار هو سيد نفسه، هو سيد الكتابة.

الأستاذ على واصل إلينا وكأنه واحد من جيلنا فلا مسافات بيننا وبينه، لا زمن ولا مكان ولا شىء آخر، أحيانا يكون بالنسبة لنا هو المرشد، وأحيانا هو المعلم، وأحيانا، وفجأة، يتحول إلى تلميذ يسأل عن آخر تقنيات العصر فى التكنولوجيا المستخدمة فى أجهزة اللاب توب الحديثة وتطبيقات الموبايل المتطورة ويسأل بشغف يظهر فى عينيه، ومازال صديقنا المهندس «خالد حال» ينتظره فى مكتبه ليحصل على الدورة المعرفية التى طلبها الأستاذ على بشأن برامج الكمبيوتر المتقدمة فى هذا العالم.

منذ أسعدنا الحظ وتعرفنا به قبل سنوات، عرفنا كتاباته قبل أن نتشرف بمعرفته شخصيا، أدركنا أننا أمام عملاق بسيط للغاية، إنسان محب للحياة وعاشق لكل ما هو جميل.

وذات مرة شاركنا الأستاذ فى رحلة إلى مدينة إسطنبول وكانت من أجمل رحلاتنا إلى تلك المدينة الجميلة. ولا أبالغ إذا قلت إنه كان أكثرنا حيوية وشبابا لحرصه الشديد على زيارة كل مكان، ومعرفة كل شىء فى هذه المدينة العريقة.

الأستاذ على يكتب بصفاء وكأنه ينهل من معين لا ينضب، يكتب وكأنه فى رحلة مع حبيبته يتودد إليها وتتودد إليه، الكتابة عنده متعة وعند الباقين عبء ثقيل بالليل ومذلة بالنهار.

عندى عشرات بل مئات الحكايات من وعن الأستاذ «على» وكلها تبعث فى النفس الأمل وتحث على التفكير النقدى وتدفعك لحب الحياة.. أشعر بخجل وأستحيى وأنا فى حضرة الأستاذ على أن أتحدث عن شىء كتبته أو أذكر كلمة واحدة لها علاقة بالكتابة، ليس معنى هذا أننى لا أعبر عن آرائى أمامه، بل بالعكس أحكى للأستاذ وأطرح عليه ما لا أستطيع أن أبوح به للآخرين.

ننتظر مقالاته فى الشرق الأوسط وفى «المصرى اليوم» ونشعر بالحزن إذا غاب مرة عن كتابة عموده لأى سبب.

جلساتنا لا تخلو من مناقشة كتاباته وأفكاره ونكاته التى نحفظ معظمها عن ظهر قلب من كثرة ما رددناها واستمتعنا بها.. شكراً يا أستاذنا على كل شىء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية